خبر : أطفال مصر.. السياسة أحدث الآفات

الأحد 12 مايو 2013 11:04 ص / بتوقيت القدس +2GMT
أطفال مصر.. السياسة أحدث الآفات



القاهرة / وكالات / انزوى في صمت مع صديقه باحثًا عن مكان هادئ يمارسان فيه هوايتهما في لف سجائر "الحشيش".. يتفاخران بأنهما تعلما "اللف" منذ أن كانا في الصف الأول الإعدادي.. وفي أثناء قيامهما بمزاولة طقس من طقوس الإدمان، دخلا في حوار اعتبره أحدهما أنه غير شيق أو مناسب على الإطلاق، إذ تحدثا حول أنباء اعتقال عدد من الأطفال لدى الأمن المركزي المصري، وذلك إبان الاشتباكات التي حدثت بين المتظاهرين وقوى الأمن خلال الفترة الأخيرة، والتي شارك فيها مجموعة من "أطفال الشوارع" الذي يقول البعض إنهم "مُسيسون" من أجل خدمة أجندات المعارضة!. مأساة يومية ثالوث رعب خطير قوامه المخدرات، وحوافه السياسة، وختامه ضيافة سجن قد تمتد أعواما ،ذلك عنوان مأساة يومية وعنوان طويل يصف حال فئة ليست بالقليلة من الصغار، الذين قُتلوا وهم أحياء بسهام الفوضى والعشوائية والإهمال، فوقعوا وهم في سن ورود تفتحت في غابة أشواك تطل عليها بئر حرمان تسقطهم في أتون إدمان، وبعضهم ضحايا السياسة التي قادتهم إليها الأحزاب والقوى المتصارعة بأثمان بخسة يتلقونها علها تسمنهم من جوع وتأمنهم من خوف، وفئة ثالثة تعاني ويلات السجن والتعذيب رغم صغر السن وبسبب الإدمان في سن مبكرة. واقع مؤلم يعيشه أولئك الصغار، فهم فعلًا ضحايا انحرافات كثيرة لم ينبههم أحد إلى خطورتها مثل إدمانهم وتعاطيهم للمخدرات والخمر وتدخين السجائر وكل تلك الموبقات باتت ظاهرة منتشرة بقوة في أوساطهم. وفي الجانب الآخر ما هو أخطر إذ يتم استغلالهم جنسيا، وللأسف يرضخون لمن هم أكبر منهم عمرا وأعتى منهم جسما وقادر على إغرائهم بالمال والمؤلم أن بعضهم يقع فريسة لتجار الأعضاء البشرية وغيرهم. ويؤكد محللون قيام أطفال عاديون عاشوا في أجواء أسرية سليمة، وبعضهم من طبقات راقية، لا يعانون ماديا مثل أطفال الشوارع حيث لا رقيب عليهم أو مناخ تربوي صالح. وفي دراسة حديثة صدرت عن المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية رصدت ان حوالي 3 بالمائة من أطفال المرحلة الابتدائية يتعاطون المخدرات وترتفع النسبة تدريجيًّا إلى 60% مع زيادة أعمار التلاميذ في المرحلة الثانوية إضافة إلى وجود ما يقارب من 80% من حجم المتعاطين للمخدرات بدؤوا في سن الطفولة. وتفسر أستاذة الاجتماع الإعلامي بجامعة القاهرة الدكتورة انشراح الشال، ظاهرة إدمان الأطفال للمخدرات بالقول ان غالبيتهم تعاطوا المخدرات بدون وعي، فوقعوا في براثن الإدمان، ما قادهم لاستخدام العنف . ولم يسلم أطفال مصر من ظاهرة التعاطي السياسي أيضًا فالانفتاح الذي خلفته ثورة يناير جذبتهم لذلك فظهرت حركات سياسية في المراحل التعليمية المختلفة تقود المظاهرات الاحتجاجية داخل المدارس والمراحل التعليمية المختلفة مثل مجموعة حركات 6 ابريل في المرحلة الاعدادية والثانوية . استغلال وحذر الناشط الحقوقي والمحامي أحمد المصيلحي، من استغلال الصغار سياسيا لان وضعهم ازداد سوءًا بعد الثورة بخلاف المشكلات التي عانوا منها سابقًا حيث يتم استغلالهم بأسلوب خاطئ، فيقعون في قبضة أجهزة الأمن التي تعتبرهم صيدًا سهلًا أو كبش فداء بديلًا عن المجرمين الحقيقيين في أحداث العنف، فكان العشرات منهم قيد الاحتجاز والاعتقال مع بالغين وتعرّضهم للتعذيب والانتهاكات الإنسانية دون ذنب. وتشير أستاذة القانون الجنائي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية فادية أبوشهبة، إلى خطورة وضع الأطفال قائلة بلا شك انه يزداد خطورة وسوءًا مع ازدياد العشوائيات وأعمال العنف تجاههم وإهمال الدولة لهم وعدم سعيها لإيجاد حلول فعالة للقضاء على تلك الظاهرة. وقد تحول معظمهم من مجرد مجموعات تجوب الشوارع متسولة من أجل الحصول على المال وللبحث عن المأوى إلى عصابات تستخدم العنف والسلاح الأبيض تماشيًا مع حالة العنف والفوضى الأمنية في الشارع المصري وخاصة استغلال بعض العناصر الإجرامية الكبيرة لهم ليصبحوا وسيلة لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية كالدعارة والمخدرات وسرقة السيارات والأفراد خاصة النساء، وتجارة الأعضاء في ظل وجود عقوبات مخففة ضد المنفلتين أوالمحرضين. وأخطر ما في ثالوث الرعب الذي يتهدد الأطفال هو "السجن"، فقد أودعوا السجون ومعسكرات الأمن المركزي على خلفية مشاركتهم في تظاهرات وفعاليات المعارضة .