الخليل / سما / أمت جماهير غفيرة من أبناء شعبنا إضافة إلى زائرين من بعض الدول العربية والإسلامية، باحات الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، في ذكرى الإسراء والمعراج. وقال الحاج كاظم حسونة، أثناء تجوله في باحات الحرم ’الحرم يعج بالمواطنين من مختلف أرجاء الوطن، إضافة إلى زوار قدموا من الأردن وتركيا وباكستان واندونيسيا، هذا المشهد لا يتكرر إلا مرات قليلة خلال العام ما يضفي شعورا بالسعادة والفرحة، خاصة في ظل الإجراءات التعسفية التي تفرضها سلطات الاحتلال أمام المواطنين والمصلين في الأيام العادية’. وأعرب عن أمله بأن يبقى الحرم والبلدة القديمة من الخليل معمورة بأهلها وزوارها من شتى البلدان العربية والإسلامية طوال أيام العام ليعلم الاحتلال أن الحرم الإبراهيمي سيبقى مسجدا إسلاميا، وهناك من يهتم بهذا المكان المقدس ويدافع عنه ويحميه ولن يفرط بشبر منه’. وقال فراس أبو زناد (34 عاما) من الأردن أثناء تجوله في ’الاسحاقية’: ’أتابع أخبار الحرم الإبراهيمي عبر وسائل الإعلام المختلفة، وكنت أدعوا الله أن يكتب لي صلاة فيه، وها أنا اليوم شديد الفرح بزيارته رغم المرارة التي أشعر بها لوجود جنود الاحتلال على أبوابه ومداخله وتحكمهم في القسم الأكبر من باحاته وأقسامه’. وقال الأردني مجدي عويضة (41 عاما): ’أكرمني ربي بزيارة فلسطين والصلاة في الحرم الإبراهيمي، واجبنا نحن الشعوب العربية والإسلامية أن نعمل على حماية الحرم، وتوافدنا عليه اليوم هو أقل ما يمكننا أن نقوم به تجاه أهلنا في الخليل خاصة وفلسطين عامة لتعزيز صمودهم’. وأشارت الحاجة أم غسان أبو حديد (50 عاما) إلى أنه رغم تواجد جنود الاحتلال على أبواب الحرم الإبراهيمي ومداخله، إلا أنه يجب أن نعتاد التواجد والصلاة في باحاته بشكل يومي، لأن ذلك يغيظ الاحتلال ومستوطنيه، فالنعمل دائما على عمارته بوجودنا في داخله’. وقال مدير عام أوقاف الخليل الحاج تيسير أبو اسنينة إن الاحتلال لن يستطيع تهويد الحرم وسيبقى مسجدا إسلاميا خالصا إلى يوم الدين، مناشدا الأشقاء العرب والمسلمين إلى شد الرحال للحرم الإبراهيمي الشريف والمسجد الأقصى، لنصرتهما وتعزيز صمود شعبنا في وجه الاحتلال. وشدد محافظ الخليل كامل حميد على أن الاحتلال ومستوطنيه لن يستطيعوا حرمان أهلنا من الصلاة في الحرم الإبراهيمي وزيارته، مثمنا مشاركة آلاف المواطنين من كافة محافظات الوطن، والأشقاء من الدول العربية والإسلامية، أهالي الخليل باحتفالهم بذكرى الإسراء والمعراج في الحرم. وأكد أن زيارات الأشقاء هي مساهمة حقيقية في تعزيز صمود أهلنا على أرضهم في فلسطين ’وهي ليست تطبيعا مع الاحتلال ونحن نجدد دعوتهم لزارتنا في فلسطين وان تزايد هذه الزيارات هو الرد الأفضل على الاحتلال’. ودعا رئيس المحكمة العليا الشرعية، رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي الشيخ يوسف ادعيس، كل من يستطيع الوصول إلى الحرم الإبراهيمي إلى المواظبة على شد الرحال إليه من أجل حمايته من اعتداءات الاحتلال المتزايدة. وشدد رئيس بلدية الخليل داود الزعتري على أهمية مواجهة إجراءات الاحتلال وممارساته العنصرية من خلال التوافد بكثافة إلى الحرم الإبراهيمي من جميع محافظات الوطن، وتسيير الرحلات إليه، مشيرا إلى أن شعبنا بحاجة إلى جهود الأمة العربية والإسلامية لحماية مقدساته من اعتداءات الاحتلال الذي يحاصرها سعيا منه لتهويدها والسيطرة عليها. ونوه رئيس لجنة اعمار الخليل علي القواسمة إلى أهمية العمل داخل الحرم الإبراهيمي وترميمه، مؤكدا ضرورة التصدي لإجراءات الاحتلال العنصرية المتطرفة بحق المقدسات والمواطنين، وحث جميع فئات شعبنا لزيارة الحرم وتسيير رحلاتهم إليه من اجل حمايته وتعزيز صمود قاطني البلدة القديمة من الخليل. وقال مفتي الخليل الشيخ ماهر مسودة ’الحرم الإبراهيمي سيبقى عربيا إسلاميا وموحدا للمسلمين فقط، ولن يكون إرثا للاحتلال، فنحن هنا باقون، وهذا المكان عنوان وجودنا وتاريخنا’.