باريس - لم يستبعد نائب فرنسي أن تفرض بطاريات صواريخ "باتريوت" الاميركية الدفاعية و"القباب الفولاذية" الاسرائيلية وسلاح الجو بطائرات الانذار المبكر والمقاتلات القاذفة, منطقة حظر جوي على الاراضي السورية المتاخمة للحدود الإسرائيلية في مرتفعات الجولان بعمق داخل سورية يصل الى 25 كيلومترا, ضاربة بذلك عصفورين بحجر واحد: 1- حماية المدن والقرى ذات الغالبية الدرزية والبلدات السنية في تلك المناطق الممتدة في نهاياتها الى دمشق, بعدما ترددت إسرائيل في التجاوب مع مناشدات سكان عشرات تلك القرى للحماية من وحشية قوات النظام السوري, نأيا بنفسها عن التدخل, لكن يبدو ان مجازر بانياس الأخيرة وظهور اثباتات دامغة على استخدام النظام أسلحة كيماوية وحصول الاسرائيليين على معلومات استخبارية عن بدء "حزب الله" تلقي اسلحة فتاكة قد يكون بينها صواريخ متطورة مضادة للطائرات من مستودعات الجيش النظامي السوري, حسمت كلها الموقفين الاميركي والعبري لصالح تدخل عسكري محدود في بادئ الامر لصالح قوات الثورة, كما فعلت الغارات الاسرائيلية الجوية مرتين على دمشق ومحيطها, من شأنه فتح الطريق امام انشاء منطقة الحظر الجوي الاولى في سورية على حدودها الجنوبية الاسرائيلية, اذ ان تركيا رغم تعرضها للسيارات المتفجرة مازالت مترددة في فرض منطقة حظر جوي داخل اراضي سورية الشمالية لاسباب داخلية ولأنها حتى الآن لم تتمكن من الحصول على ثمن مناسب من اوروبا خصوصا لتدخلها هذا, كوعدها بدخول الاتحاد الاوروبي والسوق الاوروبية المشتركة. 2- إضافة الى ذلك الحزام الامني الاسرائيلي الذي يمتد على طول الحدود داخل سورية وبعمق كبير, فإن نتانياهو يستغل مزاعم الأسد وحسن نصرالله لانشاء مقاومة في الجولان تنطلق ضد اسرائيل على غرار المقاومة من جنوب لبنان, اذ ان ذلك الحزام - الحظر الجوي سينتهي على بعد نحو 20 كيلومترا فقط من دمشق, وقد يكون تحت سيطرة مئات الدبابات الاسرائيلية وسلاح المشاة اضافة الى الطيران. وأكد البرلماني الفرنسي لـ"السياسة" في باريس, امس, ان حلف شمال الاطلسي "بات جاهزا للتدخل في سورية رغم انباء النفي الخجولة وهو حالياً منكب على استنتاج العبر والتداعيات من اعتداء النظام السوري على أحد أعضائه (تركيا) أكثر من مرة من دون رد, ومن استخدامه اسلحة كيماوية ترفض اوروبا والعالم المتحضر مجرد التفكير بوجودها في هذا القرن ويجري استخدامها ضد المدنيين والمدن والقرى, كما ان الولايات المتحدة دنت جدا من اتخاذ قرار التدخل بحجة امكانية تعرض قواتها في الاردن او اسرائيل او تركيا الى اي اذى من الصواريخ السورية, او اذا واجهت قوات الطوارئ الدولية في الجولان ولبنان عمليات ارهابية أدت إلى خسائر في صفوفها. عن السياسة الكويتية