خبر : جيد لإسرائيل.. مع أو بدون "الأسد"!! ...هاني حبيب

الأحد 26 مايو 2013 08:26 ص / بتوقيت القدس +2GMT
جيد لإسرائيل.. مع أو بدون "الأسد"!! ...هاني حبيب



تبقى سورية سؤالاً كبيراً، لا يقوى أحد على التجرُؤ لاستشراف مستقبلها ومعها مستقبل المنطقة برمتها، وإذا كان الواقع الحالي المعاش، عصياً على التفسير أو الوضوح، فما البال إذا الأمر تعلّق بالمستقبل؟! سؤال سورية الحائر ينتقل عَبر دهاليز السياسة والمؤامرات والمؤتمرات، ويجول في العواصم والطوائف والمذاهب والمصالح المتقاطعة والمتنافرة، دون أن يكون هناك جواب، أو شبه جواب، جيرانها، لا ينتظرون، بل يفعلون، وهم الذين تحدثوا وخطبوا وصرّحوا وصرخوا وأدانوا، عندما تعلّق الأمر بفلسطين، هبُّوا على العمل أفراداً وجماعات ودولا عندما تعلّق الأمر بمستقبل سورية، بل بمستقبلهم ومستقبل المنطقة كلها، لم يعد العرب "هبّة الكلام والخطاب" بل باتوا الأكثر قدرة على تحويل الكلمات إلى أفعال، فقط في سورية.. وهي إحدى النتائج المفاجئة غير المتوقعة الناتجة عن الحرب في سورية؟!إسرائيل ذاتها في محنة الإجابة على السؤال المحيّر: هل بقاء الأسد أفضل لنا أم أسوأ؟ ويتبارى المحلّلون والقادة في الإجابة على هذا السؤال، صحيفة "التايمز" البريطانية نقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله، إن إسرائيل تفضل بقاء الأسد في السلطة إذا كان البديل وصول الجماعات الإسلامية المسلحة إلى سدّة الحكم، لكن رئيس الاستخبارات العسكرية السابق عاموس يادلين، انبرى لتفنيد هذه الرؤية، ونقلت عنه صحيفة "الجيروزاليم بوست" الإسرائيلية قوله، إن الأسد يشكل خطورة كبيرة على إسرائيل عن أي نظام آخر سيتبعه، حجة يادلين أن الأسد يسمح لإيران بتهريب الأسلحة والصواريخ إلى "حزب الله" في لبنان.. لكن الجواب ظل عالقاً وغامضاً ومحيّراً.ترجمة الحيرة الإسرائيلية في الإجابة عن هذا السؤال، حيرة إسرائيلية "حول ما العمل"؟ هل تنجرّ إلى حرب في سورية إذا ما دُفعت إلى ذلك،أم تتريث وتنتظر وتتحمّل بانتظار مستقبل لصالحها، وقد يغيب السؤال عن ثمن هذه الحرب إسرائيلياً، لو تمكنت قيادتها من الحصول على رؤية شافية لمستقبل الأوضاع مع أو بدون الأسد، لذلك كله، فإن إشارات على تصعيد إسرائيلي في شمالها، يقابله تهدئة وتقليل من المخاطر على لسان بعض قادتها، إجراءات يبدو معها الأمر وكأن الحرب اليوم وليس غداً، ومواقف تعبر عن اطمئنان بأن الأمور لن تصل إلى حدّ الحرب، وقد تغيب الإجابة الوافية والجريئة، ان إسرائيل بخير مع أو بدون الأسد!! وإذا ما اضطرت إسرائيل لهذه الحرب، أو إذا تحمّلت وتجرّأت على عدم الاندفاع إليها، ففي كل الأحوال، فإن أيا من الخيارين، يهدف إلى تحسين الأوضاع الإسرائيلية مستقبلاً، بشكل أكثر ثباتاً وديمومة، وتظل إسرائيل في وضع أفضل في كلتا الحالتين، مع فوارق نسبية لا تغير من جوهر هذه المعادلة.على الرغم من أن إسرائيل، لم تعلن رسمياً عن استهدافها لقوافل أسلحة من سورية إلى "حزب الله" قبل أسابيع قليلة، إلاّ أنه من الملاحظ، أن هذا الاستهداف، لم يترك آثاره العملياتية على مسرح الأحداث، وثم نسيانه وتجاهله بشكل يغيظ، لكن هذا الاستهداف تمكن من إلقاء الضوء على الرؤية الغامضة والمحيّرة للموقف الإسرائيلي إزاء نظام الأسد، لكن الهجمات الإسرائيلية على هذه القوافل أدت إضافة إلى عوامل إضافية، إلى مزيد من تعميق الاشتباك بين الطائفتين السنية والشيعية في كل من لبنان وسورية، ولعل المعارك التي لا تزال محتدمة في "القصير" تشير بشكل ولا أوضح إلى ما أدت هذه الهجمات الإسرائيلية من نتائج قد تبدو للوهلة الأولى غير مرتبطة بالاستهداف الإسرائيلي، المحدود والمؤقت، فإسرائيل تنتظر وتراقب، وتعمل في العلن والخفاء، ولكن بدون استعجال، ذلك أن استمرار الاحتراب بين كل أعدائها، مع بعضهم البعض، هو هدف ساقه تطور الأحداث مجانياً لصالحها، وإذ كانت إسرائيل غير مستعجلة على الإطاحة بالأسد، مع إدراكها أن هذا الأمر لن يطول كثيراً، فلأن الوقت الإضافي لهذه الإطاحة، ما هو إلاّ من حساب دماء أعدائها.لكن إسرائيل موقنة، أيضاً، وبصرف النظر عمن يحكم سورية بعد الأسد، أن المنطقة كلها قد تغيرت، والأهم من ذلك، أن مرحلة طويلة من عدم الاستقرار، وتعب المقاتلين، والمراحل الانتقالية، وتدهور أوضاع المجتمعات، كلها تشير إلى أن إسرائيل ستظل لوقت ليس بالقصير بمنأى عن أي اندفاعات من قبل الآخرين، فهي ستظل خارج التهديد الفعلي لسنوات طويلة، وحتى في حال وصول المتشددين الدينيين إلى الحكم، فإنها تعلم تماماً، ووفقاً للتجربة، ان التعامل مع هذه الفئة سيكون صعباً من الناحية الشكلية، لكنهم سيبدون تفهماً أكبر من كل المستبدين السابقين واللاحقين، فهم أكثر قدرة على عملية "مراجعة" تتناسب مع "المستجدات" وان المرحلة هي لعلاج أوجاع الحرب الاجتماعية والاقتصادية ومواجهة تحديات التنمية، خاصة وأن التركة ثقيلة، ولا وقت لمدّ البصر إلى خارج الحدود، مع وعد بتحقيق الآمال والأهداف، لكن ذلك يتطلب مالاً ووقتاً، وإسرائيل لن ترحل الآن، وهناك فرصة لا تزال باقية، لإعلان الحرب عليها في المستقبل!!Hanihabib272@hotmail.com www.hanihabib.net