خبر : رؤية غربية: "ربيع عربي" غامض.. متعطش للتسلح!! ...هاني حبيب

الأحد 19 مايو 2013 08:59 م / بتوقيت القدس +2GMT
رؤية غربية: "ربيع عربي" غامض.. متعطش للتسلح!! ...هاني حبيب



فشل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في إقناع القيادة الروسية بعدم تزويد سورية بالأسلحة الثقيلة وبعيدة المدى خاصة السلاح المتقدم المعروف بطراز "إس 300" وبصرف النظر عن نتائج هذه الزيارة، فإن مسألة زيادة وتيرة التسلح في المنطقة العربية وإسرائيل إثر "الربيع العربي"، باتت تلقى اهتماما متزايدا من قبل المحللين وراسمي السياسات ومراكز الدراسات الاستشراقية.قبل أسبوعين تقريباً، تحدث وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل، في منتدى سوريف السنوي بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى عن صورة ضبابية حول قراءة مستقبل المنطقة العربية إثر ثوراتها والمراحل الانتقالية التي بدأت في بعض دولها وإرهاصات محتملة لدى دول أخرى، ما يجعل الولايات المتحدة ـ حسب هاغل ـ مضطرة للتعامل مع عناصر عدم الاستقرار في هذه المنطقة الحيوية للمصالح الأميركية، استشهد وزير الدفاع الأميركي بآراء روبرت كابلان، وهو من ابرز خبراء الجغرافيا السياسية عندما أشار إلى أن خريطة الشرق الأوسط ما هي إلا خريطة العصور الوسطى، حيث الحدود غير واضحة أو محددة.ما كان لافتاً في حديث هاغل، طمأنته للشريك الاستراتيجي للولايات المتحدة، إسرائيل مشيراً إلى أن ضمان أمن الدولة العبرية ممكن من خلال علاقات عسكرية وأمنية قوية مع دول عربية على الأخص مصر والأردن ودول الخليج العربي، مؤكداً على دور مصر على وجه الخصوص، كاشفاً عن أن الدعم العسكري الأميركي لمصر، يأتي في هذا السياق، وان زيارته الأخيرة للقاهرة بحثت في كل ما يتعلق بأمن إسرائيل: محاربة التطرف، ضرورة تأمين الحدود المصرية في شبه جزيرة سيناء والالتزام باتفاقيات "كامب ديفيد".استعرض هاغل في هذا اللقاء أمام جمع من مؤيدي إسرائيل وباحثين إسرائيليين أميركيين في المؤسسة البحثية الأولى والأهم التي تروج للمصالح الأميركية ـ الإسرائيلية المشتركة، تجربة العلاقة الأميركية مع "القاعدة" و"طالبان" عندما كانت هاتان المنظمتان تعملان في إطار السياسة الأميركية بهدف طرد السوفيات من أفغانستان، إلا أنهما ارتدتا على واشنطن كما بات الأمر معروفاً، مشيراً بذلك إلى خشية الولايات المتحدة من دعم قوى الثورة في سورية بالسلاح، ووصوله إلى يد منظمات إرهابية "كالنصرة"، مستخدماً في ذلك عصارة التجربة الأميركية في أفغانستان بقوله: "ممكن تأجير ولاءات المقاتلين، لكن لا يمكن شراؤها" ولعل هذا ما يفسر ضبابية الموقف الأميركي الحقيقي حول الوضع في سورية، فهي لا تميل إلى الإطاحة بالأسد إلاّ بعد ضمان مصالحها، وهي ليست متعجّلة إلى أن يتم الاطمئنان إلى هذه المصالح.وإذا كان حديث هاغل، يلقي الضوء على المسألة الشائكة المتعلقة بتزويد قوى الثورة بالأسلحة، أو تبرير الدعم العسكري لجمهورية مصر العربية، فإن دوائر البحث الاستشراقي أخذت تهتم "بالتسلح الرسمي" من قبل معظم دول المنطقة العربية وإسرائيل على خلفية تداعيات ما يجري في المنطقة غير المستقرة والمؤهلة لاحتمالات بالغة الخطورة بسبب ضبابيتها ومراحل عدم الاستقرار التي تخضع لها، وتكشف النقاشات الحادة، في ألمانيا، سواء في البرلمان أو عبر وسائل الإعلام في الأسابيع الأخيرة، التوسع غير المسبوق في تصدير ألمانيا للأسلحة لمنطقة الشرق الأوسط بما فيها إسرائيل، هذه النقاشات تعتمد على أن هذا التصدير يتعارض مع قانون أميركي يحظر بيع الأسلحة لمناطق التوتر والنزاع.إلاّ أن تسريب بعض الصحف الألمانية لهذا الأمر، يعتمد على اتجاهات متباينة لوسائل الإعلام الألمانية، فالصحف المؤيدة لإسرائيل مثل "دير شبيغل" و"دي فليت"، لا تتوقف عن تسريب أخبار الصفقات الألمانية المتزايدة للدول العربية، ومن بين ما كشفته "دير شبيغل" مثلاً تزويد ألمانيا لقطر بـ62 دبابة مقاتلة من طراز "ليوبارد" و24 مدفع دبابة بقيمة تتعدى مليار يورو، وكذلك طلب السعودية تزويدها بمئات الدبابات من طراز بوكسر، وما يلفت النظر أن المعارضة الألمانية، اهتمت مؤخراً بصادرات الأسلحة لمصر، خاصة العربة المدرعة من طراز "فهد"، وهي عربة تصنعها الهيئة العربية للتصنيع الحربي منذ الثمانينيات، باعتبار أن هذه العربة باتت تستخدم في مكافحة الشغب.أما أحزاب اليسار الألماني، ووسائل إعلامه، فقد ركزت على تزويد ألمانيا بالغواصات النووية لإسرائيل، بعدما تسلمت هذه الأخيرة قبل أيام الغواصة الخامسة من طراز "دولفين"، من إجمالي 9 غواصات تم الاتفاق بشأنها على أساس أن تدفع ألمانيا ثلث التكاليف أما إسرائيل فستدفع الباقي، في حين يتوقع الخبراء، أن لا تدفع إسرائيل أي ثمن، هذه الغواصة توصف بأنها الأكبر والأطول والأحدث فهي تستطيع الغوص لفترات قياسية ومزودة بمحركات ديزل وكهرباء، والأهم أنه من الصعب رصدها وتم تعديلها بحيث تصبح قادرة على إطلاق صواريخ مزودة برؤوس نووية، والغريب في هذا السياق أن ألمانيا موقعة على معاهدة الحدّ من انتشار السلاح النووي، وهي ذاتها تمتنع عن تزويد غواصاتها بهذا السلاح، بينما تقوم هي نفسها، بتعديل في الغواصات التي تزود بها إسرائيل للاستخدام النووي!!هذه رؤية غربية للتداعيات العسكرية المتعلقة بمنطقتنا الحبلى بالمفاجآت، منطقة تشهد انتقالاً مرحلياً يتصف بالغموض والارتباك، كما تشهد المزيد من التسلح على صعيد الثورات المسلحة، والدول المختلفة، والمؤكد أن هذا التسلح، يخدم المصالح الغربية كما يخدم ويضمن الأمن لإسرائيل!!Hanihabib272@hotmail.comwww.hanihabib.net