خبر : قنبلة روسية – نتنياهو يهدد الاسد، ولكنه قلق من بوتين../يديعوت

الثلاثاء 11 يونيو 2013 01:28 م / بتوقيت القدس +2GMT
قنبلة روسية – نتنياهو يهدد الاسد، ولكنه قلق من بوتين../يديعوت



 حين هدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في لجنة الخارجية والامن بشار الاسد فانه في واقع الامر تحدث الى الرئيس بوتين. تهديدات الاسد باشعال هضبة الجولان بالفعل تقلق اسرائيل ولكن ما يقض مضاجع القيادة الامنية والسياسية الاسرائيلية في الاونة الاخيرة هو أساسا السلوك الروسي.  يتصرف الروس في سوريا كالمهووس باشعال النار، فهم يلقون الى برميل المتفجرات هذا المزيد فالمزيد من اعواد الثقاب المشتعلة، ولا يروننا من متر واحد. وهم يحطمون عن عمد "خطوطا حمراء" وضعتها اسرائيل أمام سوريا، يمسون بمصالح اسرائيلية واضحة، وحقا لا يهمهم الآثار.  وفي اسرائيل يحاولون أن يفهموا ما الذي يعده الروس، وكم بعيدا سيسيرون واي اضرار سيلحقون بنا. وليس صدفة ان أجرى نتنياهو مؤخرا ما لا يقل عن محادثتين مع الرئيس بوتين. فقبل عدة اسابيع سافر لهذا الغرض على عجل الى سوتشي، وفي نهاية الاسبوع تحدثا هاتفيا ويمكن الافتراض بان الطرفين تبادلا مزيدا من الرسائل السرية.  وعند الحديث عن اعواد الثقاب المشتعلة ليس المقصود بالضرورة صواريخ اس 300 التي يستمتع الروس بالحديث عنها علنا. فالى الساحة يلقى بالمزيد من الزجاجات الحارقة التي لا تقل خطرا. ففي بداية السنة هوجمت في سوريا ارسالية صواريخ مضادة للطائرات من طراز اس.ايه 17. ولا يوجد اي ظل من الشك: عندما وضع الروس هذه الصواريخ على المدرج التلقائي الخاص بهم في ميناء طرطوس، عرفوا بان هذا العتاد مخصص للبنان. بمعنى – لحزب الله. وكان هناك من ظن بانه اذا ما ضربت هذه الصواريخ، فان التلميح سيكون على ما يكفي من الوضوح، وسيتوقف الروس عن المس بمصالح دولة اسرائيل. هذا لم ينجح. فالروس يواصلون نقل العتاد العسكري الثقيل الى سوريا بعلم واضح بان هذا السلاح سيتسرب الى الخارج. وهم يوجهون شارة اصبع نكراء نحو اسرائيل: ماذا ستفعلون؟ ستقصفون مرة اخرى؟  الشكاوى والطلبات التي توجهها اسرائيل الى بوتين تقع على آذان صماء. فالدب الروسي يشتم رائحة ضعف. وخلف اسرائيل تقف الولايات المتحدة التي لا يؤمن الروس بجدية تهديداتها: لا في المسألة الايرانية ولا في المسألة السورية. والثقة بالنفس التي حققها الروس وجدت تعبيرها ايضا في اقتراح بوتين ارسال 400 جندي بدلا من مراقبي الامم المتحدة النمساويين الذين سيغادرون هضبة الجولان. وعندما قيل له أن الامر يتناقض والمواثيق الدولية أجاب القيصر الروسي الجديد بان هذه التسوية تعود الى عصر الحرب الباردة، ويجب تغييرها. وهو لم يكتفِ بالتصريحات: فمنذ بداية حزيران ستعمل في الشرق الاوسط قوة مهامة دائمة من 20 سفينة حربية تابعة للاسطول الروسي، ترافقها الطيارات.  لقد اصيب الاسد بعدوى الغرور الروسي، وهو ايضا يهدد منذ الان بمعاقبة اسرائيل. إذن ما الذي تبقى لنتنياهو؟ ان يهدد مجددا. لعل احدا ما مع ذلك سيفزع.