خبر : الأغا: نرفض الاعتراف بيهودية إسرائيل لأنه يمثل شطبا لحق العودة

الأربعاء 15 مايو 2013 10:19 م / بتوقيت القدس +2GMT
الأغا: نرفض الاعتراف بيهودية إسرائيل لأنه يمثل شطبا لحق العودة



غزة / سما / قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومفوض دائرة شئون اللاجئين فيها زكريا الأغا اليوم الأربعاء) إن الفلسطينيين لا يمكنهم القبول بمطلب إسرائيل الاعتراف بها كدولة يهودية لأن ذلك يعني شطب حق عودة اللاجئين. واعتبر الاغا في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) في غزة، أن أكبر خطر يمكن أن يهدد حق العودة للاجئين الفلسطينيين هو الاعتراف بيهودية إسرائيل. ورأى الأغا، أن هذا الاعتراف بمثابة "تطهير عرقي يهدد الفلسطينيين المقيمين داخل إسرائيل باعتباره يحمل تمييزا عنصريا لمصلحة اليهود وطرد الفلسطينيين وشطب حق العودة بشكل نهائي". وتطالب إسرائيل الفلسطينيين بالاعتراف بها كدولة يهودية للتوصل إلى اتفاق سلام نهائي معهم، علما بأن محادثات السلام بين الجانبين متوقفة منذ أكتوبر 2010 بسبب الخلاف على البناء الاستيطاني الإسرائيلي. وتعتبر قضية اللاجئين الفلسطينيين واحدة من قضايا الوضع النهائي في مفاوضات السلام المتوقفة بين الفلسطينيين وإسرائيل التي تواجه صعوبات في حلها، إذ تقول إسرائيل إنه يمكن عودتهم إلى قطاع غزة والضفة الغربية، فيما يعتبر الفلسطينيون أن من حقهم العودة إلى الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1948 وفقا لقرارات الأمم المتحدة. وفي هذا الصدد، شدد الأغا على أنه "لا حل نهائي للسلام مع إسرائيل يستثنى قضية اللاجئين (...) فلا بديل عن منح من تشرد عن أرضه الحق الطوعي بالعودة وفق قرار الأمم المتحدة رقم 194". وأكد الأغا أن قضية اللاجئين هي جوهر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي "الذي لن ينتهي إلا بحل هذه القضية حلا عادلا". وقال "إن حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم مقدس وغير قابل للمقايضة، فنحن نريد دولة مستقلة كاملة السيادة على الحدود المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس، وحل قضية اللاجئين على أساس القرار 194، فهذه القضية لا يمكن أن نتنازل عنها". وأقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر عام 1948 حق العودة للاجئين الفلسطينيين ضمن قرارها رقم 194 الذي ينص على أنه "ينبغي السماح للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم أن تفعل ذلك في أقرب وقت ممكن، وينبغي أن تدفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة وعن كل مفقود أو مصاب بضرر". وأضاف الأغا، أن "شعبنا مازال يعيش نكبات جديدة، حلت به بعد النكبة، وإن شعبنا الذي شرد في العام 1948، مازال صامدا، ومصرا على نيل حقوقه". ويحيي الفلسطينيون في الخامس عشر من مايو من كل عام ذكرى ترحيل آلاف الفلسطينيين عن بلداتهم وقراهم في عام 1948، ويطلقون على هذا اليوم ذكرى (النكبة) وهو اليوم الذي تحتفل فيه إسرائيل بإعلان دولتها. وطالب الأغا المجتمع الدولي وكافة مؤسساته وفي مقدمتها الأمم المتحدة، بوجوب التحرك "لإنصاف الشعب الفلسطيني وإزالة الظلم التاريخي الواقع عليه منذ أكثر من 65 عاما باستعادته لحقوقه الوطنية المشروعة وحقه في إنهاء الاحتلال وتحقيق الاستقلال والعودة". وشدد على أن الحراك الأمريكي الجاري لاستئناف مفاوضات السلام "لا يمكن أن يكتب له النجاح في حال تهميشه حل قضية اللاجئين باعتبارها جزء أساسيا من مبادرة السلام العربية وكافة قرارات الشرعية الدولية". ويأتي إحياء ذكرى النكبة للعام السابع على التوالي وسط انقسام فلسطيني داخلي مستمر منذ صيف العام 2007 أثر سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالقوة على قطاع غزة. ووصف الأغا الانقسام الداخلي، بأنه " جرح غائر في الجسد الفلسطيني وهو يؤثر سلبا على الجهود الفلسطينية المبذولة من أجل مواجهة التحديات ". وقال "لذلك نحن نطالب ونعمل على أن تنتهي الحقبة السوداء من تاريخ شعبنا بأن ينتهي هذا الانقسام وتعود اللحمة للشعب الفلسطيني لأن الوحدة الفلسطينية هي الركيزة الأساسية لمواجهة كافة التحديات التي تواجه شعبنا". إلى ذلك، أوضح الأغا أن الأزمة الداخلية التي تشهدها سوريا منذ مارس 2011 "فاقمت من سوء قضية اللاجئين الفلسطينيين بعد أن تسببت بمقتل أكثر من ألف من اللاجئين المقيمين فيها وتشريد عشرات الآلاف منهم". واعتبر أن ما يتعرض له اللاجئون في سوريا يمثل "نكبة جديدة لهم"، وقال "رغم أننا حذرنا منذ البداية بضرورة أن تبقي المخيمات محيدة وبعيدة عن الصراع، لكن للأسف بعض الأطراف أرادت زج هذه المخيمات في أتون الصراع". وأضاف الأغا أن "هذه مأساة ومعاناة جديدة للشعب الفلسطيني"، مطالبا "بحماية الشعب الفلسطيني في سوريا وتمكين اللاجئين من العودة إلى مخيماتهم للعيش بأمان واستقرار". وقبل اندلاع الأزمة الداخلية في سوريا كان نحو 472 ألف فلسطيني يقيمون في 12 مخيما فيها، إلى جانب 120 ألفا آخرين خارج المخيمات. ونبه الأغا، إلى خطورة أوضاع اللاجئين المشردين من مخيماتهم في سوريا إلى الحدود اللبنانية والأردنية وإلى مصر، مشيرا إلى جهود تبذلها منظمة التحرير بشكل مباشر وبالتعاون مع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لتقديم المساعدات العاجلة لهم. وقال إن احتياجات هؤلاء اللاجئين كبيرة ومعاناتهم أكبر، فيما الإمكانيات المتوفرة لهم ليست بالمستوى المطلوب وهو ما يزيد من حجم التحديات والاحتياجات. وبشأن الانتقادات الموجهة لأونروا على خلفية تقليص برامج مساعداتها بفعل ما تواجهه من أزمة مالية، قال الأغا إن دائرة شئون اللاجئين في منظمة التحرير تطالب منذ سنوات الدول المانحة بزيادة مساعداتها وتغطية احتياجات الوكالة. وأبدى الأغا تحفظه على اتهامات موجهة لإدارة أونروا بالتقصير وتحميلها مسئولية تراجع خدماتها قائلا، "إن المشكلة في الدول المانحة التي لم تزد ما تقدمه من مساعدات والبعض توقف عن الدعم خصوصا من الدول العربية". وقال "نحن نعرف الصعوبات التي تمر بها المخيمات، وأونروا، فالضغوط متواصلة على الشعب والوكالة التي تعتمد في موازنتها على الدول المانحة التي أوقفت بعضها دعمها لها مثل كندا، بينما خفضت غيرها قيمة دعمها، بخلاف دول أخرى تحاول أن تمارس ضغطا سياسيا". وبين الأغا، أن قيمة الدعم العربي للوكالة يفترض أن يبلغ 8 في المائة من موازنتها، بينما ما تقدمه فعلا يصل إلى نحو 2 في المائة، داعيا البلدان العربية وغيرها من الجهات المانحة إلى زيادة دعمها للوكالة. واستدرك قائلا " نحن لسنا راضون عن مستوى الخدمات المقدمة من قبل الوكالة، لكن لا نحملها وحدها المسئولية الكاملة عن ذلك ". ولفت الأغا، إلى أن قضية موازنة أونروا سيبحث خلال اجتماع سيعقد في العاصمة الأردنية عمان الشهر المقبل، مضيفا "أن التبرعات للوكالة شبه ثابتة رغم أن أعداد اللاجئين في تزايد، وهناك تقديرات حول حاجة الوكالة إلى 100 مليون دولار لتغطية احتياجات اللاجئين في سورية فقط". في الوقت ذاته، شدد الأغا على رفض أي مشاريع لتصفية قضية اللاجئين من خلال إنهاء عمل أونروا أو الترويج لمشاريع توطينهم، مشددا على أن قضية اللاجئين وحق عودتهم ستبقى حية وتمثل أساس الصراع مع إسرائيل حتى يتم حلها. وتقدم أونروا التي أنشأتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949 المساعدة والحماية لحوالي خمسة ملايين من لاجئي فلسطين المسجلين لديها في الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة ليتمكنوا من تحقيق كامل إمكاناتهم في مجال التنمية البشرية وذلك إلى أن يتم التوصل لحل عادل لمحنتهم