هناك حركة دؤوب لا تخفى على العين تشي بسيناريو جديد للمخرج العبقري اوباما وبطولة نتنياهو وجون كيري وخليفة واخرين. القصة معروفة ولا داعي لسردها لكن الاهم منها هي الخاتمة التي ستجعل من اوباما بطلا تاريخيا .السيناريو بدا تنفيذه فعليا بزيارة اوباما لاسرائيل وتكليف كيري بالتفرغ لهذا الملف واصلاح ذات البين بين اردوجان ونتنياهو واطلاق الرسالة الاقوي تأثيرا علي الاسرائيليين و هي ان الولايات المتحدة ستحمي بكل قوتها الدولة اليهودية وان علي اسرائيل --حفاظا على وجودها --- ان تسمح بقيام دولة فلسطينية بجوارها!وخلال اسابيع معدودة التأم الوزراء العرب في واشنطن للاعلان الثاني للمبادرة العربية ولكن هذه المرة بمباركة امريكية. المبادرة التي قال عنها شارون انها لا تساوي الحبر الذي كتبت به، اذا باسرائيل ترحب بها!! ولا عجب بعد ان استطاعت خلال العشر سنوات الماضية من بناء الحقائق علي الارض التي حشدت فيها اكثر اليهود تطرفا وعنصرية، وهكذا اوفدت تسيفي لفني فورا الي واشنطن للبحث في التفاصيل وما سيتم عرضه على الفلسطينيين.بل و يعلن نتنياهو فجأة وقف الاستيطان!! ’الخطة يجب ان تكون جاهزة في مدة قصيرة وان تقبلها القيادة الفلسطينية. ان الوقت يداهمنا ’ يصرخ اوباما بينما ينادي كبار المفكرين اليهود " انقذوا اسرائيل من نفسها" ، "ان حبل العنف يلتف علي رقبتها "، " الان الان هو الوقت وبعد ذلك الطوفان ". ويعرف الجميع ان الفلسطينيين في اضعف حال وان الخراب قد عم العالم العربي بعد الربيع ولم يبق الا سوريا التي يجب انهاء ملفها فورا ( هل تذكرون دول الصمود ودول الممانعة الخ!) الهدف الاكبر هو انقاذ اسرائيل من خطر الدولة الواحدة وذلك باتفاق علي حل الدولتين. الدولة الواحدة تعني المساواة ببن المواطنين امام القانون و انه اذا اصبح الفلسطينيون اغلبية فان الوضع سيتغير جذريا ولن يكون هناك دولة دينية او عرقية والي غير ذلك من الاخطار علي اسرائيل والصهيونية-الرسالة واضحة والمسؤولية جسيمة على اكتاف القيادة الفلسطينية . لقد اعلن ابو مازن انه سيشكل حكومة المصالحة التي اتمنى ان يكون رئيسها سلام فياض . الاهم ان تصبح حماس جزءا من قيادة منظمة التحرير وهو ما قاومته "فتح" طويلا - العالم يريد الحوار معها، فهل تكون حماس جزءا من حل الدولتين ضمن رؤيتها لهدنة طويلة الاجل؟ ام انها ستكتفي بالحكم في غزة؟ وما هو الثمن المطلوب للامن الإسرائيلي ونحن نتحدث عن حل دائم وليس اتفاقيات هدنة مؤقتة؟ وما هو مصير التنسيق الامني في الضفة مع اسرائيل؟ وهل تتحول حماس الي حزب سياسي اجتماعي تتخلي عن العمل المسلح؟ ام ستقوم اسرائيل بحرب جديدة عليها؟ وحتي تكتمل الصورة فان الحل السياسي تصاحبه رزمة اقتصادية ضخمة تشمل اعمار غزة والضفة والربط بينهما وتحلية مياه البحر وانشاء مراكز سكانية ومدن وجزر بالاضافة للمصانع والمزارع. لكن لن يكون الحل واضحا او حاسما في مسائل شائكة مثل القدس وحق العودة بل وحتي مسالة تبادل الاراضي المقترحة!المنطقة العربية تدخل للفرن لاعادة التشكيل وهي مفتوحة علي كل الاحتمالات بما فيها الحروب الصغيرة من اجل نجاح الخطة. لمصر وتركيا والاردن ادوار وقطر لها دور اكبر. القرار الفلسطيني سيكون صعبا في ظل الانقسام وتشكيل حكومة لا يعني جوابا والمطلوب هو موقف واحد من هذا الفيلم قبل الوصول الي خط النهاية يجمع بين مشعل وعباس يدرس الاحتمالات والا تقتصر الدولة علي الضفة الغربية او المضي في العمل من اجل قيام الدولة الواحدة والتضحية بالمعونات والموازنات!