خبر : 14 مايو/أيار 48 ...بقلم: رفيق أحمد علي

السبت 11 مايو 2013 08:13 م / بتوقيت القدس +2GMT
14 مايو/أيار 48 ...بقلم: رفيق أحمد علي



لا أظنّ أحداً ـ وبخاصة إن كان فلسطينياً ـ ينسى أنّ اليوم المذكور أعلاه وبتاريخه هو يوم إعلان قيام دولة لإسرائيل على أرض فلسطين؛ مما شكّل أكبر عملية سطو مسلّح واستلاب حق للغير وحرابة علنية في التاريخ! وذلك بتخطيط إسرائيلي يهودي صهيوني مسبق، بدءاً من رأس المخططين والمؤسسين (تيودور هرتزل) بسعيه لدى السلطان العثماني: عبد الحميد الثاني عام 1896 لمنحهم امتيازاً لإقامة مستوطن يهودي في فلسطين.. ثم بعقد المؤتمر الصهيوني الأول في (بازل) برئاسته 1897 ثم إصداره كتاب(الدولة اليهودية) التي يدعون سلطتنا الوطنية اليوم إلى الاعتراف بها كمهر مقدم لأية مفاوضات، والتي تعني أن لا حقَّ لغير اليهود في فلسطين! وليس انتهاءً بذيل أولئك المخططين:اليهودي الروسي(إمانويل فليكوفسكي ) بكتابه المُغرِض " عصور في فوضى" 1952 ترجمة دكتور رفعت السيد عام 1995 والمبني على التخرُّصات والأساطير وتزوير الدلالات واعتماد المزيّفات؛ بزعم إعادة بناء التاريخ القديم من جذوره! داعماً تخطيطاتهم ومنفذاً لها مؤامرة دولية حيكت على أثر انتصار الحلفاء الغربيين على الجبهة الألمانية التركية في الحرب العالمية الأولى(1914ـ1918) فحواها تجزيء العالم العربي إلى دويلات يخضع البعض منها للاستعمار الإنجليزي والفرنسي، أو يقوم على غيرها ملوك ورؤساء موالون لهذا الاستعمار؛ فيما عرف ب (اتفاقية سايكس بيكو ) ومنح اليهود وطناً قومياً لهم في فلسطين؛ حسب وعد بلفور وزير خارجية بريطانيا في الثاني من نوفمبر/تشرين ثان 1917م . هذا ولو قالوا: كانت لنا بها إقامة ودولة قبل ثلاثة آلاف عام هي دولة داود وسليمان (عليهما السلام) (1010 ـ935ق.م) ثم (يهودا والسامرة) من بعدهما.. لأُجيبوا بأنّ الكنعانيين والفلسطينيين وهم سكانها الأصليون كان لهم بها وجود وسلطان من قبلهم(2500 ق,م) وما كانوا هم إلا عابرين عليها قهرتهم وسبتهم الدول المستعمرة: فارسية ورومانية ويونانية، وهدمت وأحرقت هيكلهم المزعوم نهائياً حتى تفرقوا في البلاد الأخرى: شمالي الجزيرة العربية والحبشة ونجران، ولم يعد لهم أيّ كيانٍ ذي قيمة في فلسطين! حتى جاء الفتح الإسلامي(العربي) وحرر البلاد من الاستعمار الروماني(الصليبي) فأصبحت وقفاً إسلامياً عربياً لا حقَّ فيه لأقدمية وراثية: يهودية كانت أم كنعانية! والحق أنها تكون للصالح التقيّ من عباد الله المؤمنين كما قال الله تعالى وأخبر بني إسرائيل بذلك في الآية 128 من سورة الأعراف، وأكّده في الآية 105 من سورة الأنبياء بقوله تعالى:" ولقد كتبنا في الزّبور من بعد الذكر أنّ الأرض يرثها عبادي الصالحون" وسيعيدونها بذات الصلاح والتقوى والإيمان الذي كان عليه أسلافهم الفاتحون، وعسى أن يكون ذلك قريبا! ومن الجدير بالذكر هنا بل الأسف أنه في الوقت الذي يرفض السلطان العثماني منح مستوطن لليهود في فلسطين، كما ويرفض مساعدتهم في مثل ذلك أيضاً إمبراطور ألمانيا(غليوم الثاني) 1999م يجيء السلطان العربي(عبد العزيز آل سعود) وبعد ثلاثين عاماً ليكتب إلى بريطانيا في وثيقة سميت بوثيقة العار:"... لا مانع عندي من أن أعطي فلسطين للمساكين اليهود أو غيرهم وكما تراه بريطانيا التي لا أخرج عن رأيها..!" نوع من الغفلة أم الطيبة والشفقة أم الكرم العربي؛ لا أستطيع أن أحكم أو أقرر، لكن المقرر الواضح من خلال صياغة الوثيقة هو الموالاة العمياء لبريطانيا العظمى رأس الاستحماريين، وذلك على غرار ما طلبته من الشريف حسين بواسطة مندوبها السامي في مصر"هنري مكماهون" مقابل دعم استقلال العرب ودعم العرب للحلفاء في الجهود العسكرية ضد تركيا، وهو التزام الدولة العربية المرتقبة ب(طلب المشورة والنصيحة من بريطانيا العظمى فقط!" وإن نكثت بما وعدت بعد ذلك! فإلى متى نخدع بهم، إلى متى نصدّقهم؟ إلى متى نتبعهم إلى متى نواليهم؟