خبر : مديرية للاكراه اليهودي/هآرتس

الأربعاء 22 مايو 2013 03:13 م / بتوقيت القدس +2GMT
مديرية للاكراه اليهودي/هآرتس



هبت في الانتخابات للكنيست ريح منعشة مزعومة من السياسة الجديدة. سياسيان شابان نسبيا، يئير لبيد ونفتالي بينيت، يمثلان اليوم معا نحو ربع النواب في الكنيست، سحرا جمهور الناخبين كمن يمثلوا وجه جيل جديد. هذه الاحاسيس تتبدد وتصبح أوهاما بوتيرة مدوخة. لبيد، في البرنامج السياسي الذي يكشف النقاب عنه الان في المقابلات مع الصحف الاجنبية، قريب من حزب بنيامين نتنياهو وأفيغدور ليبرمان، ولا يجلب معه أي أمل جديد للنزاع مع الفلسطينيين. بينيت، الذي وصل الى قيادة حزب ديني قديم بفضل اسلوبه الحديث وخلفيته الشخصية كمقاتل وكمستثمر، يبدي هو أيضا ميلا للمحافظة، التي تقترب من الرجعية.  وأفاد أمس يئير أتينغر في "هآرتس" بان بينيت، وزير الاقتصاد الذي يسيطر ايضا في وزارة الخدمات الدينية، يقيم "مديرية الهوية اليهودية"، التي ستخول بغرس "القيم اليهودية" في الجمهور. وعلى رأس المديرية سيقف من كان في العقد الماضي الحاخام العسكري الرئيس، العميد أفيحاي رونسكي. وبصفته حاخاما عسكريا أقام رونسكي "مجال الوعي اليهودي". والان، برعاية بينيت وبسخاء الميزانية التي يعاني لبيد في تقليص بنود اخرى منها، أغلب الظن أقل حيوية، يمكن لمواطني اسرائيل كلهم أن يتمتعوا بنشاط الحاخام – العميد. لقد حلمت الصهيونية بدولة اليهود وليس بدولة يهودية؛ ملجأ لابناء الشعب اليهودي وليس دولة ذات دين رسمي، مثل السعودية الاسلامية. وتصريح بلفور وعد بوطن قومي وليس بوطن ديني. وفي الهوية "اليهودي" هي ميزة قومية. وليس صدفة أن امتنعت اسرائيل، بعد أن اكتوت وتنازعت مع الكثير من مؤيديها الامريكيين عن المواظبة في الخلاف على من هو يهودي وعن أي تيار يجري الحديث. حذار على الحكومة، على أذرعها، من الجيش وحتى وزارة الاديان، ان تفرض دينا واحد، تيارا واحدا، تفسيرا واحدا "للهوية اليهودية" على مواطنيها. لقد تجذرت في السنوات الاخيرة في جهاز التعليم وفي الجيش الاسرائيلي ظاهرة مقلقة: فرض مضامين دينية بالاكراه على الشبيبة العلمانية. ليس العكس، بالطبع: فلا توجد رحلات ممنهجة للفتيان والفتيات من بني براك ومن مئة شعاريم الى شمال تل أبيب والى الكيبوتسات.  ليس لدى الاسرائيليين أزمة هوية وهم لا يحتاجون الى بينيت ورونسكي ليعالجاها من أجلهم. يجب اعادة رونسكي الى المستوطنة التي اقيمت في أرض محتلة، في اطار الهوية اليهودية على اي حال؛ وتفكيك المديرية؛ وتقليص الوزارة الزائدة لخدمات الدين لتوفر مثل هذه الخدمات لابناء كل الاديان الذين يحتاجونها.