خبر : يصعب على اردوغان النزول عن الشجرة/بقلم: بوعز بسموت/اسرائيل اليوم 3/6/2013

الإثنين 03 يونيو 2013 12:31 م / بتوقيت القدس +2GMT
يصعب على اردوغان النزول عن الشجرة/بقلم: بوعز بسموت/اسرائيل اليوم  3/6/2013



 تبين لرئيس الحكومة التركي في نهاية الاسبوع الماضي مبلغ كون الحياة السياسية سيالة ولا سيما حينما يشغلون أنفسهم بالاشجار. كان الى ما قبل اسبوع زعيم تركيا القادر على كل شيء الذي يحكم بلده باسم الديمقراطية حكما مسيطرا، واصبحت حتى الصحف المحافظة والمشايعة للاسلاميين تنتقد فجأة طريقة قمع المظاهرات في اسطنبول. ماذا سيفعل اردوغان؟ أيعتقل الصحفيين في الداخل ايضا؟ هذا صعب قليلا هذه المرة لكن لن يكون تأبين اردوغان جديا. يريد المتظاهرون اسماع صوتهم أكثر مما يريدون اسكاته. لكن هذا ايضا قد يتغير باسم الديمقراطية، يجب على اردوغان ان ينتبه أيريد أن يحافظ على جذع مقطوع هرم يستطيع الجلوس عليه والاستراحة حينما يحقق حلمه في 2014 ويصبح رئيسا.  كان أمس يوم امتحان للسلطات التركية بعد يومين عاصفين بصورة مميزة. بيد أن الامتحان اليوم سيكون اكثر جدية لان الاتراك يعودون الى العمل. اخلت قوات الامن امس ميدان تقسيم ومكنت من عودة جو البهجة الى الميدان. وقد اراد اردوغان خاصة أن يثير الغرائز فاعلن انه لن يرجع عن المشروع المخطط له في الموقع الذي يوجد فيه متنزه غازي وستمئة الشجرة. ان أمرين تصنعان الفرق بين الهبة الشعبية التركية وهبات الجيران العرب. فحتى لو لم يكن اردوغان نموذجا للديمقراطية فانه لا يمكن المقارنة بين تركيا والدول العربية التي وقعت فيها هبات شعبية شديدة. ففي الوقت الذي بقي فيه مبارك وابن علي التونسي في الحكم عشرات السنين، بدلت تركيا عددا لا يستهان به من رؤساء الوزراء. والديمقراطية التركية وان لم تكن كاملة يراها الشباب الليبراليون في العالم العربي مثالا يحتذى عليه. ويوجد امر آخر صنع الفرق بين القاهرة واسطنبول هو أن الجموع في مصر لم يكن عندها في واقع الامر ما تخسره. لانه يصعب على شعب يعيش فيه كثيرون من الثمانين مليون انسان على دولارين في اليوم ان يخافوا فقدان القليل الموجود، لكن الوضع في تركيا مختلف: فالاقتصاد التركي زاهر والمطاعم مملوءة. ولكن لكلمة الحرية في هذه الايام معنى مميز. وفي هذه الاثناء يتابع سكان اسطنبول من قريب مصير الاشجار التي اصبحت رمزا. ولا شك في أن "الشجرة السخية" يمكن أن تكون اسم اليوم في سيت سيلر. والسؤال الكبير فقط هو من سيجلس بجانب الجذع المقطوع. أاردوغان أم الجموع؟