بيروت / وكالات / اثناء زيارتي الأخيرة للبنان شاركت في حفل تكريم أقامته كلية الطب بالجامعة الأمريكية في بيروت لفتاة دخلت موسوعة غينيس على أنها أصغر طالبة طب في العالم، وحصلت على هذه الشهادة وعمرها لم يتجاوز العشرين عاما وهي اقبال الأسعد من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، والتي تستعد الآن لمواصلة تعليمها في تخصص طب الأطفال في مستشفى (كليفلاند كلينيك) في الولايات المتحدة الأمريكية وهو اهم صرح طبي في العالم. لقد كنت مؤمنا بضرورة تكريم هذه الطالبة وبحكم موقعي كعضو لمدى الحياة في مجلس أمناء الجامعة الأمريكية في بيروت فقد نسبتها لهذا التكريم الذي اعتبره حقا لها، وتم ترتيب هذا الأمر مع الجامعة، وحضرت هذه الطالبة من مخيمها في البقاع اللبناني إلى بيروت حيث التقيتها وزادت قناعاتي ترسخا بأن الشعب الفلسطيني شعب حي ومبدع على أكثر من صعيد ولن تستطيع النكبات المتلاحقة أن تثنيه عن الوصول إلى هدفه في دولة مستقلة وحقه الراسخ في العودة إلى وطنه ومدنه وقراه. في نفس اليوم الذي كرمت فيه أصغر طبية في العالم، كان هناك وفي مجال مختلف ابداع فلسطيني آخر، حيث شاركت بحضور حلقة من برنامج (آرب ايديل)، الذي يشارك فيه ابن غزة الحبيبة ابن فلسطين الفنان محمد عساف، فهذه فرصة لدعم شاب فلسطيني خرج أيضا من رحم المعاناة، ومن المخيم الذي حوله الشعب الفلسطيني وعلى مدار سنوات النكبة الخمسة والستون إلى مصنع للبطولات والإبداعات، وأثبت الشعب الفلسطيني للجميع بأنه يعشق الحياة، ولم ولن تثنيه النكبات في مواصلة نضاله المتعدد الأوجه في الحصول على حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير. وقف محمد عساف على خشبة المسرح فثار بداخلي كم هائل من المشاعر حاولت أن اترجمها لكلمات كي انطق بها فقلت لذاتي كم تمنيت أن يكون بيننا شهيدنا البطل ياسر عرفات ليقول لمحمد عساف ولكل الحضور نعم نحن شعب الجبارين رغم كل النكبات فرقتنا السياسة ووحدنا صوت عساف، وحدنا كشعب في الداخل المحتل وفي الشتات وفي الضفة الفلسطينية وغزة الحبيبة، قلت هذا صوتنا وهذا بطلنا وهذا املنا الصغير. حقا نحن نمتلك ثروة قومية، والشباب أغلى ما نملك، خلال عام كان هناك ثلاثة ابداعات مميزة، فقد ابدع الأسير سامر العيساوي في مقاومته وصموده وانتصر بإرادته وأمعائه الخاوية على السجان وكانت ساحة نضاله هي الأقسى، وانتصرت اقبال الأسعد في ساحة نضالية مختلفة وصعبة ومجال مختلف يحيط به واقع اللجوء المرير، ونأمل أن يحصل محمد عساف على لقب محبوب العرب، وأنا مقتنع بأنه سيحصل عليه، فهذا انتصار ثقافي يضاف على ابداعات الشعب الفلسطيني. انتصارنا الكبير الذي حتما سيقوده الشباب مراكمين ابداعاتهم ونضالاتهم المتعددة الأوجه والأساليب والطرق هو انهاء الانقسام وتحقيق المصالحة فهذه الخطوة التي ستقودنا حتما إلى دحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على خط الهدنة للعام 1967، وعودة اللاجئين وفق القرار 194. قد يكون الموت هو وسيلة لحياة أفضل نريدها لأبنائنا وأحفادنا، وقد قدم الشعب الفلسطيني آلاف الشهداء في سبيل التحرر والاستقلال ولا زال يقدم ليس حبا في الموت وإنما سعيا لحياة حرة وكريمة، وما هؤلاء المبدعون إلا جنودا في جيش الحرية والكرامة على جبهات قد تكون مختلفة ولكنها تمضي بنا أيضا في طريق النصر وبناء دولتنا العتيدة. الى ذلك و في لقاء خاص مع حملة دعم الفنان محمد عساف أعلنت المنسقة الإعلامية لحملة دعم الفنان محمد عساف مي المالكي ، عن توفير حافلات لنقل جمهور الداخل في الأراضي المحتلة عام 1948، إلى محافظة جنين من أجل التصويت للفنان محمد عساف نظراً لعدم مقدرتهم على التصويت في المناطق الإسرائيلية، مثمنة دعم أهلنا في الأراضي المحتلة عام 1948 للفنان محمد عساف ووقوفهم لجانبه. وأضافت المالكي، إن الفنان محمد عساف، شرّفنا كفلسطينين بصوته وحسه الوطني وأخلاقه العالية التي ميزته في مشاركته خلال البرنامج ....وان عساف طوال مسيرته الفنية غنى للوطن والاسرى وحول موضوع التصويت المجاني يوم الخميس اكدت المالكي انه لن يوجد هناك اي شيئ رسمي بخصوص هذا الموضوع ودعت الجميع الى تكثيف التصويت للفنان محمد عساف على الرقم(3) بارسال رسالة من جوال تحمل الرقم (3) على الرقم 37892 ودعت المالكي الجميع الى حضور الى المهرجان الضخم من أجل دعم محبوب العرب محمد عساف ..في ساحة الامم مقابل ضريح الشهيد ياسر عرفات من أمام ضريح الختيار ليشعر معنا بفرحة الشعب الفلسطيني داعين لة بالرحمة والنور لرمزنا وشهيدنا وايضا سيكون هناك بث مباشر على شاشة فلسطين الكبرى بمدينة رام الله دوارالمنارة وفي نهاية اللقاء شكرت المالكي كافة الموؤسسات التي شاركت ومازالت تشارك في دعم الفنان الفلسطيني محمد عساف وشكرت كافة المواطنين في الداخل والخارج .وجميع الجاليات العربية في اوربا التي تدعم الفنان محمد عساف
