رئيس الاركان بيني غانتس، المعروف كضابط معتدل بشكل عام، شدد أمس النبرة تجاه الرئيس السوري وأطلق نحوه تهديدا حين أعلن بانه "اذا دهور الاسد هضبة الجولان – فسيدفع الثمن".وجاءت أقوال رئيس الاركان بعد بضع ساعات من فتح النار من موقع سوري مجاور للحدود نحو سيارة جيب عسكرية للجيش الاسرائيلي كانت تقوم بأعمال دورية في وسط الهضبة. لم تقع اصابات، ولكن لحق ضرر بالسيارة. وهذه هي الحالة الثالثة في الاسبوع الاخير التي تفتح فيها النار من سوريا نحو قوة اسرائيلية والمرة الاولى التي يأخذ فيها النظام السوري المسؤولية عن اطلاق النار. وادعى السوريون بان سيارة الجيب اجتازت خط وقف النار ودخلت اراضيهم وانه ردا على ذلك دمروها، ولكن رئيس الاركان نفى الادعائين. وقال غانتس: "الدورية كانت بشكل واضح على الجدار الفاصل. وهي لم تدخل الاراضي السورية. هذا هراء. اطلقوا النار على الدورية مرة واحدة، مرة ثانية ومرة ثالثة بوضوح من داخل الموقع السوري".وحتى بعد حادثة اطلاق النار واصل الجيش السوري بتصريحاته الكفاحية حين حذر من أن "كل خرق للسيادة السورية سيحظى برد فوري". نائب وزير الاعلام السوري، خلف المفتاح، اضاف هو ايضا زيتا الى النار حين قال ان رد بلاده يعكس مدى الجدية التي يوليها لخرق سيادته. "سوريا مستعدة للمواجهة مع اسرائيل، ولديها سلاح استراتيجي"، قال. "الجيش السوري مستعد للرد على كل تهديد. قواعد اللعب تغيرت". في اسرائيل لم يبقوا غير مبالين تجاه التهديدات. فرئيس الاركان، الذي تجول في ساعات الصباح على الحدود السورية وبعد ذلك ألقى كلمة في ندوة عقدها مركز بحوث الامن القومي في جامعة حيفا، اتهم الاسد بتشجيع الاعمال ضد اسرائيل في الجولان وقال: "لن نسمح بأن يصبح مجال هضبة الجولان مجالا مريحا للرد بالنسبة للاسد. أنا لست شخصا حماسيا، ولكن يجب أن نعرف باننا سنعرف كيف ندافع عن أنفسنا وأن نرد ايضا عند الحاجة". وكشف غانتس النقاب عن أنه "لا يمر يوم لا نكون فيه في وضع اتخاذ قرارات على حدث يمكن أن يؤدي بنا الى تدهور مفاجيء وغير قابل للتحكم"، ولكنه شدد على أن احتمال اندلاع حرب شاملة منخفض. "باحتمالية أعلى قد تقع احداث تنفجر بقوى محدودة تأثيرها تأثير حرب. مهمتنا الحرص على ان تكون احداث من هذا النوع قصيرة قدر الامكان. ومن أجل الوصول الى ذلك يجب على العمل ان يكون جد قوي، جد متماثل، في ظل استخدام كل الوسائل: القتال البحري، البري، الجوي، السايبر وكذا القتال تحت الارضي الذي بدأ يتطور".وتناول وزير الدفاع موشيه بوغي يعلون هو الاخر تسخين الوضع في الجولان وقال في جولة في الوحدة البحرية 13 وفي بارجة في قاعدة سلاح البحرية في حيفا ان "سياستنا واضحة: نحن لا نتدخل في ما يجري في سوريا، ولا نتدخل بالطبع في الحرب الاهلية. وبالنسبة للوضع في هضبة الجولان، نحن لا نسمح ولن نسمح بانتقال النار الى اراضينا". ومع ان رئيس الاركان قدر بان احتمالات الحرب الشاملة منخفضة، ولكن يجب الاستعداد للاسوأ: ففي الاسبوع القادم، في اطار اسبوع الطوارىء الوطنية، ستجري اسرائيل مناورة على سيناريو تهاجم فيها حماس من غزة، حزب الله من لبنان وتنضم سوريا الى الجلبة. في اطار المناورة، التي تقررت على حد قول قائد الجبهة الداخلية اللواء ايال آيزنبرغ مسبقا في اطار خطة العمل السنوية، ستتم المناورة على سقوط الاف الصواريخ – بعضها مزودة بسلاح كيميائي، تضرب المراكز السكانية والمنشآت الحيوية على مدى أسابيع طويلة من القتال.