خبر : تحذير أوروبي ... وماذا بعد؟! ..هاني حبيب

الأحد 09 يونيو 2013 10:41 ص / بتوقيت القدس +2GMT
تحذير أوروبي ... وماذا بعد؟! ..هاني حبيب



هناك أكثر من مؤشّر على أن العملية التفاوضية قد وصلت إلى طريق مسدود، ليس في الأمر ما هو جديد في هذا القول الذي كان بالإمكان قوله قبل عدة سنوات، التصريحات الإسرائيلية تتوافق مع تلك الفلسطينية والأميركية التي تشير إلى تشاؤم مختلف الأطراف حول هذا الأمر، وليس بالجديد، أيضاً، محاولة رئيس الحكومة الإسرائيلية إلقاء تبعات استعصاء العملية التفاوضية إلى الجانب الفلسطيني، وخاصة الرئيس أبو مازن. تصريحات نتنياهو المتكررة حول استعداده لاستئناف العملية التفاوضية دون شروط مسبقة، هو الشرط الأساسي الذي يعيق استئناف هذه العملية، ذلك أن محاولة إعادة الكرة إلى شباك الجانب الفلسطيني يشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية لا تزال عند خطواتها الاستيطانية المستمرة والواسعة في كل عموم الضفة الغربية بما فيها القدس، خطوات تترافق مع إجراءات لطرد المواطنين العرب بالتوازي مع عمليات هدم تصعيدية لبيوت المواطنين الفلسطينيين، و"دون شروط مسبقة" الخاصة بنتنياهو، محاولة زائفة لإلقاء اللوم على الجانب الفلسطيني، وكأنه بذلك يريد أن يقول للرأي العام أن الفلسطينيين هم الذين يضعون شروطاً، ما يحول دون استئناف العملية السلمية، وعلى الرغم من ان هذا التزييف مكشوف تماماً، إلاّ أنه يسهم في تبرير اخفاق الأميركيين والأوروبيين في الضغط على نتنياهو وحكومته للإقبال على فتح مسار تفاوضي يقضي بوقف كافة المسارات المعيقة خاصة المسار الاستيطاني.زيارة جون كيري الخامسة بعد أيام للمنطقة منذ تعيينه وزيراً للخارجية الأميركية تسبقها موجة من الإحباط، أسهمت تصريحاته وتصريحات مقربين منه في تغذية إحباط مزمن فلسطيني ـ إسرائيلي من هذه العملية، غير أن كيري يحاول أن يظهر بالقدرة على التحمّل وعدم اليأس، رغم صعوبة الأمر، وإذ يدرك أين موقع الأزمة، فإنه لا يجرؤ على علاجها، هذا ما يجعل تطلعات كيري بهذا الشأن تذهب أدراج الرياح طالما ظلّ عاجزاً، مع إدارته، عن تحميل المسؤولية المباشرة للجانب الإسرائيلي الذي يعمل بلا كلل، وبراحة تامة، وبتوقيتات مدروسة لإفشال مساعي كيري.وكما كان الأمر عليه معظم الأوقات، وعندما يظهر الجانب الأميركي المزيد من الإحباط والعجز، يهبّ الاتحاد الأوروبي، في محاولة منه لإنقاذ الموقف، وإشاعة أجواء من الجدية، تشي بأن هناك ما يمكن عمله على الرغم من كل ما يحدث، قبل سنوات وعند استعصاء مماثل وفشل أميركي واضح، انتقل الاتحاد الأوروبي من موقع المراقب المنتظر إلى الفاعل القادر على التهديد، ففي منتصف العام 2009، أصدر الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، دعوة للاعتراف الأممي بدولة فلسطينية على حدود الخامس من حزيران 1967، في حال فشل المفاوضات، وعلى مجلس الأمن الدولي أن يفرض تسوية تشمل الاعتراف بهذه الدولة المستقلة، تنفيذاً لحل إقامة دولتين مستقلتين متجاورتين، بما يتضمن ترسيم الحدود، وفقاً لما قبل حزيران 1967 وحلاً عادلاً لقضية اللاجئين والسيادة الفلسطينية على عاصمة الدولة في شرقي مدينة القدس المحتلة، مع ترتيبات أمنية، وهذا يعني، حسب سولانا، قبول فلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة من خلال جدول زمني ملزم للتنفيذ.. "إن الحل الذي يدعمه المجتمع الدولي يجب أن يوضع على الطاولة"!!يُقال، إن رؤية سولانا هذه، التي جوبهت إسرائيلياً بكل قوة، هي التي كانت وراء تفكير القيادة الفلسطينية للجوء إلى الأمم المتحدة لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتطورات ذلك باتت معروفة، غير أن الاتحاد الأوروبي، لم يترجم رؤية سولانا، إلاّ بشكل محدود وجزئي عند اعتراف بعض دول الاتحاد بالدولة الفلسطينية كدولة غير عضو، في حين التزمت الدول الباقية بموقف الامتناع عن التصويت، وذلك كان تطوراً نسبياً في موقف دول الامتناع التي كانت في السابق تعارض أي مشروع قرار لصالح القضية الفلسطينية في الأمم المتحدة.هذه الأيام، وأمام الاستعصاء المتجدّد، يعود الاتحاد الأوروبي للتهديد بدعم الجانب الفلسطيني لدى توجهه لعضوية محكمة العدل الدولية في لاهاي ودعم التوجه الفلسطيني لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة والالتحاق بالجنائية الدولية، هذا التهديد يأتي بعد أن استقرت معظم دول الاتحاد الأوروبي على أن نتنياهو وحكومته، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير والقرارات التي من شأنها إفشال أي مسعى لقيام دولة فلسطينية مستقلة، هذه الخطوات التي لا تزال تشكل التحدي الأكبر أمام استئناف العملية التفاوضية، وقد جوبهت هذه الخطوة الأوروبية، غير الواضحة، بعاصفة من التنديد من قبل حكومة نتنياهو!!مدى صحة وجدية هذه التهديدات، ستظهر في الرابع والعشرين من حزيران الجاري، لدى انعقاد مجلس أوروبا، حيث من المنتظر أن يصدر بيان وزاري عنه، فإذا ما تبنى البيان هذا التهديد وهذه الرؤية، فإن الاتحاد يصبح قادراً على تنفيذ تهديداته، أما إذا ظلت هذه الرؤية مجرد تصريحات شفهية، فإنها رغم أهميتها، سترسل رسالة خاطئة لحكومة نتنياهو، من أن مثل هذا التهديد، سيظلّ شفهياً وبلا قيمة فعلية!!Hanihabib272@hotmail.comwww.hanihabib.net