خبر : خدموا مصالحه/بقلم: سيما كدمون/يديعوت 28/5/2013

الأربعاء 29 مايو 2013 12:05 م / بتوقيت القدس +2GMT
خدموا مصالحه/بقلم: سيما كدمون/يديعوت 28/5/2013



 لو لم تقع هذه الازمة لكان ينبغي افتعالها. إذ بعد اسابيع طويلة اتهم فيها وزير المالية بالجريمة الاشد التي يمكن اتهام اي سياسي بها، وهي عدم الايفاء بوعوده الانتخابية – وقعت هذه الازمة في يدي لبيد كالثمرة الناضجة. بعد لحظة اخرى على الشجرة كانت هذه الثمرة ستخرب. ولكن لبيد شخص بانه يمكن عمل المربى منها، وثقوا به بانه يعرف كيف يفعل هذا. فمن على الاطلاق يحتاج الى التذكير، فليرجع الى فترة المفاوضات الائتلافي، او لخطابه الاول في الكنيست.  إذن تعالوا نتوجه مباشرة الى السطر الاخير: الحكومة لن تسقط، ليس الان، وليس على هذا. فآخر ما يريده نتنياهو هو ائتلاف آخر يسقط على قانون المساواة في العبء. عفوا، الامر شبه الاخير. إذ ان الامر الاخير حقا الذي معني فيه نتنياهو ان يبني لبيد نفسه من هذه الازمة. ان تتراجع كل الاسابيع الاخيرة التي أضرت جدا بصورة وشعبية وزير المالية، الان امام موجة العطف والتأييد التي سيصعد اليها اذا ما التزم بكلمته واصر على الصيغة التي عرضها حزبه في موضوع يوجد عليه اجماع عام كهذا.  إذن ما العجب في أن نتنياهو حاول أمس ان يقل من حجم الازمة واصدر تعليمات واضحة لوزير الدفاع بعدم عرقلة قانون التجنيد للاصوليين. اذا كانت حاجة، قال ليعلون، فسنبحث في هذا لاحقا. أو بكلمات اخرى: لماذا نقرر الان في شيء يمكن تأجيله الى ما بعد.  ولكن ليس لنتنياهو وحده فقط، فلعناصر الائتلاف الاخرين ايضا، بينيت ولبيد، لا توجد مصلحة في حل الحكومة. ناهيك عن وزير الدفاع الذي بعد سنوات طويلة من العض على الشفاه، حصل على الحقيبة التي كانت امنيته. عشرة أسابيع فقط على قيام الحكومة، وأمس وقعت الازمة الاولى. وقد تكون الازمة كلما كبيرة قليلا. أُزيمة – هذا سيكون وصف ادق لمجريات اليوم الاخير، التي حاول فيها سياسيون ان يبنوا أنفسهم على موضوع مشحون يسمى المساواة في العبء. مشكوك أن يكون لاي منهم مصلحة حقيقية في الموضوع الذي بسببه توقفت أمس مداولات لجنة بيري، وهو العقوبات الجنائية التي ستفرض بعد كذا وكذا سنة، على كذا وكذا متملص، وفي يد من ستكون الصلاحيات لفرض هذه العقوبات.  ولكن بالنسبة للبيد، كما أسلفنا، هذه الازمة جاءت في توقيت كامل. مرة اخرى موضوع مناهض للاصوليين يدغدغ عواطف جمهور مصوتيه. مرة اخرى امكانية الاثبات بانه غير مستعد للمساومة على المبادىء وانه مستعد حتى للتنازل، اذا ما تطلب الامر، عن مكانه في الحكومة. موقف كفيل بان يعزز ادعائه بانه في موضوع الاجراءات الاقتصادية، ببساطة لم يكن له مفر. لبيد كان مستعدا لان يسير في هذا حتى النهاية.  أمس، في جلسة الكتلة، قال لبيد ما في قلبه: لم يأتِ الى الحكومة فقط كي يحل الكارثة الاقتصادية التي خلفتها له الحكومة السابقة. يخيل أنه في هذه الجملة وضع على الطاولة الترددات التي عاشها في الاسابيع الاخيرة. فقد قال في واقع الامر: حتى هنا. أنا انتهيت من العمل القذر التي تركتموه لي. لن تجدوا هنا خرقا آخر لوعد انتخابي. على هذا لن تسقطوني. خلافا ليعلون، المنشغل منذ الان في بناء علاقاته مع الاصوليين، فهم نتنياهو جيدا ليست الاشارة فقط بل حتى الايماءة. لقد فهم بان لبيد مستعد لان ينتحر على هذا. كما فهم بانه اذا ما تفجر قانون المساواة في العبء، فان هذا سيكون على جثة الحكومة.  قبل لحظة من اشعال لبيد الفتيل، أوقفه.