القدس المحتلة / سما / تقول صحيفة "ذي واشنطن بوست" الاميركية ان الخشية من تسرب الحرب الاهلية في سوريا والمقاتلين الجهاديين ومقاتلي حزب الله الى داخل اسرائيل دفع مهندسي الجيش الاسرائيلي الى التعجيل باكمال اخر مرحلة مما يطلق عليه "السياج الذكي" في منطقة مرتفعات الجولان المحتلة. ورد هذا في تقرير لمراسلها ويليام بوث، جاء فيه ما يلي: تعمل اسرائيل على استبدال سياج قديم مهدم – منخفض الارتفاع لدرجة ان عنزة يمكنها ان تقفز من فوقه، بحاجز من الحديد المانع. وتضم عملية التحصين اسلاك ملتوية وحادة، واجهزة تحسس، والكشف عن الحركة والات تصوير تعمل بالاشعة تحت الحمراء ورادار ارضي. وعندما اكتمال هذا السياج بطول 45 ميلا في الاشهر المقبلة، تكون اسرائيل قد اتخذت اجراءات واسعة لاحاطة نفسها بالحواجز. وبدلا من ازالة الجدران القديمة، فانها تعيد بناء التحصينات الارضية، رغم ان التهديدات القديمة مثل التفجيرات الفدائية الفلسطينية قد خفت بينما ارتفعت احتمالات نجاح ايران في انتاج نووي. ورغم ان اسرائيل اقامت اكثر التحصينات حداثة، ودعت وفودا دولية لمشاهدة احدث تقنيات الحواجز، الا ان بعض الاسرائيليين يخشون من ان يكون السياح دليل ضعف بقدر ما هو دليل قوة، وانه زاد من الشعور بالعزلة. وقال عضو البرلمان الاسرائيلي الجنرال نخمان شايا ان "الامر بالنسبة لي رسالة واضحة: ان فكرة السلام مع الدول المجاورة في تراجع، وان السياج مثال على تلك الحقيقة". وفيما يقول القادة العسكريون الاسرائيليون ان السياج يوفر الحماية ضد المحتجين والاقتحامات التي يقوم بها مهربوا الاسلحة والمهاجرون غير الشرعيين والاعداء، فانهم في الوقت ذاته يقولون انه في عالم الحرب اليوم وغدا، فان السياج لا يفيد اسرائيل حقا في وجه الصواريخ بعيدة المدى التي تطلق من لبنان او ايران او قطاع غزة. وتفصل بعض هذه التحصينات في الضفة الغربية المزارعين الفلسطينيين عن اراضيهم، وان كانت تحمي الطرق السريعة الاسرائيلية والمستوطنات. واكثر السياجات مثارا للجل هو الجدار الفاصل، او "جدار التفرقة العنصرية" حسب قول النشطاء الفلسطينيين، الذي يفصل اسرائيل عن الضفة الغربية. وتقول الصحيفة الاميركية ان الاراء تباينت تجاه الجدار. فقد قال الكولونيل جوناثان برانسكي، نائب قائد كتيبة الجيش الاسرائيلي التي تحرس محيط قطاع غزة وجدار سيناء، ان "هذه العوائق ذات فائدة. قد تكون بشعة، وقد لا تكون بديعة، لكنها تؤدي المهمة التي اقيمت من اجلها". غيران وزير الخارجية الاميركية جون كيري رفض هذه الحجة وهو يحاول حث الطرفين على الجلوس على طاولة المفاوضات. فقد قال ان "الذين يظنون انه بسبب وجود الجدار الحاجز ولان هناك مزيدا من الامن، وحيث ان هناك البعض ممن يخدعون انفسهم بالتصور ان بالامكان المحافظة عليه، اقول ان الامر ليس كذلك". لكن الكاتب الاسرائيلي توم سيغيف يقول ان "الفلسفة الاستراتيجية للجيش الاسرائيلي هي انه لا يمكن الجلوس وراء الجدار وانتظار مهاجمة الناس لنا. علينا ان نضرب، نريد ان يدور القتال في ارضهم وليس في ارضنا". وعلى بعد بضعة اميال في غزة قال ماجد وهدان (53)، وهو يزرع القمح والشمام والحمضيات في ارض خصبة على مقربة من الجدار الاسرائيلي انه يشعر بالذعر بسبب الجدار الحاجز. "فالاقتراب لمسافة 100 متر او حتى مائتين او ثلاثمائة، يجعل المرء عرضة من دون ان يدري لرصاصهم". عير ان التحصينات تظل عرضة للنقاش، حتى بين كبار صقور اسرائيل. قال موشيه ارينز، وزير الدفاع السابق "حان الوقت لازالة الجدار"، ويمكن للارهابيين دخول اسرائيل بسهولة عبر 30 في المائة من الحدود لم ينشأ فيها جدار او سياج "هذا العمل الضخم الذي تكلف البلايين، لن يتمكن من البقاء الى ابد الابدين".