خبر : بيرس سيدعو أبو مازن: "اسرائيل تريد السلام، الفجوة قابلة للجسر"../معاريف

الأحد 26 مايو 2013 03:51 م / بتوقيت القدس +2GMT
بيرس سيدعو أبو مازن: "اسرائيل تريد السلام، الفجوة قابلة للجسر"../معاريف



رئيس الدولة شمعون بيرس سيفاجيء. في خطاب دراماتيكي يلقيه هذا المساء في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في الاردن، يعتزم الرئيس نزع الحواجز التي تمنع اللقاء والمفاوضات الاسرائيلية- الفلسطينية. وسيتوجه بيرس بشكل مباشر الى رئيس السلطة ابو مازن، الذي سيكون حاضرا الى جانب الملك الاردني عبدالله ووزير الخارجية جون كيري، وسيقوم من على منصة الخطابة: "أنت شريكي وانا شريكك. هيا نمضي قدما في السلام. أعرف أنك تعرف بان ليس بيننا الكثير من الفجوات. أعرف انك تعرف أن حتى الفجوات القائمة قابلة للجسر. اسرائيل تريد السلام. لدينا أغلبية واضحة لحل سياسي وفق صيغة دولتين للشعبين في خطوط 67، مع تعديلات حدود متفق عليها متساوية. نحن نتوق للسلام".وبيرس على علم بان بعضا من الوزراء في حكومة اسرائيل سيستاؤون لسماع أقواله ولكن هذا بالتأكيد لن يردعه. وهو سيمجد المبادرة العربية التي وجدت تعبيرها في تصريح اطلقه رئيس وزراء قطر آل ثاني في واشنطن في نهاية نيسان وجاء فيه بان تبادل الاراضي والحل السياسي سيضمنان قيام علاقات سلام بين اسرائيل ومعظم الدول العربية. وسيكون هذا أول تناول اسرائيلي علني جدي للمبادرة القطرية. وحسب ما هو معروف، لا توجد فوارق عديدة بين هذه المبادرة وبين الفكر السياسي لبيرس. يمكن الافتراض بان ابو مازن سيهز رأسه ايجابا لسماع هذه الاقوال. فقد سبق أن التقى في محادثات طويلة، ثنائية، مع بيرس، آخرها كان مخططا لشهر آب 2011 في عمان، ولكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الغاه في اللحظة الاخيرة. وفي المحادثات السرية لتي ادارها بيرس ونتنياهو طرحت الفكرة بان يحدث الرئيس اختراقا مع ابو مازن ويبني اتفاقا سياسيا كان يفترض أن يتنافس به نتنياهو في الانتخابات الاخيرة. ولكن هذه الخطوة ايضا لم تخرج الى حيز التنفيذ. وكان نتنياهو وصل أول أمس الى مقر الرئيس وتحدث مع بيرس على مدى ساعتين. وأطلع بيرس نتنياهو على تفاصيل الرحلة وبلغه رئيس الوزراء عن التطورات الاخيرة في موضوع سوريا. ويعرف نتنياهو بان بيرس هو الوحيد الذي يبعث اليوم الثقة في العالم ويمكنه أن يعزز اسرائيل في صورة المفاوضات، رغم كل الشكوك المحيطة. خطاب بيرس هذا المساء في المنتدى واللقاءات السرية التي سيعقدها في اثناء اليوم مع الملك عبدالله، مع ابو مازن، مع كيري المتحمس الذي يبذل جهودا هائلة، وكذا مع جهات اخرى، هي بعلم نتنياهو. ومع كل هذا، فان رحلة بيرس الى المؤتمر في فندق "الملك حسين" على الطرف الاخر من البحر الميت، ليست أمرا مسلما به: فاسرائيل ليست محبوبة في الشرق الاوسط ولا في أرجاء العالم، والربيع العربي أدى الى تعاظم موجة اسلامية معادية لليهود ولاسرائيل، وكذا المنشورات عن الهجمات في عمق سوريا لا تضيف لاسرائيل مؤيدين. والقى زعيم حزب الله حسن نصرالله أمس فقط خطابا معاديا على نحو خاص ضد اسرائيل ووعد بحرب اضافية.وسيلقي بيرس خطابه في مركز المؤتمرات في الفندق أمام 800 مندوب من 60 دولة. 430 منهم سيأتون من الشرق الاوسط. وسيشارك في المنتدى 70 سياسيا كبيرا، منهم 25 وزيرا. وسيلقي بيرس خطابا امام الرئيس الليبي، رئيس الوزراء العراقي، ووزراء الخارجية والاقتصاد من السعودية، من الامارات، الباكستان، تركيا وغيرها من الدول. أما كيري فسيخطب اليوم هو ايضا وسيربط المفاوضات السياسية بالوعد بامتيازات اقتصادية بعيدة المدى. وأمس حرص الملك عبدالله وابو مازن نفسيهما على تخفيض مستوى اللهيب والقيا خطابين معتدلين نسبيا. فقد ادعى الملك بان "المتطرفين يكسبون من استمرار النزاع". اما ابو مازن فدعا الى "جعل السلام واقعا" وطالب بتحرير السجناء الفلسطينيين. وكلاهما دعيا الى وقف البناء في المستوطنات. ولو كان الامر منوطا ببيرس لكان من المعقول الافتراض بانه سيستجيب للطلب بسرور، ولكن في القدس تنتظر بيرس حكومة يمينية على نحو خاص، مع الليكود، اسرائيل بيتنا، البيت اليهودي وكذا يئير لبيد الذي كسر يمينا الاسبوع الماضي. والمعنى هو أن بيرس سيتعين عليه أن يجسر الفجوات في الموضوع السياسي ليس فقط مع الفلسطينيين بل وايضا مع ليبرمان وبينيت، ناهيك عن الوزراء والنواب الكفاحيين من الليكود. المهامة صعبة. وهذا الصباح سينطلق على الدرب.