"نحن نرى شرق اوسط جديد وهو معتمل وصاخب ومتفجر جدا – وهذا صحيح على نحو خاص في حدودنا الشمالية مع سوريا"، هكذا قال أمس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مستهل لجنة الخارجية والامن في الكنيست. وأضاف نتنياهو قائلا "40 سنة هدأت البلاد في الساحة السورية ويحتمل ان يكون هذا يتغير أمام ناظرينا". ونشرت أمس ايضا تصريحات الرئيس السوري، بشار الاسد، الذي حذر هو ايضا من اشتعال ضد اسرائيل. وقال رئيس الوزراء ان "المبدأ الأساس الذي يوجهنا هو ان من يمس باسرائيل، أو يهدد بالمس بها – سيُمس". ونفى نتنياهو التقارير في وسائل الاعلام في الايام الاخيرة والتي جاء فيها ان مستعربين اسرائيليين عملوا على الاراضي السورية، ووصفها بأنها "هراء". وفي سياق حديثه تناول ايضا تدخل حزب الله في الحرب الأهلية السورية. "ايران تعزز حكم الاسد وهي التي أمرت حزب الله بالدخول الى القتال". وبالنسبة للدعم السوري للمنظمة الشيعية قال نتنياهو ان "سوريا اتخذت قرارا بان تنقل الى حزب الله سلاحا متطورا وفتاكا. ويعود نقل الوسائل القتالية الى قرار ايراني، حيث أن الاسد عمليا ينفذ القرار". واضاف نتنياهو بانه "في نقل الوسائل القتالية ثمة ما يغير ميزان القوى أمامنا لدرجة تغيير مفهوم الامن لدينا. واسرائيل ستفعل كل شيء في وسعها كي تمنع نقل مثل هذا السلاح الى حزب الله". بعد وقت قليل من نشر تصريحات نتنياهو، أفادت صحيفة "الاخبار" اللبنانية عن حديث أجراه الاسد الاسبوع الماضي مع سياسيين اردنيين تناول فيه امكانية اشتعال ضد اسرائيل. وقال الرئيس الاسد ان "فتح جبهة مع اسرائيل في الجولان هو قرار جدي للغاية"، واضاف بان بلاده "لا تفكر بتعابير مقاومة ساذجة من أجل التصريح فقط، مقاومة هدفها اطلاق صواريخ بدائية بين الحين والاخر وترك ثغرة للعدو للرد والمبادرة من جانبه – بل عن مقاومة بالمعنى الحقيقي، مقاومة مخططة جيدا ومؤثرة". السياسيون الذين يقتبسون في التقرير هم رجال الحزب الشيوعي الاردني الذين زاروا دمشق ورافقوا الاسد الاسبوع الماضي. ويعرض التقرير انطباعاتهم عن الوضع في سوريا ومعظم الاقوال المنسوبة الى الرئيس السوري تأتي على السنتهم، وليست كاقتباسات مباشرة له. فقد أخذ الدبلوماسيون الاردنيون الانطباع بان الاسد يؤمن بانه يوجد في عنق الزجاجة، قبيل حسم الحرب ويفكر منذ الان باليوم التالي وبحل المشاكل في الدولة عقب القتال الطويل. وحسب تقارير في الصحف اللبنانية والسورية، فان قوات الرئيس السوري، بشار الاسد تستعد لاعادة احتلال مدينة حلب التي كانت المركز الاقتصادي للدولة قبل اندلاع الحرب الاهلية. "يحتمل جدا أن تبدأ المعركة على حلب في الساعات أو الايام القريبة القادمة، بهدف اخذ السيطرة على المدن والقرى في المحافظة"، قالت مصادر لوكالة الانباء الفرنسية. وفي الحديث مع السياسيين الاردنيين ادعى الرئيس السوري بان الدول الغربية والبنك الدولي تريد استثمار عشرات مليارات الدولارات في سوريا عندما تنتهي الحرب الاهلية. وبزعمه، فان الدول الغربية عرضت المساعد في اعادة بناء سوريا شريطة ان تنفذ الشركات الغربية البناء المتجدد للبنى التحتية. شرط آخر طرح على حد قول الاسد، لتلقي المساعدات، هو توقيع دمشق على عقود لتصدير الغاز والنفط الموجود دين بكميات كبيرة على طول الشاطيء السوري. وفي هذا السياق ذكر الاسد بان سوريا منحت الشركة الروسية الاذن بتنفيذ تنقيبات عن النفط في أراضيها. وعلل ذلك بان دمشق لا تنسى اصدقائها، ومن وقف الى جانب سوريا في الزمن الحقيقي. وأعرب الاسد في حديثه عن تشاؤمه من انعقاد مؤتمر السلام السوري في جنيف، المسمى "جنيف 2". وعلى حد قوله فرغم أنه صادق على مشاركة الحكم السوري في المؤتمر فانه لا يؤمن بان يعطي المؤتمر نتائج هامة لان ممثلي المعارضة غير مخولين باتخاذ القرار باسم الميليشيات المسلحة التي تقاتل على الارض. كما قال الاسد ان المعارضة السورية لا تنجح في التغلب على النزاعات والخلافات بين فصائلها المختلفة. وزعم في التقرير بان "سوريا الرسمية" تواصل دعم انعقاد المؤتمر الاوروبي كي لا تتهم بسد الطريق أمام امكانية فتح الحوار. وقال الرئيس المؤقت للائتلاف الوطني السوري جورج صبرا أول أمس في مؤتمر صحفي ان لا مستقبل لحل سياسي في سوريا، والمخرج الوحيد المتبقي هو الخطوة العسكرية لاسقاط نظام الرئيس. وافادت قناة "الجزيرة" القطرية أمس بان الحرب في سوريا تؤثر ايضا على موازين القوى داخل منظمة القاعدة، المشاركة في القتال الى جانب فصائل الثوار. وأفادت "الجزيرة" بان زعيم القاعدة ايمن الظواهري الغى الدمج بين فرعي المنظمة في العراق وسوريا – بعد شهرين فقط من اتحادهما. وحث الظواهري قادة الفرع العراقي ورجال "جبهة النصرة" العاملة في سوريا على وضع حد للخلافات بينهم، والكف فورا عن المواجهات الجسدية واللفظية بين المنظمتين.