البداية من قاعة الاتحاد في المحكمة الاتحادية العليا، حيث طلبت إحدى المتهمات في التنظيم السري السماح لها بالعلاج في الخارج . المتهمة مكفلة أصلاً، لكن جواز سفرها، بطبيعة الحال، محجوز . وفق الإجراءات القانونية المرعية، طلب منها القاضي فلاح الهاجري رئيس المحكمة إحضار دليل من مستشفى المفرق في أبوظبي على ان علاجها في الداخل غير ممكن، وهكذا كان . أحضرت دليلاً يقول بحاجتها إلى عملية جراحية في القلب، ولا علاج لها في الداخل، وعلاجها متوفر في الخارج، وفي الولايات المتحدة بالتحديد . وكان قرار المحكمة: إعادة جواز سفر المتهمة لتمكينها من السفر . منذ إصدار ذلك القرار قبل اسابيع والقاضي في كل جلسة يسأل عن المتهمة ويطمئن عليها . ثم جاء الخبر اليقين، عبر بيان جمعية الإمارات لحقوق الإنسان، الذي وجهت من خلاله الشكر لصاحب السمو رئيس الدولة، على تكفله علاج المتهمة في الخارج . ببساطة، وببساطة شديدة، هذه هي الإمارات، ورسالة المحبة في الإمارات تأتي هكذا تلقائياً، بهذا الشكل الطبيعي . هي متهمة نعم، لكن لا علاقة لهذا بكونها مريضة محتاجة إلى علاج، والإمارات، وقيادة الإمارات، تتعامل مع جميع مواطنيها بالتساوي ومن دون تمييز، فكان لابد، عقلاً ومنطقاً، وفق توجهات هذه الدولة الإنسانية بامتياز، في اصدار قرار العلاج في الخارج . يتحقق أمل شعوب العالم لدى شعب الإمارات في العنوان الأجمل والأقرب، ويتحقق الحلم في الإمارات كما لم يتحقق أو لا يتحقق في أي بلد عربي، وهذه حقاً نعمة كبيرة نحن نعتز بها وربما نكون محسودين عليها، فلنحب الإمارات أكثر، ولنعمل من أجل الوطن بكل ما أوتينا من طاقة . لنكرس كل الجهد والوقت من أجل الإمارات، فنحن، عبر هذه العلاقة الخلاقة بين القيادة والشعب، نسهم في تجذير حالة عربية نادرة بالفعل .