خبر : عقدة اوروبا في مواجهة الاسلاميين/بقلم: بوعز بسموت/اسرائيل اليوم 28/5/2013

الأربعاء 29 مايو 2013 12:08 م / بتوقيت القدس +2GMT
عقدة اوروبا في مواجهة الاسلاميين/بقلم: بوعز بسموت/اسرائيل اليوم  28/5/2013



 إليكم مثالا لانسانية يمكن ان تتحول الى هدف ذاتي. حكمت في بلجيكا هذا الشهر محكمة لصالح معلمة مسلمة بأنه يحق لها ان تُدرس دروس التربية الاسلامية وهي تلبس حجابا. وقبل ذلك بسنتين أُرسلت سيارة شرطة الى المدرسة التي تُدرس فيها المعلمة لمنع دخولها الى المكان بحجاب لأنهم في المجلس البلدي استقرت آراؤهم على ان الطالبات وحدهن يحق لهن ارتداء هذا اللباس وفي الفصول الدراسية فقط. وحكمت المحكمة كما قلنا آنفا بأن مُدرسة تدرس التربية الدينية لا يلزمها الحياد، وباركت الطائفة المسلمة هذا القرار الذي كان اقتطاعا آخر من علمانية اوروبا. من المشروع ان نتساءل في شهر طُعن فيه جندي بريطاني حتى الموت في لندن وطُعن جندي فرنسي في ضواحي باريس وتغرق موجة عنف مسلمة ستوكهولم، أن نتساءل أليست المحكمة البلجيكية مقطوعة عن الواقع؟. "لا توجد أية مشكلة في لبس حجاب أمام طلاب اختاروا الدراسات الاسلامية"، بهذا قضت المحكمة. وتلقوا في المجلس البلدي هذا القرار بمفاجأة خالصة لأن ذلك يعارض من وجهة نظرهم مبدأ العلمانية في المدرسة، وزعموا بأن هذا الحكم سيؤثر في حرية الطلاب الدينية. ويمكن ان تتحول المدرسة العامة – العلمانية الى مكان يدعون فيه الى الاسلام، كما عبروا عن هذا الخوف هناك. إن قرار المحكمة بالمناسبة لا يلزم فقط البلدة الصغيرة التي يسكنها 20 ألفا من السكان بل كل اقليم فيلونيا وهو منطقة تتحدث الفرنسية وتشمل بروكسل. ولولا الواقع المؤلم في الايام الاخيرة لأمكن ان يُعرض هذا الامر مثل فكاهة بلجيكية لكن الحال ليست كذلك. لم تستكشف اوروبا هذا الشهر الاسلاميين الذين يعيشون فيها: فلندن تذكر العمليات الانتحارية في تموز 2005، أما فرنسا فلم تنعش نفسها الى الآن من الارهابي محمد مراح الذي عمل في تولوز في آذار 2012 في سبيل الله. فقد قتل مراح ذاك وهو فرنسي من أصل جزائري ثلاثة جنود مسلمين "خونة" كما عرّفهم قبل ان يقتل الطلاب الثلاثة والمعلم في المدرسة اليهودية "اوتسار هتوراة" (كنز التوراة). إن الهجوم على الجنود في فرنسا وبريطانيا في الاسبوع الماضي بفرق ثلاثة ايام فقط يُثبت مبلغ عمق المشكلة. والحديث عن دولتين تبنتا سياسة استيعاب مهاجرين عكسية: ففرنسا العلمانية لا تقبل فكرة العيش في مجموعة أما بريطانيا خلافا لذلك فأكثر تسامحا وتُمكن من العيش في مجموعات منفصلة بحسب قيم الاسلام وعاداته (في حال مواطنيها المسلمين). إن مدرسة تخص مجموعة ما في فرنسا هي شيء يعارض ايديولوجية الدولة وليس الامر كذلك في بريطانيا. وقد رأينا في الاسبوع الماضي كيف نشأ جهاديون عن هاتين الطريقتين. معلوم انه لا يجوز لنا ان نعمم وان أكثر المسلمين في اوروبا ليسوا ارهابيين بيد انه تُنفذ باسم الله كل الاحداث العنيفة تقريبا في العقدين الاخيرين. والذي يزعم ان الوضع الاقتصادي في فرنسا وبريطانيا هو الذي يحث على الاحداث مدعو الى ان يشاهد في هذه الايام حقا الشغب العنيف لمهاجرين مسلمين في ستوكهولم في دولة قد تكون الأكثر سخاءا على المهاجرين. إن اوروبا تواجه عقدة لأنها اذا تحدثت عن مشكلة الاسلام المتطرف فستسبب غليانا وخوفا عند مواطنيها وتقوي اليمين المتطرف لكنها اذا استمرت في دفن رأسها في الرمل فستُعرض نفسها بعد ذلك لخطر قطع رؤوس جنودها عندها في الداخل. كيف توصلت اوروبا الى هذا الوضع؟ هكذا تكون الحال حينما تتحول الانسانية الى هدف ذاتي.