غزة / سما / قال رئيس الوزراء في حكومة غزة إسماعيل هنية إنّ جرحى غزة شقّوا خطوات على طريق التحرير وعودة كامل فلسطين، بعد أن عاشوا كرماء أعزاء رغم فقدهم أعضاءً من أجسادهم.وأكدّ هنية خلال افتتاح منتدى "مسك الجراح" في استراحة خاصة بالجرحى غرب غزة مساء الجمعة أنّ الجرحى ما يزالون يلبسون زي القتال رغم فقدهم أعضاءهم، "وهذا يدل على طبيعة العهد والبيعة مع الله في الصمود والجهاد".وأضاف "نقف اليوم أمام طبيعة جديدة من طبائع الرجال الذين يؤكدون أنّ الموت الحقيقي ليس موت البدن وإنما القلب، وهذا المكان يحكي قصة جيل يجاهد وشعب يريد أن يتحرر من الاحتلال، ويريد أن تكون له دولة على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس".وشدد على " أنّنا نباهي الأمة بشهدائنا وجرحانا وأسرانا الذين هم في مقدمة الصفوف، وعقدنا العزم على ألا يأتي وفد خارجي أو شخصية رسمية وغير رسمية إلا أن يكون لها لقاء مع أهالي الشهداء والأسرى ومع الجرحى، فأولئك عاشوا كرماء ولا بد أن يبقوا عزيزي الرأي".وأشار هنية إلى أنّ الله جعل مؤسس حركة حماس مقعداً على ذات الكرسي الذي يجلس عليه الجرحى، "ولكن هذا الشيخ حرّك جيلاً وأمة ونفث روحا جديدة في هذه الأمة، فجمع الله فيه الفضائل وخصال الخير"، في إشارة إلى الشهيد أحمد ياسين.وخاطب هنية الجرحى بالقول : " أنتم لكم مهابة في صدور أعدائكم، وما وصلتم لهذه المنزلة إلا لأنكم دافعتم عن كرامة أمتكم كما كان شيخكم الياسين قوي الإرادة والإيمان ونابض بالعلم ومجاهد سيخلده التاريخ وستذكره الأجيال تباعًا، وهكذا أنتم أيها الجرحى ستنيرون طريق التحرير والعودة وتغيظون عدوكم".ووعد بمساعدة الجرحى وإمداد الاستراحة الخاصة بهم بكل ما يلزمها، وقال : " قدمنا مساحة الأرض الخاصة بهذه الاستراحة ومكان آخر في محررة نتساريم لهم، وسنكون إلى جانب إخواننا ونوفر لهم كل ما يلزم لأن ذلك من واجبنا، وسنساعدهم بمبلغ من المال لأننا نعلم كم ديونهم وقروضهم".وأشاد رئيس الوزراء بجهود نائب القائد العام لكتائب القسام أحمد الجعبري في إنشاء الاستراحة الخاصة بالأسرى، مبينًا أنّه وقف دائمًا إلى جانب أهالي الشهداء والجرحى وترك أثرًا عظيمًا.زيارة القرضاويمن جانب آخر، قال هنية إنّ رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي والرئيس السوداني السابق ووفد من العلماء رأوا خلال زيارتهم لغزة غبطة وسعادة لدى زيارتهم، "ورأوا أطفال الأسرى كالرجال ينطقون بالحق والصبر ويوجهون رسائل الصمود لآبائهم خلف القضبان".وأكدّ هنية أنّ السودان شريك من موقعه في صناعة النصر مع الفلسطينيين، "وندرك أن القصف االاسرائيلي للخرطوم يأتي بسبب موقف السودان من المقاومة وحماس وغزة".من جانبه، أكدّ رئيس مجلس إدارة جمعية الأيدي الرحيمة الخيرية وائل فرج التي تُشرف على المنتدى أنّ الاستراحة علامة فارقة في مسيرة العطاء، "ونفوسنا تواقة وطموحنا كبير، ودعوات الجرحى أكبر حافز لنا لمواصلة دعمهم".وقال خلال كلمته "نمد جسور التعاون مع الخيرين في الداخل والخارج، وبدأ حلمنا يكبر حتى أضحى حقيقة لا خيالا".وأوضح الجريح جهاد حمدان أنّ الجرحى ما يزالوا يحملون السلاح رغم آلامهم، "وأضحت تلك الجراح أملاً يوقد عزائمنا، وذاكرتنا ما تزال ترسم صورة أوطاننا، وسنتكئ على أشلائنا ونجعل منها طريقا لقدسنا عبر جماجم العدو".