خبر : حزب الله والأجندة الطائفية القذرة ...بقلم: زياد ابوشاويش

السبت 11 مايو 2013 08:43 م / بتوقيت القدس +2GMT
حزب الله والأجندة الطائفية القذرة ...بقلم: زياد ابوشاويش



السؤال الذي باتت الاجابة عليه ملحة وضرورية لوقف تداعيات المخطط الإجرامي لاشعال الحريق في المنطقة والمس يالأمن القومي العربي والاسلامي هو: لماذا يتم التركيز حالياً على تشويه سمعة حزب الله واستدراجه لمعركة مذهبية قذرة في لبنان وسائر المنطقة العربية؟.الذين يستهدفون حزب الله بالسوء وحتى يبعدوا عن أنفسهم صفة المرتزق والمأجور أو كي يظهروا أنفسهم بمظهر المحلل الموضوعي والكاتب المتزن لا ينكرون فضل حزب الله على هذه الأمة حين نجح مرتين في تحقيق الانتصار على العدو الصهيوني بل هم يقولون أكثر من ذلك حين يشيرون إلى صدق الحزب حين يعد ووفائه حين يعاهد، وإلى الشجاعة والحكمة والصدق الذي يتحلى به رئيس هذا الحزب وقائده السيد حسن نصر الله. هؤلاء القوم كثفوا في الآونة الأخيرة من هجومهم على حزب الله واتهموه بالمشاركة في القتال الجاري على الأراضي السورية الذي تشارك فيه الحكومة السورية والجيش العربي السوري من جهة وبين الجيش الحر وعصابات الارهابيين والمرتزقة من الجانب الآخر. هذه الاتهامات جاءت غداة الانتصارات التي يحرزها الجيش السوري النظامي في منطقة حمص وتحديداً قرى القصير المحاذية للحدود اللبنانية السورية والتي تمثل ركيزة هامة للمعارضة السورية المسلحة وأحد أهم قواعدها في سورية، حيث نجح الجيش في استعادة عشرات القرى والمواقع من أيدي المسلحين وقضى على أعداد كبيرة منهم ما أثار حفيظة القوى المناوئة للنظام والقيادة السورية ووضعها أمام تساؤلات محرجة تتعلق بمصير كل هذه الحرب التي استعانت فيها المعارضة بكل أعداء سورية التاريخيين والجدد واستقدمت لهذا الغرض بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عصابات النصرة والمرتزقة من كل أصقاع العالم حتى بلغت أعدادهم الأربعين ألفاً وما يزيد عن ذلك بكثير ولم تفلح في إسقاط النظام أو زعزعة تماسك الجيش والحكومة السورية.ليس هنا مجال تعداد ما قدمه حزب الله للعروبة والاسلام لكن يكفيه فخراً أنه قدم النموذج الحقيقي على كيفية المزج بين الدين الاسلامي في أكثر وجوهه إشراقاً وهي نصرة الحق والدفاع عن المظلومين وبين الانتماء القومي والتمسك بشعارات الوحدة العربية والتضامن العربي بعيداً عن الشعارات المذهبية والترويج لها بخلاف غيره من الأحزاب المعروفة.يقولون أن حزب الله يدين للمذهب الشيعي وأنه يد إيران في المنطقة وأن ولاءه للمذهب يسبق ويعلو على أي انتماء أو التزام فهل سلوك الحزب السياسي وتحالفاته العربية تؤكد هذا أم تنفيه؟في الانتماء الديني والمذهبي لا ينكر حزب الله تلك الاقاويل بل يؤكدها، وجاء على لسان رئيس الحزب احترامه لولاية الفقيه وتمسكه بما يؤمن به على صعيد الالتزام الديني وهذا أمر طبيعي ولا يدان الناس على قناعاتهم الفكرية والدينية، ولكن هل فاضل الحزب وقائده بين الانتماء لقومه وأمته العربية وقضيتها المركزية وبين الانتماء لمذهبة ومرجعية الولي الفقية فانحاز للثانية على حساب الاولى؟ حتى اليوم نجد حزب الله ملتزماً ومنضبطاً تجاه أمته والقضية الأم في ذات الوقت الذي لا يخفي انتمائه وقناعاته المذهبية التي لا تدخل ضمن برنامجه السياسي وهذا هو المهم. إن حديث جورج صبرا (الذي تولى قيادة المعارضة الخارجية بدلاً من معاذ الخطيب) قبل يومين عن تدخل حزب الله في معارك القصير واحالة هزائم المعارضة هناك لتدخل الحزب وقتاله بجانب الجيش السوري لم يأت من فراغ أو كردة فعل فقط على تقدم الجيش النظامي، بل يجيء في سياق كم هائل من الاتهامات الموجهة لحزب الله ونشر الاكاذيب حول دوره في المنطقة والهجوم المنسق على كل من يتخذ موقفاً عربياً صحيحاً من الأزمة السورية، موقف يضع وحدة سورية وعروبتها كأولوية مطلقة في مواجهة الهجوم الشامل والتآمر الامبريالي الرجعي عليها من جانب أعداء الأمس وعملائهم في المنطقة.ما يجري في لبنان كما نسمع ونرى يؤكد ما ذهبنا إليه من وجود أجندة شيطانية تديرها الولايات المتحدة وعملاؤها في المنطقة لشيطنة حزب الله تحديداً باعتباره الجهة العربية التي مثلت ولا تزال قيمة الكرامة والتحدي لغطرسة القوة والعدوان من جانب أمريكا والكيان الصهيوني ومخطط أسرلة المنطقة وأمركتها. إن الحديث عن تدخل عسكري لحزب الله في الأزمة السورية بدأ منذ اليوم الأول للقتال حين تحولت المعارضة السورية السلمية إلى العنف وكان واضحاً آنذاك أن الأمر يتعلق بمماحكات الواقع اللبناني ومساجلاته المعروفة يضاف إليها النظرة العامة لعلاقات قوى الممانعة والمقاومة ببعضها وأن الطبيعي هو وقوف الحزب إلى جانب القيادة السورية التي قدمت له كافة أشكال الدعم والصمود وهذا أمر يدل على الوفاء وفي صالح الحزب أخلاقياً، ومع هذا لم يكن لكل ما قيل عن تدخل الحزب عسكرياً ولا حتى ايران المستهدفة قبل حزب الله ظل من الحقيقة على الأرض وفي الواقع. الوقائع كما الوثائق لم تؤكد في أي يوم وحتى الآن ما يقال عن تدخل حزب الله بشكل رسمي أو بقرار سياسي في الأزمة السورية وحين شارك مقاتلون مؤيدون أوينتمون لحزب الله للدفاع عن أنفسهم في القرى السورية الواقعة على الحدود اللبنانية إنما كانوا يمارسون حقاً كفلته لهم كل القوانين والتشريعات الدولية وحقوق الانسان ولم ينكره حزب الله. المعركة الجارية اليوم أكبر من القصير ومن كافة المساجلات السطحية التي تحاول جر المعركة لمواجهة عربية عربية بدلاً من مواجهة المؤامرة الشاملة على المنطقة العربية بعد أن تأكد للجميع أن الربيع العربي بات في يد الغرب الرأسمالي الامبريالي المستعين بأدواته من الرجعيين العرب، وأن المخطط أشمل حتى من الحرب على سورية حيث يطال مستقبل الأمة العربية لسنوات طويلة قادمة.إن التوقف عن ممارسة النفاق والضحك على الناس هو أقصر طريق لخدمة الصمود العربي في مواجهة التدخل الخارجي لتدمير الوطن العربي وإعادة انتاج سايكس بيكو من جديد وبشكل أكثر ظلامية وإجراماً، ولا حجة لأي جهة أو شخص في القول بعد خراب مالطا "أنا لم أكن أعرف".Zead51@hotmail.com