على خلفية تحفظ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من بيان الجامعة العربية في موضوع حدود الدولة الفلسطينية، وصلت أمس وزيرة العدل تسيبي لفني ومبعوث رئيس الوزراء اسحق مولخو في زيارة عاجلة لعدة ساعات الى واشنطن، التقيا فيها بوزير الخارجية الامريكي جون كيري. كما التقت لفني أمس في نيويورك مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون. وسافرت لفني، المسؤولة عن المفاوضات نيابة عن الحكومة، مع مولخو الى واشنطن يوم الاربعاء ليلا بعد لقاء في الكنيست مع نتنياهو تم فيه تنسيق الرسائل التي ستنقلها الى كيري. وفي الاسبوع القادم ستصل لفني مرة اخرى الى العاصمة الامريكية كي تشارك في ندوة لمعهد واشنطن لشؤون الشرق الاوسط. ولم تتقرر للفني حتى الان لقاءات اخرى مع كيري، ولكن ينبغي الافتراض بان مثل هذه اللقاءات ستتم. في القدس وفي واشنطن على حد سواء لم تصدر سوى تفاصيل قليلة جدا عن مضمون لقاء أمس. فقد أشار موظف اسرائيلي كبير، تحدث دون ذكر اسمه، الى أن اللقاء مع كيري كان جيدا وموضوعيا وعني بطرق حث المفاوضات مع الفلسطينيين. وعلى حد قوله، فقد طرحت في اللقاء مسألة مبادرة السلام العربية والبيان الاخير لوفد الجامعة العربية بشأن حدود الدولة الفلسطينية. وقال: "لقد بحث الطرفان الامريكي والاسرائيلي في التأثير الذي قد يكون للمبادرة العربية على تسوية سياسية مع الفلسطينيين". وسعت لفني ومولخو لفهم موقف كيري من بيان ممثلي الجامعة العربية في بداية الاسبوع في واشنطن، وكيف يريد أن يتقدم في الاسابيع القريبة القادمة في كل ما يتعلق باستئناف الاتصالات بين اسرائيل والفلسطينيين. وعرض مولخو في اللقاء تحفظات نتنياهو على بيان الجامعة العربية. وكان كيري التقى يوم الاثنين في واشنطن بوفد الجامعة العربية. وفي ختام اللقاء أعلن باسم الوفد رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بان الجامعة العربية مستعدة لقبول تعديلات حدودية طفيفة على خطوط 67 وذلك من خلال تبادل للاراضي بالحد الادنى وعلى نحو متماثل من حيث الحجم بين اسرائيل والفلسطينيين. وأفادت هآرتس أمس بان نتنياهو ومستشاريه المقربين يخشون من أن يتبنى كيري موقف ممثلي الجامعة العربية من حدود الدولة الفلسطينية ومبدأ تبادل الاراضي. ويعتقد نتنياهو ومستشاروه بان بيان الجامعة العربية قد يمس بالموقف الاسرائيلي في كل مفاوضات مستقبلية مع الفلسطينيين. ويسود في القدس عدم يقين تجاه موقف وزير الخارجية كيري من بيان الجامعة العربية وكذا من خطته لدفع المسيرة السلمية الى الامام. وحقيقة أن وزير الخارجية الامريكي وقف الى جانب رئيس الوزراء القطري حين تلا الاخير البيان، شددت الشك تجاه كيري في مكتب رئيس الوزراء. ويخشى مستشارو نتنياهو من أن المؤتمر الصحفي لكيري مع ممثلي الجامعة العربية قد يدل على تراجع في الموقف الامريكي في موضوع حدود الدولة الفلسطينية وتبادل الاراضي، باتجاه الموقف العربي من تعديلات حدودية طفيفة فقط وتبادل للاراضي متماثلة في حجمها وبالحد الادنى. وكان الفلسطينيون أعربوا في السنوات الماضية عن استعدادهم لتبادل للاراضي بمدى 1.9 في المائة من الضفة الغربية. وأعرب رئيس الوزراء السابق ووزيرة الخارجية السابقة لفني عن الاستعداد لتبادل للاراضي بمدى 6 – 10 في المائة من الضفة الغربية. اما موقف الادارة الامريكية والذي وجد تعبيره في خطاب الرئيس اوباما في وزارة الخارجية في ايار 2011 فهو أن حدود الدولة الفلسطينية يجب أن تقوم على اساس خطوط 1967 مع تبادل للاراضي دون التطرق الى حجمها أو النسبة بين الاراضي المتبادلة. بعد بضعة ايام من الخطاب أوضح الرئيس اوباما بان حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية يجب أن تأخذ بالحسبان التغييرات على الارض منذ 1967، اي الكتل الاستيطانية الكبرى.