رام الله / سما / قال وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، إن حجم الشكاوى من قبل الأسرى في السجون التي تتعلق بالإهمال الطبي ازدادت بشكل كبير جدا، في ظل تفاقم الإصابة بأمراض مختلفة في صفوف الأسرى. وأعلن قراقع في بيان صحفي صادر عن الوزارة، اليوم الثلاثاء، أن السجون تحولت إلى وباء صحي للأسرى ومصدر للإصابة بـأمراض تهدد حياة الأسرى. وأشار إلى الحالة في سجن عسقلان، حيث يوجد 140 أسيرا مريضا في هذا السجن من أصل 63 أسيرا بحاجة لعلاج طبي ورعاية خاصة، علما أنه غير مؤهل صحيا لإبقاء هذه الحالات فيه. وحول الوضع في عسقلان، قال الأسير زياد بزار لمحامي الوزارة كريم عجوة، إن هناك حالة اكتظاظ في غرف السجن ما يؤدي إلى تناقل الأمراض بين الأسرى، إضافة إلى أن مياه الشرب التي تقدم للأسرى فيها نسبة عالية من الملوحة ووجود مادة الكلس فيها ما يدفع الأسرى إلى شراء المياه المعدنية على حسابهم. وأوضح بزار أنه لا تتوفر مراوح للأسرى، خاصة في الصيف حيث الحرارة وشدة الرطوبة، كما أن الاكتظاظ في صفوف الأسرى بسبب لهم معاناة عند دخول الحمام، فمن الصعوبة قضاء حاجتهم كون الحمام والمرحاض معا في كل غرفة وكذلك ما تسببه من روائح كريهة تزيد الأمراض في صفوف المعتقلين. ولفت إلى أن طبيب عيادة السجن لا يقوم بفحص المريض الأسير لمعرفة أسباب مرضه ومعاناته، وأحيانا يعطى المرضى أدوية لا تكون ملائمة لحالاتهم الصحية. وذكر بزار حالات مرضية صعبة في السجن كحالة الاسير نعيم شوامرة من الخليل الذي يعاني من ضعف في الشفة وارتخاء في عضلات اللسان وصعوبة في النطق وآلام حول العينين وآلام في الحنجرة وصعوبة في تناول الطعام. من جهة أخرى لا يزال الأسير أحمد محمود عوض من بيت أمر والذي يقبع في مستشفى الرملة، يعاني من إصابات بالرصاص في الحوض والبطن وكف اليد وبحاجة ماسة لإجراء عمليات جراحية لإخراج الرصاص من جسده. وقالت محامية وزارة الأسرى حنان الخطيب، إن الأسير دخل في حالة خطيرة مؤخرا عندما شعر بآلام شديدة في الحوض وعدم القدرة على المشي وتبين أن الرصاص الذي أصيب به قد تحرك داخل جسمه، وأطباء السجن يقولون أن إجراء أي عملية له تسبب له مضاعفات خطيرة. كما أفاد محامي الوزارة رامي العلمي، أن الأسير تامر راسم الريماوي سكان رام الله الذي يقبع في عزل سجن ايشل، لا يزال مضربا عن تناول الدواء احتجاجا على سياسة الإهمال الطبي المتعمد. وقال الأسير: إنه سقط على الأرض من فوق سريره أدى إلى ارتطام رأسه بالأرض وفقد جراء ذلك الوعي، وتم نقله إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع ولم يتم إعطاؤه أي نوع من الدواء سوى دواء الأعصاب. وبين أن حالته تتدهور يوما بعد يوم وحالات الإغماء ازدادت عنده في كل حالة يصاب بالإغماء لمدة ساعتين وأحيانا لا يستيقظ إلا وهو في المستشفى. وأوضح محامي الوزارة فادي عباس، أن الحالة الصحية للأسير محمود شرحة سكان دورا سيئة للغاية، ويعاني من انتفاخ في الغدة و يخشى أن يكون ذلك أوراما سرطانية. وقال عباس إن الأسير الشرحة تشبه حالته حالة الأسير ميسرة أبو حمدية، لم يتلق حتى الآن نتائج الفحوصات التي أجريت له في مستشفى سوروكا، وأنه بحاجة سريعة للتدخل لإنقاذ حياته.