خبر : شحنة الصواريخ الروسية المرسلة تقلق اسرائيل في حين ما زالت تُسمع أصداء الهجمات / بقلم: عاموس هرئيل / هآرتس 12/5/2013

الأحد 12 مايو 2013 02:56 م / بتوقيت القدس +2GMT
شحنة الصواريخ الروسية المرسلة تقلق اسرائيل في حين ما زالت تُسمع أصداء الهجمات / بقلم: عاموس هرئيل / هآرتس  12/5/2013



  ما زالت الهجمات الجوية الاخيرة في سوريا التي امتنعت اسرائيل عن تحمل مسؤولية رسمية عنها تدوي في المنطقة بعد ان عاد الجمهور في البلاد الى الاهتمام بالمجال الاقتصادي. وقد وقعت في الايام الاخيرة ثلاثة تطورات على الأقل تتصل بأعمال القصف وقد تكون لها جميعا جوانب مقلقة بالنسبة لاسرائيل.             ففي رد على القصف هدد رئيس سوريا بشار الاسد والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ايضا بأنه يتوقع تجديد النضال ضد اسرائيل على حدود هضبة الجولان، بل إن نصر الله أشار اشارة خفية الى أن منظمته ستشارك في ذلك. وقال نصر الله ايضا، لاول مرة بصورة معلنة، إن حزب الله معني باحراز ما يوصف بأنه "سلاح يُخل بالتوازن"، أي تلك الانواع من الاسلحة (السلاح الكيميائي والمنظومات المضادة للطائرات المتقدمة، وصواريخ ارض – ارض ذات درجة دقة عالية وصاروخ الساحل – بحر الروسي "يحونط")، التي أعلنت اسرائيل أنها ستستمر في العمل لاعتراض نقلها الى حزب الله.             ويتعلق التطور الثالث وهو الأهم بتجديد الاشتغال بامكانية أن تسلح روسيا سوريا بصواريخ ارض – جو من طراز "إس300". وقد سارعت موسكو في الحقيقة الى نشر نصف إنكار لذلك حينما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجيه لافروف أنه لا يوجد عند بلده خطط جديدة لبيع سوريا منظومات مضادة للطائرات. لكن كان يبدو في المؤتمر الصحفي وقت زيارة بولندة أن لافروف يقشع متعمدا الضباب في هذه المسألة حينما أوضح أنه ما زالت توجد بين روسيا وسوريا صفقات سلاح سابقة لم تُستكمل بعد.             إن هذه الأنباء تقلق اسرائيل الى حد أنه نُشر في نهاية الاسبوع أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيشخص في الايام القريبة لزيارة موسكو ليقنع رئيس روسيا فلادمير بوتين بتعويق الصفقة. وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" في يوم الخميس الأخير ان الادارة الامريكية تفحص عن معلومات استخبارية نقلتها اسرائيل اليها تقول إن الصفقة توشك أن تُنفذ وأن تشتمل على نقل ست قواعد اطلاق صواريخ و144 صاروخا يبلغ مداها نحوا من 200كم.             تُنشر أنباء عن تزويد سوريا وايران بصواريخ إس300 من روسيا في وسائل الاعلام الدولية مرة كل بضعة أشهر منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي. ولم يُبلغ الى اليوم ان واحدة من تلك الصفقات تم تحقيقها بالفعل. لكن السياق مختلف هذه المرة: فروسيا هي الدعامة الرئيسة للرئيس الاسد في معركة الحياة والموت التي يقوم بها في مواجهة المعارضة السورية التي تحاول اسقاطه في الحرب الأهلية التي أوقعت أكثر من 70 ألف ضحية في أقل من سنتين.             جاء القصف الاسرائيلي في ذروة جدل عاصف في واشنطن في وقت يضرب فيه منتقدو الادارة ومنهم السناتور الجمهوري (والمرشح للرئاسة في الماضي) جون مكين، الرئيس براك اوباما بسبب خوفه من التدخل في الحرب الأهلية. وكانت احدى الدعاوى التي صدرت عن وزارة الدفاع الامريكية وتعترض على الهجوم الجوي في سوريا أن منظومات الدفاع الجوي في الدولة الالتفاف عليها أصعب كثيرا مما كان في ليبيا أو في العراق (حيث هاجمت الولايات المتحدة وقوات حلف شمال الاطلسي فيهما في الماضي). وسخر مكين من تردد الادارة في مقابل العمليات الاسرائيلية. لكن يمكن النظر في هذا الادعاء من زاوية اخرى ايضا: فقد تكون الهجمات من وجهة نظر الروس قد كشفت عن قابلية سوريا للاصابة وهي تُسوغ نقل منظومات الدفاع الجوي الحديثة الى نظام الاسد للمساعدة على حمايته.             كان رئيس معهد بحوث الامن القومي في جامعة تل ابيب، اللواء (احتياط) عاموس يادلين، هو الذي تنبأ بهذه التطورات تنبؤا ما، فقد كتب يادلين، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الماضي، في الاسبوع الماضي استعراضا قلل فيه من آثار الهجمات في سوريا. وكان أحد الامكانات التي ذكرها أن "الروس الذين لم يستحسنوا الهجوم سيحررون منظومات دفاع جوي بعيدة المدى مثل إس300 ليتم تصديرها الى سوريا".             قال يادلين أمس لصحيفة "هآرتس" إنه لا يُقدر ان يكون الحديث عن خطر حقيقي مباشر لأن التسلح لهذه المنظومة واعداد الوحدات السورية لاستعمالها قد يستمر أكثر من سنة. وعبر ايضا عن شك في تحقيق روسيا لتهديدها وقال: "هذه في الأساس لعبة نفسية، فروسيا تريد أن تتحدى السياسة الامريكية وأن تصد ضربة محتملة اخرى للاسد".             ويُقدر يادلين في مقالته أن المخاطرة المحسوبة التي تحملتها اسرائيل في الهجوم أثبتت نفسها والدليل الذي يأتي به على ذلك هو الامتناع السوري عن رد عسكري الى الآن. وقال إن سوريا وايران تحصران العناية الآن في الحرب الأهلية في سوريا أما حزب الله فيتلقى انتقادا داخليا قاسيا في لبنان لمشاركته فيما يجري هناك. ويذكر مع ذلك أن اعضاء هذا المحور قد لزموا في الماضي أكثر من مرة سياسة رد مؤخر بعيدا عن الساحة المحلية صفوا به حسابا مع اسرائيل من جهة وامتنعت من جهة اخرى من تحمل مسؤولية مباشرة عن اعمالها.             وهو يرى "أن الحادثة لم تنته لا تكتيكيا ولا استراتيجيا، باحتمال عال. ويُحتاج الى تيقظ عال في الأمد القصير" خشية رد عسكري من الأعداء. أما من الجهة الاستراتيجية، "فحينما يزنون في اسرائيل العملية التالية الموجهة على تهريب السلاح، يجب ان توزن قضية هل تُمكن الظروف الاستراتيجية الى الآن من حرية عمل في مخاطرة قليلة من اسرائيل أو يفضي تراكم الأحداث بالضرورة الى تصعيد عسكري غير مطلوب. إن فرض حرية العمل النسبية هو وهم لأنه كنز يفنى... لأنه يوجد ضغط يتراكم على القيادات في الطرف الثاني لترد وهو ضغط قد يفضي بها الى نقطة انكسار والى رد واسع قد يقع بعقبه تصعيد عسكري خطير".