غزة / سما / قال الناطق باسم الشرطة الفلسطينية بحكومة غزة المقدم أيوب أبو شعر: "إن الجرائم التي حدثت في المدة الأخيرة عكرت صفو الأمن في قطاع غزة"، منوهًا إلى أن "مستوى الأمن لم يتأثر بهذه الجرائم التي تصنف على أنها فردية". وأضاف في تصريحات نشرتها صحيفة فلسطين المحلية:"لا يوجد زيادة في عدد الجرائم، إلا أن ما حدث هو مجموعة من الجرائم حدثت في وقت متزامن، لكنه لا يعني أن هناك زيادة". ووقعت خلال شهر آيار (مايو) المنصرم العديد من الجرائم التي خلفت ما يزيد على خمسة من القتلى، وفق ما كشف عنه أبو شعر. وشهد مطلع العام المنصرم _وفق ما أفادت مصادر في وزارة الداخلية_ انخفاضًا في عدد الجرائم الذي هبط مؤشره كثيرًا، بعد أن كان يتصاعد منذ عام 2007م بشكل مضاعف. وأكد أبو شعر أن الشرطة "تمكنت من إلقاء القبض على جميع الجناة في جميع الجرائم، ما عدا جريمة مقتل المواطن شراب، إذ لا يزال البحث جاريًا لكشف ملابساتها في الأيام القادمة". طرف المباحثوقتل المواطن أمين شراب (63 عامًا) في الثلاثين من الشهر الماضي؛ جراء طعن مجهولين له في داخل محل الصرافة الذي يمتلكه في خان يونس. وتناقلت وسائل إعلام محلية وناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي رواياتٍ متعددة عن خلفية مقتله، إلا أن أبو شعر نفى صحة أيٍّ منها، مؤكدًا أن "القضية لا تزال طرف المباحث الجنائية". وطالب المواطنين ووسائل الإعلام بـ"عدم ترديد الشائعات، وتقصي الحقائق، والرجوع إلى المصادر الحقيقية قبل نشر الأخبار"، قائلًا: "كل من يثبت أنه ينشر الشائعات ويتناقلها سيحمل المسؤولية القانونية، وسيقدم إلى المحاكمة". ودعا مثيري الشائعات إلى التوقف عما يقومون به من توتير للساحة، مشيرًا إلى أن "الشرطة على تواصل دائم مع وسائل الإعلام، وتزودها بالمعلومات بشكل كامل". لم يعد ظاهرةوبخصوص استخدام السلاح في الشجارات العائلية وقتل مواطنين بالرصاص، قال: "إن الشرطة تمنع استخدام السلاح، سواء في المشاجرات والخلافات أم المناسبات والأفراح، وفق ما ينص عليه القانون".وأضاف: "من يثبت عليه استخدام السلاح؛ يوقف مباشرة ويسحب سلاحه، ويحاكم أمام القضاء". وكانت ﺍلطفلة ﺑﺴﻤﺔ ﺻﺎﻟﺢ قتلت ﺧﻼﻝ ﺷﺠﺎﺭ ﻋﺎﺋﻠﻲ ﻭﻗﻊ يوم الجمعة الموافق السابع عشر من الشهر الماضي في ﻣﺨيم ﺍﻟبريج وسط القطاع، بعد إصابتها بعيار ناري استقر في رأسها عن طريق الخطأ، وقُتل المواطنان معتز وأحمد أبو صفية يوم الإثنين الموافق العشرين من الشهر الماضي خلال شجار عائلي على ميراث غرب مدينة غزة، وأصيب أربعة آخرون بجراح مختلفة من بينهم فتاة في العشرين من العمر بأعيرة نارية. الحصول على السلاح متاح وممكن في القطاع، وفق ما أقر أبو شعر، مستدركًا: "قضي على ظاهرة انتشار السلاح منذ عام 2007م، ولم يعد ظاهرة، ويوقف المتجاوزون دون استثناءات". القضيتان السابقتان أكد أن الشرطة استكملت مهمتها فيهما، وأن الجناة أحيلوا إلى النيابة، وقال: "الشرطة لا يبدأ دورها منذ وقوع الجريمة، بل يكمن دورها في منع حدوث الجريمة". وتابع: "في حال حدوث الجريمة نباشر عملنا بإلقاء القبض على الجناة والتحقيق معهم؛ للاعتراف بجريمتهم وإعادة تمثيلها، ثم عرضهم على النيابة لاستكمال إجراءات التحقيق، وتقديمهم إلى العدالة لنيل جزائهم". لا يوجد مبرروقتلت الشابة نوال فتحي قديح (26 عامًا) يوم السبت الموافق الخامس والعشرين من الشهر الماضي، خلال شجار عائلي وقع في بلدة خزاعة شرق مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، في مأساة جديدة. وعثر مواطنون على جثة المواطن مسعود أبو هلال بعد أربعة أيام من مقتله في منتصف آيار (مايو) المنصرم على يد شقيقه، وفق ما كشفت نيابة رفح بعد انتهائها من التحقيقات. وتعليقًا على هاتين الجريمتين شدد أبو شعر على عدم وجود "أي مبرر لمثل هذه الجرائم"، قائلًا: "إن معظم الجرائم التي حدثت لا مؤشر على وجود أسباب اقتصادية لها، أو أن الفقر كان هو العامل الرئيس". ومع تنويهه إلى "عدم وجود مجتمع في العالم خالٍ من الجريمة"، أشار إلى "دور المجتمع في التثقيف والتوعية للتقليل من معدلات الجريمة". استقرار أمنيوجدد أبو شعر في حديثه تأكيده "حالة الاستقرار الأمني التي يعيشها القطاع، وعادت رغم الشائعات التي خلفتها الجرائم المتلاحقة". "في حال وجود أي خلاف على المتضرر أن يلجأ إلى الشرطة أو القضاء؛ للحصول على حقه، وأنا أؤكد أنه سيحصل على حقه" والكلام لـ"أبو شعر". ونفى أبو شعر "عزم الشرطة على إطلاق حملات تتعلق بتغيير السلوكيات العامة"، عادًّا إياه "ليس من اختصاصها". وقال: "دورنا يتعلق بالجانب الأمني والحفاظ على حياة المجتمع ومنع وقوع الجريمة، أما ما يتعلق بالسلوكيات والعادات فالشرطة ليست مسؤولة عنه، وهناك جهات مختصة في هذا الجانب". حواجز طيارةولدى سؤالنا عن انتشار الحواجز الطيارة في الشوارع أجاب أبو شعر: "إن وجودها مرتبط بملاحظة الشرطة انتشار حوادث طرق، أو انتشار مشبوهين أو مجرمين في منطقة محددة". وعد وجود هذه الحواجز "مهمًّا"، مشيرًا إلى "دورها الفاعل في إلقاء القبض على مجرمين ومهربي مخدرات، والتخفيف من الحوادث المرورية". وطالب أبو شعر المواطنين بالتعامل مع الشرطة بكل احترام والتعاون معها؛ لتسهيل حركة السير والعمل الأمني، قائلًا: "من حق الشرطي التحقق من الهوية أو رخصة المركبة أو الدراجة النارية، في حال تطلب عمله ذلك". وأضاف: "نحن نطلب من الشرطة التعامل مع المواطنين بكل احترام، والتجاوزات التي تحدث من قبل الشرطة يتم التعامل معها من خلال أكثر من جهاز رقابي". ودعا المواطن الذي يشعر بالظلم من تعامل شرطي معه إلى "التوجه لجهاز أمن الشرطة أو الرقابة والتفتيش في الشرطة؛ لإنصافه". وفي معرض رده على سؤال عن إعلان الشرطة البحرية منع المواطنين من السباحة بعد الساعة الثامنة مساءً حتى صباح اليوم التالي على امتداد شاطئ بحر قطاع غزة، قال أبو شعر: "هذا القرار يرمي إلى الحفاظ على حياة المواطنين، ومنع حالات الغرق التي تزداد فرصها خلال الليل لانعدام الرؤية". وأضاف: "اتخذت هذه الخطوة عقب غرق شخصين خلال المدة الماضية، كانا يسبحان خلال الليل".