دخلت الأزمة السورية، وكما كان متوقعاً في المنحنى الخطير، وهو منحنى الحرب الإقليمية، ضمن موازنات دولية معقدة وشديدة الخطورة.عملياً دخلت الأزمة السورية هذا المنحنى، ليل الأحد الفائت، عندما تم استهداف بعض القطع العسكرية في جبل قاسيون، ومحيط بلدة دمر، القريبة من دمشق، وهذه القطع، تعتبر من القطع الرئيسة في الحرس الجمهوري، وحماية المقر الرئاسي.أعلنت إسرائيل رسمياً، أنها هي من قامت بتلك الإغارات، وحددت بأن الهدف من ورائها، ضرب إمدادات حزب الله، بالصواريخ.ما جرى عملية سياسية ـ أمنية، بامتياز، والهدف من ورائها، إعادة ترتيب الحسابات من جديد، فيما يتعلق بمجريات الأزمة السورية.جاءت هذه العملية، الأميركية ـ الإسرائيلية، عَبر اعتبارات ومجريات عدة، أبرزها:• استخدام النظام السوري العنف الأقصى، ضد المعارضة المسلحة، ولم يتورع عن استخدام الأسلحة كافة، بما فيها غاز "السارين" السام، المحرّم دولياً، وتمكنه من تحقيق تقدم ملحوظ خاصة في مدينة دمشق وما حولها.• تهديدات حزب الله، للمعارضة السورية، والتبشير بفشلها، ذلك أن هناك قوى، لن تسمح بسقوط النظام السوري، والإقرار صراحة، بتدخل حزب الله في الأزمة السورية.• استقالة الأخضر الإبراهيمي، بعد وصوله إلى جدار لا يمكن اختراقه.• تصريحات الرئيس الأميركي، أوباما، بإمكانية التدخل في الأزمة السورية، ولكن ليس عن طريق البر، أو قوات المشاة.• تخوف الأردن المشروع، من تدفق المهاجرين السوريين إلى أراضيه.جاء التدخل الإسرائيلي المباشر في الأزمة السورية، ليجسد الإرادة الأميركية أولاً، وليرسل رسالة تحدٍ واضحة لحزب الله، والقول عملياً، إن تدخل هذا الحزب، أو الرد على الإغارات الإسرائيلية سيحمل في طياته رداً إسرائيلياً عنيفاً للغاية. كما أن تلك الإغارات الإسرائيلية تحمل رسالة أميركية لإيران، تقول، إن التفكير في التدخل عسكرياً لمصلحة النظام السوري، سيستدعي رداً إسرائيلياً مدعوما لوجستياً بالقوة الأميركية، وأخيراً، فإن تلك الإغارات ترسل رسالة واضحة للأسد، ولنظامه، بأن تماديه في استخدام العنف الأقصى ضد شعبه، سيستدعي رداً من "الناتو" على الطريقة الصربية.فتحت الإغارات الإسرائيلية، الباب على مصراعيه، لأطراف الأزمة السورية كافة، لإعادة الحسابات من جديد، وللتفكير بعمق ودقة، بالخيارات المتاحة أمام الأطراف كافة.المرحلة، مرحلة تحدٍ صارخ وخطير، والأيام القادمة حُبلى بمفاجآت لا يستهان بها، وعلى نتائجها، ستتحدد صورة سورية القادمة خاصة، والمنطقة عامة!.