ثلاثة ألوية في الاحتياط – داني ياتوم، عمرام متسناع وعوزي دايان يحذرون بانه يجب المعالجة الفورية للظاهرة الخطيرة التي برزت في شهادات جنود وضباط في تحقيق "معاريف". فقد اشتكى المقاتلون من احساس الاهانة وانعدام الوسيلة في ضوء العنف الفلسطيني المتصاعد في المناطق ومن تعليمات فتح النار الغامضة والمشوشة التي صدرت لهم في الجيش الاسرائيلي. هذا وستبحث لجنة الخارجية والامن في الكنيست اليوم مع قائد المنطقة الوسطى اللواء نيتسان ألون في نتائج التحقيق. وسيتم النقاش امام لجنتين فرعيتين: في الاولى يظهر قادة المستوطنين، رؤساء البلدات ومنسقي الامن في المناطق ليعرضوا صورة وضع عن التدهور في الوضع الامني في المناطق وعن العجز الذي يبديه الجيش الاسرائيلي على حد زعمهم. وبأمر من وزير الدفاع لن يشارك الون في هذا القسم من النقاش بسبب علاقاته المتوتر مع بعض قادة المستوطنين. اما في اللجنة الفرعية الثانية برئاسة ايتان كابل فسيعرض على الون أساس الشهادات التي نشرت في "معاريف" وشكاوى المستوطنين للتعقيب عليها. ويتبين من المعطيات التي جمعتها اللجنة بانه في الاشهر الثمانية الاخيرة سجل ارتفاع بمعدل 112 في المائة في الاحداث الامنية في المناطق، بما في ذلك زرع العبوات، اطلاق النار، والقاء الزجاجات الحارقة. ويقول اللواء احتياط داني ياتوم ان "هذا مرض خطير يجب معالجته فورا. الصورة التي تنشأ عن شهادات الجنود في النظام والاحتياط صعبة. فالمقاتلون يبثون احساسا بانعدام الطريق وعدم الوسيلة. يجب لهذا ان يشعل ضوء احمر لنا جميعا".الجنود رووا: "هربنا"وكان مقاتلون خدموا في المناطق في الاشهر الاخيرة رووا لـ "معاريف" قائلين: "هربنا، ولم نمشي". وجرى الحديث عن جنود يريدون العودة الى بيوتهم بسلام "من ناحية قانونية". وعن أنه لا يوجد سعي الى الاشتباك وأنه يوجد "تربية على الشلل". ونقل ضباط ومقاتلون عن قادة يقولون انهم يفضلون زيارة المقاتلين في المستشفيات وليس في المحاكم.ويقول اللواء احتياط عمرام متسناع: "نحن نوجد في انتفاضة ثالثة. هي لا تشبه لا الاولى ولا الثانية. الفلسطينيون اليوم أكثر ذكاء بكثير. فقد تعلموا جيدا الخط الدقيق الذي بين الارهاب، مثلما في الانتفاضة الثانية، وبين النشاط المدني في الانتفاضة الاولى ويتصرفون على الحدود بينهما. وقد تعلم الجيش، على مدى السنين، بانه عندما توجد اصابات في الطرف الاخر، ينشأ تصعيد وهو يفعل كل شيء كي تنتهي الاحداث دون قتلى وجرحى. ولهذا فان تعليمات فتح النار مركبة ومصاغة لاعطاء حلول لكل أنواع الاوضاع، حيث يحصر استخدام النار باوضاع خطر الحياة فقط".أما اللواء احتياط عوزي دايان فيقول انه "مسموح للجندي ويجب عليه أن يستخدم القوة المعقولة في الاوضاع التي تتآكل فيها سلطته أو تهان كرامته. في نهاية المطاف هو يمثل قوة عسكرية. فالامر يختلف حين يبصق عليك كجندي أو كمواطن. في البزة أنت لا تحافظ على كرامتك الشخصية فقط، وهذه الكرامة ترتبط ايضا بالردع الذي تبثه. وهذا الردع، في نهاية المطاف، يقرر ايضا التهديد على حياتك".