جنيف / سما / دعا وزير العمل أحمد مجدلاني، مؤتمر العمل الدولي المنعقد في جنيف، إلى دعم طلب فلسطين للحصول على عضوية كاملة منظمة العمل الدولية، وتوفير الإمكانيات للانضمام لاتفاقيات العمل الدولية، وبما يمكنها من النهوض بدورها وواجباتها في إطار هذه المنظمة الدولية الهامة.وقال مجدلاني في كلمته في يوم التضامن مع شعب وعمال فلسطين، على هامش أعمال مؤتمر العمل الدولي، إن مثل هذا الدعم مطلوب ليس فقط انحيازا للعدل والانصاف، ولكن أيضا لتأكيد أهمية فرض إرادة المجتمع الدولي على حكومة إسرائيل وإلزامها بالسلام القائم على تطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.وأكد أن شعبنا اليوم مصمم أكثر من أي وقت مضى على مواصلة نضاله ومساعيه في طريق السلام العادل والمتوازن حتى ينال كامل حقوقه الوطنية التي تكفلها الشرعية الدولية، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين والإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية.وشكر مجدلاني البلدان والشعوب الصديقة التي صوتت مع حق فلسطين بمقعد في الأمم المتحدة، وقال: ’سنواصل العمل والحوار مع البلدان التي امتنعت عن التصويت للانتقال بموقفها إيجابيا لصالح حقوق شعبنا واحترام وتطبيق قرارات الشرعية الدولية’.وأشار إلى أن السياسات الاحتلالية والاستيطانية الإسرائلية ما زالت تعرقل نمو وتطور المجتمع والاقتصاد الفلسطيني، وأدت إلى ازدياد انتشار البطالة والفقر وارتفاع حدته بين أبناء شعبنا.ولفت إلى أن المدير العام لمنظمة العمل الدولية غاي رايدر أشار في مقدمة تقريره عن وضع عمال الأراضي المحتلة إلى أن القيود الناجمة عن استمرار الاحتلال وتوسع النشاط الاستيطاني تحول فعليا دون تمكن الاقتصاد الفلسطيني، وبالأخص قطاعه الخاص من تحقيق تقدم يُعتد به، وفي هذا الوضع المقيِد هناك احتمال تآكل جسيم في الثقة الموضوعة في قدرة مؤسسات الدولة الفلسطينية على توفير استراتيجيات للنمو الاقتصادي تترافق مع العمل اللائق واحترام الحقوق الأساسية.وشدد مجدلاني على أن الحكومة تبذل قصارى جهودها من أجل مواجهة آثار هذه السياسات الاحتلالية، والتخفيف من آثارها على شعبنا الذي يتطلع لتحقيق السلام العادل، والسلم الاجتماعي، والاستقرار الاقتصادي.وقال إن الحكومة ورغم محدودية إمكانياتها، وتضاعف حجم الأعباء وجسامة التحديات الملقاة على عاتقها لم تغفل واجباتها ولا الوفاء بالتزاماتها، وتسعى لخفض معدلات البطالة والفقر، وخلق فرص عمل للعمال العاطلين، وتوفير مناخ ملائم للاستثمار، وذلك عبر سلسلة من الإجراءات والتشريعات والبرامج الواقعية.ودعا إلى مراجعة تقرير البعثة الدولية لفلسطين التي يرسلها المدير العام، والمتعلق بوضع عمال فلسطين والأراضي العربية المحتلة من قبل إسرائيل، والذي اتسم بقدر عال من الموضوعية من حيث المنهج والتحليل، والاستنتاجات.وثمن الجهود المبذولة في إعداد هذا التقرير، وأكد الحرص الدائم والمخلص على دعم التعاون البناء مع منظمة العمل الدولية، بكل ما من شأنه تعزيز التزام فلسطين بمعايير العمل الدولية وتمكينها من رفع وتطوير مستويات العمل اللائق.وأشار إلى أن هذا التقرير يعتبر وثيقة إدانة دولية واضحة لا لبس فيها للاحتلال الإسرائيلي، والانتهاكات والقيود التي يفرضها على شعبنا الأعزل.وقال: ’نتفق مع ما خلص له التقرير من أن المطلوب ليس تخفيف الحصار والانتهاكات الإسرائيلية وإنما أنهاؤها تماما، وندعوكم أيضا لتبني توصياته والعمل لأن يكون من ضمن التقارير التي تقدم إلى المؤتمر العام لمنظمة العمل الدولية سنويا’.