غزة / سما / أحيا الفلسطينيون في الداخل والخارج الأربعاء الذكرى الخامسة والستين للنكبة بمسيرات ومهرجانات ومؤتمرات، وسط تأكيد على حق العودة ورفض كل مشاريع التوطين والوطن البلديل، ومطالبات بإتمام المصالحة الفلسطينية. ففي مدينة غزة، شارك المئات في المهرجان المركزي الذي نظمته اللجنة العليا لإحياء ذكرى النكبة بمشاركة كافة الفصائل الفلسطينية. وهتف المتظاهرون بشعارات تدعو للتمسك بحق العودة، رافضين كل الحلول التي تنتقص من عودة اللاجئين الى ديارهم ورددوا هتافات تطالب حركتي فتح وحماس بانهاء الانقسام. وجابت التظاهرة الحاشدة والتي شاركت فيها كافة القوى في غزة شوارع مدينة غزة، بعد ان انطلقت من ساحة الجندي المجهول وصولا الى مكتب الامم المتحدة بالمدينة. وكانت الكلمة الرئيسة لعضو اللجنة المركزية لحركة فتح زكريا الأغا، فيما تحدث عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية عن ذكرى النكبة وحق العودة والمصالحة الفلسطينية. وعبر الحية عن أمله أن يكون الاتفاق مع حركة فتح الذي جرى في القاهرة أمس الفرصة الأخيرة أمام إنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة. وقال في كلمة له خلال فعالية لإحياء ذكرى النكبة في مدينة غزة الأربعاء :" نستبشر خيراً بما تم في القاهرة من التوافق بين حماس وفتح، والذي وضع آليات وخارطة طريق وخطوات معينة بالتوقيتات والزمان". وشدد على أن هذه الخطوة تحتاج إلى احتضان من الجميع " لأنها تمثل وحدة الهدف والثوابت والآليات والتحرير والمقاومة وعودة اللاجئين وإقامة الدولة". وأضاف " محتاجون لتدعيم ثبات وصمود شعبنا وإطلاق يده في كامل حقوقه، وفي مقدمة ذلك تعزيز صمود اللاجئين والوقوف أمام المشاريع البديلة". وتابع " نحن ضد التوطين والوطن البديل والالتفاف على حقوق اللاجئين، ولا خيار سوى عودتنا إلى قرانا ومدننا، نحيي شعبنا في كل مكان وقواه الفعالة والمقاومة ونقول للاحتلال نحن قادمون بكل حقوقنا وابنائنا وأجيالنا قادمة لأرضها ومقدساتها لتعيد البسمة لشعبنا الملكوم". وأكد الحية أن القضية الفلسطينية سياسة بامتياز " تنتهي عندما نعود لأرضنا وتبدأ حرية شعبنا حينها، ونقول للعالم: رحمتكم بلاجئينا، آن الأوان أن يرفع سيف القتل والحصار والألم عن شعبنا في كل مكان". وأضاف " نقول للعالم والأونروا والأم المتحدة، لقد ظلمنا كشعب وآن الأوان لمن ظلمنا أن يعيد لنا الحق ولا نقبل أن تخفض دعمها وحمايتها وخدماتها لشعبنا الفلسطيني". وشدد على أن المسجد الأقصى في خطر حقيقي وبدأت معاول الهدم، مؤكداً على الوقوف مع الأسرى مضيفاً "سنعمل بكل جهد و قوة لتحريركم كما حررنا جزءاً منكم". من جانبها أكدت حركة الجهاد الاسلامي رفضها التام لمشاريع "التفريط والتنازل" التي ترعاها لجنة المبادرة العربية، والتي تريد تكريس تفاهمات فرضت على المفاوض الفلسطيني قبل أعوام. وقالت الحركة في بيان وصل سما نسخة منه: "إن قناعتنا الراسخة ببطلان وجود الاحتلال وبضرورة مقاومته ومجابهته بكل السُبل والوسائل المتاحة ستبقى الدافع لنا بالعمل على ضربه، وعدم السماح له بالاستقرار، ومهما كان حجم التضحيات فإنه يبقى هيناً أمام القيام بهذا الواجب والحق الذي لا انفكاك عنه حتى يأذن الله بتحرير أرضنا ومقدساتنا". ودعت الحركة لتضافر كافة الجهود، والعمل على مجابهة كل السياسات الهادفة إلى تكريس وجود الاحتلال، وتحصين الوعي العام بالحقوق والثوابت الوطنية، والأولويات العليا للشعب الفلسطيني وقضيته. وقال فيصل ابو شهلا القيادي في حركة فتح ان الشعب الفلسطيني قدم خلال 65 عاما من النكبة مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والاسرى والعديد من النضالات على كافة المستويات من اجل اقامة الدولة الفلسطينية والتمسك بحق العودة. وأوضح ابو شهلا ان الشعب الفلسطيني بعد 65 عاما من النكبة التي تحققت بفعل المؤامرة الدولية يعيش اليوم النكبة الكبرى الثانية وهي الانقسام الذي صنع بفعل أيدينا، معبرا عن امله في تطبيق اتفاق القاهرة وإنهاء حالة الانقسام وإنجاز المصالحة. بدوره اكد صالح ناصر القيادي في الجبهة الديمقراطية انه ورغم كل الإجراءات لطمس الهوية الوطنية الا أن الشعب الفلسطيني صامد على ارضه مصمم على حق العودة واقامة الدولة المستقلة وتقرير المصير وأن إجراءات التهجير المتواصلة بحق مدينة القدس والاستيطان في الضفة الغربية يتطلب من كافة القوى طي صفحة الانقسام واستعادة الوحدة. من جانبه أكد كايد الغول القيادي في الجبهة الشعبية لوكالة أن الشعب الفلسطيني الذي رفض كل نتائج النكبة وكل المشاريع التي تنتقص من حقوقه يجب ان يدفع المجتمع الدولي والأطراف الإقليمية اليوم لايجاد حل عادل يحافظ على الحقوق الوطنية. وأضاف الغول حتى نتمكن من إفشال كل مشاريع النكبة ونتائجها علينا استعادة الوحدة لان الشعب الفلسطيني موحد استطاع افشال مشاريع التوطين.