غزة سما أكد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي مساء الخميس أن صمود غزة أفشل مخططات وطموحات الكيان الإسرائيلي. وقال القرضاوي في كلمة له خلال مهرجان شعبي حاشد نظم في ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة " إن غزة لا تقبل الهوان أو الذل واستطاعت أن تقول لا وتتحمل ما يأتي عليها نتيجة ذلك". وقال "أرادت إسرائيل أن تركع هذا الشعب وما استطاعت، فهذا الشعب لا يركع إلا لله"، مشيراً إلى أن غزة أثبتت كلمتها و"عاد الصهيوني بخفي حنين وكانت مثلا للعرب والمسلمين". واضاف "استطاعت غزة بصمودها وشعبها المؤمن المجاهد الذي لا يقبل الذلة وقف تحديات إسرائيل وسقط الشهداء والجرحى والمباني، وكل هذا في سبيل إبقاء هذا البلد حيًا لا يقبل أن يحتله أحد". وأشار إلى أن غزة انتصرت وقدمت في سبيل ذلك شهدائها الأبرار وعلى رأسهم القادة الشيخ أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، ويحيى عياش، وأحمد الجعبري، وأعداد كبيرة. وأكد الشيخ القرضاوي أن الفصائل الفلسطينية قدمت أيضا الشهداء القادة كالرئيس الراحل ياسر عرفات، وخليل الوزير، وفتحي الشقاقي، وأبو علي مصطفى مؤكدا أن "هؤلاء الشهداء ليسوا كثيرين على فلسطين ولا على أرضها، فكلنا فداء من أجل فلسطين". كما أكد على أن اليهود لم يحكموا فلسطين على مر التاريخ، مضيفا "وإن حكموها يوما ما فلم يدم ذلك وهم دخلوا فلسطين وأهلها بها وخرجوا منها وأهلها العرب بها" مشيرا الى أن الفلسطينيين قدموا آلاف الأسرى الذين نفذوا بطولات، مستعرضا المعاناة التي يتعرض لها الأسرى. ودعا إلى تحرير هؤلاء الأسرى لكي يعودوا إلى أبنائهم وزوجاتهم وأمهاتهم وآبائهم. واكد على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم، مجددا على عدم جواز التنازل عن الوطن لأنه ليس حق للأفراد وإنما حق للأمة، والأوطان ملك للأمة حاضرها ومستقبلها. وأكد أن قضية فلسطين هي القضية الأولى للعرب والمسلمين، داعيا أبناء الأمة للاجتهاد حتى يعيدوا للفلسطينيين حقوقهم. وأشاد القرضاوي بالثورة المصرية، مؤكداً أن مصر "كلها" تؤيد فلسطين"، مشيرا إلى أنه " لولا الثورة ما استطاع زيارة غزة"، ولكسب تأييد جميع أحرار العالم ليكونوا معنا لمساندة القضية الفلسطينية. وحول المسجد الأقصى المبارك، أشار إلى المخاطر المحدقة بالمسجد، مؤكدا أنه ليس للفلسطينيين أو العرب وحدهم وإنما للأمة، مضيفا "من حق كل مسلم أن يصلي فيه". وجدد الشيخ القرضاوي دعوته لإنهاء الانقسام الفلسطيني، قائلا "لا يجوز ان نستسلم لهذه التفرقة، فلا بد من التجمع لكي ننتصر، وأن يلقي الفلسطينيون جميعًا حول قيادة واحدة". وقال " لا بد أن نعمل على المصالحة بين غزة والضفة"، مسائلا "لماذا لا يتصالح الأخوان الشقيقان، كل من يريدون النصر لهذا الشعب يريد أن يتصالح"، مشيرا إلى أن هناك فئات لا تريد المصالحة مضيفا " لا يجب أن يكون هؤلاء عقبة ضد تجمع هذا الشعب، ونريد الجميع أن يضع أيديهم بأيدي بعضهم البعض". واتهم الشيخ القرضاوي المسؤولين عن استمرار الانقسام "بالمتاجرين بالقضية، وليسوا مخلصين لها"، داعيا المخلصين للتوحد واللحمة.