"تتذكر من آن لآخر أنها مقسمة"، كتب حاييم غوري في "معسكر الشباب الطلائعيين" في تموز 1962 عن القدس المقسمة. "ليس ذلك دائما. فأنت بعيد، وأنت مشغول وفي ذات يوم تقف أمامها كمن يحاول ان يراها من جديد. وتسير وتسير وتقف، أمامك درج. وصفيح صديء وسلك عمره 15 سنة. قِف. لمصلحتك. لأنك اذا استمررت في السير فستعتبر في أحسن الحالات مجنونا وفي اسوأها – مرميا بالرصاص. فهنا يطلقون النار. إن كل شيء ملقى كأنه في سِنة في الهاجرة... جمدت الاشياء في 1948 – 1949 ولم يحدث تبدل منذ ذلك الحين... هنا نهاية كل طريق. ونهاية كل حديث...". في تشرين الثاني 1948 صب ضابطان اسرائيلي واردني مضامين أقل صورية وأقل شِعرية في واقع مدينة مقسمة، أكثر الشاعر غوري من توثيقها ووصفها. إنحنى الاثنان وهما موشيه ديان وعبد الله التل معا فوق خريطة مغبرة نشرت فوق بلاط بيت مهجور في المنطقة المشاع من حي المصرارة في القدس. وخط كل واحد منهما مواقع جيشه على الخريطة. استعمل ديان قلم رصاص أحمر واستعمل التل قلما أخضر. وفعلا ذلك في سرعة وبغير انتباه كبير، بأقلام رصاص شمعية لينة. وكان سمك خطوط الشمع التي خُطت على الخريطة ملليمترين أو ثلاثة لكن كان "سمك" الخط في الواقع من 40 الى 60 مترا – أي شوارع كاملة. وشق الخط بيوتا سكنية وشققا لكن ديان والتل لم يلقيا لذلك بالاً. وبعد ذلك ازداد سمكه لأن الشمع "عرق". تبين لعوزي نركيس، قائد منطقة الوسط قُبيل حرب الايام الستة، بما أدهشه أن المنطقة المشاع بين الخطين الاحمر والاخضر اتسعت طول الوقت. لم يخطر ببال التل وديان على كل حال في تلك اللحظات في البيت المهجور في المصرارة، أن التقسيم سيثبت أكثر من شهور معدودة، فقد آمن التل بأنه سيدخل قريبا القدس العبرية في مقدمة جنوده فاتحا راكبا حصانه الابيض. وأمل ديان في مقابل ذلك ان يفضي اتفاق وقف اطلاق النار الى معاهدة سلام ورسم حدود جديدة. لكن المدينة بقيت مقسمة 19 سنة (1948 – 1967)، وأفضت الخريطة التي رسمها الاثنان الى واقع مركب هاذٍ احيانا الى ان سقطت الأسوار في حزيران 1967. مرت 46 سنة منذ ذلك الحين وأخذت مشاهد المدينة المقسمة تنطمس وإن قليلين بيننا فقط يذكرون كيف كانت تبدو القدس المقسمة. إن أكثر سكان القدس اليوم من اليهود والعرب معا – 80 في المائة بحسب السجل الاحصائي السنوي للقدس – ولدوا في واقع مدينة واحدة ولا يعرفون واقعا مدنيا آخر.سمّى اسرائيليون كثيرون القدس آنذاك "مدينة طرف" وهي مدينة في هامش دولة جديدة، وفي نهاية دهليز، بلا مخرج، على حد منطقة معادية لدولة معادية. ويذكر البروفيسور عمرام غونين من قسم الجغرافيا في الجامعة العبرية في القدس في واحدة من مقالاته ان "القدس الاسرائيلية والقدس الاردنية ايضا حُشرتا معا في زاوية وبقيتا متنحيتين جانبا في حداد وحزن، حينما كانت شقيقتاهما الكبيرتان – تل ابيب في الغرب وعمان في الشرق – تنطلقان قدما وتتطوران". إن القدس العبرية، قد نزفت آنذاك، "نزفت ناسا ونزفت اعمالا" كما شخصها غونين بعد ذلك.وفي الحياة اليومية كان لذلك عدة تعبيرات اطفأت كل توهج لحياة اقتصادية في القدس المقسمة. فلم يُظهر السياح اهتماما بالقدس الاسرائيلية التي أثارت مللهم. ولم يكن عندها ما تعرضه على الزائرين، وهبطت حركة السياح اليها بنسب ملحوظة. وبقيت مراكز الاهتمام – الاماكن المقدسة للمسلمين والمسيحيين واليهود في البلدة القديمة وفي حوض المدينة القديمة – وراء الحدود. وحينما كان يأتي جموع الى المدينة كان ذلك لمشاهدة المسيرة العسكرية أو للمشاركة في مراسم دفن رفات هرتسل. لكن السياح مكثوا آنذاك في المدينة ساعات معدودة ولم يخلفوا فيها شيئا تقريبا.وأصبح النشاط الحكومي ايضا هامشيا، فلم تدفع القيادة الى القدس سوى ضريبة كلامية فقط، فقد كانت مكاتبها تقع في القدس صوريا وكذلك مكاتب الوكالة اليهودية والكنيست، لكن أكثر النشاط تم في تل ابيب. وأصبح الانتقال الاسبوعي للموظفين ووزراء الحكومة في كل يوم خميس من القدس الى الساحل موضوعا للفكاهات المُرة. كانت التجارة والاموال أحد المجالات التي عانت أكثر من كل مجال بسبب انقسام المدينة. ويذكر دوف غنحوفسكي الذي بحث في اقتصاد المدينة المقسمة أن "القدس الانتدابية كانت مركزا تجاريا ومصرفيا لا لمحيطها فقط، لكن القدس المقسمة لم تكد تخدم نفسها في هذين المجالين". وانخفض نصيب القدس ايضا من العمل الصناعي طول الوقت واستعملت المصانع الكبيرة في المدينة مثل "أمكور" أو "فريدمان" أو "أحذية القدس" – استعمل كل واحد منها نحوا من 100 عامل. وفي مقابل ذلك كانت القدس قوية في فروع الخدمات وأصبحت الحكومة أكبر مُشغل في المدينة. تم تحطيم 40 ألف شاهد قبر مرت القدس التي يوجد في قلبها سور بصدمة سكانية ايضا. فقد أفضى تقسيم 1948 على أثره الى مغادرة السكان اليهود جموعا. إن نحوا من ربع سكان القدس اليهود غادروها وانخفض عددهم من 100 ألف الى نحو من 75 ألف نسمة، وحدث بعد ذلك انتعاش وكان ذلك في الأساس بفضل أمواج الهجرة لكنها أنتجت أحياء فقر كثيرة وأحياءً انتقالية ايضا في القدس. وكان معدل زيادة سكان القدس في سنوات التقسيم منخفضا اذا قيس بزيادة عدد السكان في اسرائيل، وانخفضت مكانة المدينة بحسب ذلك. ففي حين كانت نسبة السكان اليهود في القدس في 1948 نحوا من 12 في المائة من عدد سكان الاستيطان العبري كله، انخفضت النسبة قُبيل حرب الايام الستة وبلغت 8.2 في المائة من عدد السكان اليهود العام. كانت الاماكن المقدسة لليهود تقع وراء "الستار" وكذلك مناظر القدس التاناخية القديمة – جبل الهيكل وحائط المبكى وصهيون والقدرون ويد أفشالوم وقبر زكريا و"الصدّيق شمعون". وقد كتبوا في الجانب الاسرائيلي عن هذه المناظر وألفوا القصائد فيها وتسلقوا الى جبل صهيون والى سقف "هيكل سليمان" والى نقاط مراقبة اخرى في المدينة للنظر اليها والاشتياق اليها من بعيد. وفي أمسيات أول شهر ايلول (العبري) وفي الذكرى السنوية لوفاة أعزائهم الذين دُفنوا على جبل الزيتون كانت تجربة الانفصال تطفو من جديد. لم يحترم الاردنيون المادة الثامنة من اتفاق وقف اطلاق النار الذي وقع عليه معهم ولم يُمكّنوا كما وعدوا من زيارة اليهود لاماكنهم المقدسة وراء السور وهي الحائط الغربي أو قبر رحيل أو المقبرة في جبل الزيتون. وقد أُسكن في الحي اليهودي الذي فجر الاردنيون أكثر الكنس التي كانت فيه، لاجئون هربوا من أحياء القدس الغربية ونُقلوا بعد ذلك الى مخيم اللاجئين عناتا. وتم تدنيس جبل الزيتون فقد عبّد الاردنيون شوارع فيه وأخذوا حجارة شواهد القبور وبنوا منها بيوتا ومراحيض عامة وجدران وأدراج وغير ذلك، وتم تحطيم 40 ألف شاهد قبر أو أُضر بها أو اقتُلعت في 19 سنة كان فيها جبل الزيتون وراء الحدود. وكانت صدمة اللقاء مع أهم مقبرة لليهود بعد حرب الايام الستة كبيرة. علّقت غسيلا وأُطلقت عليها النار كانت القدس الى 1967 مقسمة بأسلاك شائكة. وعلى طول الـ 7 كم لـ "الخط المدني"، كما سُمي خط الحواجز والتحصينات، بين الاردن واسرائيل، ضويق السكان سنين كثيرة بأعمال القنص وحوادث اطلاق النار. وعلى عرض أطراف شارعي ماميلا ويافا وفي اماكن اخرى على طول الخط بُنيت حيطان اسمنتية. ودُفنت ألغام في الاراضي المشاع، وامتدت عشرات المواقع الاسرائيلية والاردنية على طول الخط. إن مهندسي مبنى الكنيست الذين أرادوا أن يحددوا واجهته نحو الجنوب التي يمكن الاطلال منها على جنوب المدينة وعلى جبال يهودا قد اضطروا بأمر من الجهات الامنية الى تحديد واجهتها نحو الشمال خشية نار القناصة الاردنيين. وفي قصر هنتسيف كان يقع مقر مراقبي الامم المتحدة. وبقي في جبل المشارف جيب اسرائيلي مقطوع في واقع الامر عن القدس العبرية. ووزعت الجامعة العبرية على الجبل مبانيها والعاملين فيها في مبان غربي المدينة وأُخليت في واقع الامر. وكف مستشفى هداسا فوق الجبل عن العمل ايضا. ويعلم قليلون اليوم أن "جيب جبل المشارف" قد اشتمل ايضا على القرية العربية العيسوية التي كانت خالية تقريبا من سكانها وعلى مستشفى "اوغوستا فيكتوريا". كانت لاتفاق نزع السلاح قواعد صارمة، لكن السلوك على الارض شكل الواقع في الجبل. فقد تم ذات مرة تعويق برميل خفي اشتمل كما يبدو على سلاح اسرائيلي، عند مراقبي الامم المتحدة الى ان أُعيد الى اسرائيل بعد نقاش وكلام عاصفين دون ان يُفتح. وفي كل اسبوعين كانت قافلة اسرائيلية تخرج من معبر مندل باوم، وهو المعبر الحدودي الوحيد بين اسرائيل والاردن (الذي خدم دبلوماسيين ورهبانا ايضا)، كي تحل محل جزء من القوة العاملة على الجبل. ووقعت من آن لآخر حوادث اطلاق نار على طول الحدود في المدينة كان أشدها قد سُجل في منتصف خمسينيات القرن الماضي حينما أطلق جندي اردني النار من مار الياس على دورية من علماء الآثار في شرفة المرقب المحلي في رمات رحيل وقتل اربعة اسرائيليين وجرح آخرين. وأُطلقت النار ذات مرة على امرأة علّقت غسيلها على سطح بيتها، وفي مرة اخرى قطع لغم رجلي راهب أراد ان يأتي بولد مريض ليعالج في اسرائيل. عمل فوق وادي جهنم قطار هوائي سري كان في ساعات النهار يقف ساكنا فوق ارض الوادي وفي ساعات الليل ينتقل بين فندق هار تسيون في الغرب وهار تسيون في الشرق. وكانت الصلة "العادية" بين جزئي الجبل التي احتفظت بها اسرائيل عن طريق المنحدر في وادي جهنم ونفق ضيق، تعتبر خطيرة. وقدّم القطار الهوائي حلا مريحا لنقل معدات عسكرية ومدنية. بعد خمس سنين من حرب التحرير أُقيم في مبنى سانت جون (مبنى فندق هار تسيون) المدرسة الدينية "نتيف مئير"، لكن قربها من الحدود واطلاق الفيلق الاردني النار على الدوام على المبنى أفضى – بضغط من الآباء – الى نقل المدرسة الدينية بعد ذلك بسنة الى شارع "هبسغه" (القمة) في بيت غان. "عملية كرة قدم" كان يوجد واقع فريد من نوعه ايضا في قرية بيت صفافا، كانت قرية مقسمة في تلك السنوات. فقد مر الخط بين البيوت، وفي داخل البيوت، وقسم بين عائلات وفصل الاصدقاء بعضهم عن بعض. وفي بيت صفافا الاسرائيلية تحدثوا العبرية ايضا أما في الاردنية فتحدثوا العربية في الأساس. وبين آن وآخر كانت تطير قطع ورق واشياء اخرى من فوق الجدار. بل إن أعراسا كان يدعى اليها أقرباء عن جانبي الجدار تمت قربه، وتمت أحاديث بصوت مرتفع وصياح احيانا عن جانبيه، وهكذا سُجلت، الى جانب اللحظات الخطيرة والضحايا التي جباها الخط الحدودي غير قليل من اللحظات المسلية ايضا. كان اولاد مدرسة من الجانب الاردني يلعبون كرة قدم قرب السور، وكانت الكرة تتدحرج من آن لآخر الى الجانب الاسرائيلي. وقُبيل عيد الميلاد في كانون الاول 1965 طُلب الى اسرائيل ان تُمكّن الجنود الاردنيين من جمع الكرات. وأُرسل ثلاثة ضباط – اردني واسرائيلي وضابط من الامم المتحدة – لتأدية المهمة وجمعوا نحوا من ثلاثين كرة وأعادوها الى الاولاد. ووقعت حادثة أشهر حول أسنان صناعية، فقد فتحت تيريزا، وهي راهبة عجوز في مستشفى سان لوي من الجانب الاسرائيلي للجدار، نافذة غرفتها الشرقية، وسعلت الراهبة سعالا قصيرا فوقعت أسنانها الصناعية من فمها الى المنطقة المشاع مباشرة. وتوجه أب الدير الى اسرائيل، واجتمعت لجنة وقف اطلاق النار التابعة للامم المتحدة، وخرجت الى الميدان مرة اخرى خلية بحث اشتملت على مندوب من الامم المتحدة وآخر اردني وثالث اسرائيلي اجتازوا الاسلاك الشائكة، وقلبوا كل حجر وحسكة ووجدوا الشيء الضائع آخر الامر. وقد خلّد دافيد روبنغر الذي كان آنذاك مصورا يعمل في مجلة "لايف" الراهبة تيريزا وهي تمسك بيديها أسنانها الضائعة، لكن أقوياء النظر لاحظوا أنه يوجد في فم الراهبة المبتسمة أسنان خاصة بها تظهر في الصورة على نحو مشرق. وتبين أن تيريزا الحقيقية رفضت أن تلتقط لها صورة، وتحدث روبنغر بعد ذلك أنه أدت دولها راهبة اخرى. وفي واقعة اخرى خصص الاسرائيليون والاردنيون والامم المتحدة 18 ساعة تباحث في مبنى مرحاض أقامته عائلة على خط التماس في أبو طور، واشتكى الاردنيون أن المبنى أُقيم في المنطقة المشاع، وتلقت اسرائيل تنديدا بها لكن المرحاض بقي على حاله. وفي "الخط السميك" قامت ايضا حاويات قمامة وحاويات غاز ومُدت خطوط هاتف. وحينما كان عمال النظافة أو عمال شركة الغاز يأتون لافراغ الحاويات أو تبديلها كان الاردنيون يشتكون ويهددون باطلاق النار. وأُطلقت النار ايضا أكثر من مرة لكن المدينة عاشت حياتها. وعلى مبعدة بضعة شوارع عن خط التماس مضى الاولاد الى المدارس والناس الى عملهم وامتلأت دور السينما والمقاهي بالناس ايضا. "أرض بلا سماء" تم توثيق القدس المقسمة بكتب وابحاث لعوزي نركيس وميرون بنفنستي وعوزي بنزيمان والدكتور اسرائيل كمحي الباحث في معهد القدس لابحاث اسرائيل، والعاملين في يد بن تسفي. وكتب عنها ايضا أدباء وشعراء من أبناء ذلك العصر. فقد كتب أوري تسفي غرينبرغ مثلا عن القدس الجريحة ووصفها في مجلة "سُلم" بأنها "ارض بلا سماء، وعصفور بلا جناح، وجسم بلا يد..."، وخصص اسحق شيلو احدى قصائده لمريض نفسي هرب من المؤسسة التي عولج فيها الى البلدة القديمة وأطلق الاردنيون النار عليه. وقال شيلو انه ليس "المجنون" الذي أُطلقت عليه النار هو الذي فقد عقله بل نحن جميعا لأننا لا نخترق السور مثله لنتصل بالمناظر ومقدسات اسرائيل وراءه. ويتحدث الباحث في الأدب افنر هولتسمان في بحثه "قريب ومُحرم علينا"، عن ان رئيس الوزراء في تلك الايام موشيه شريت الذي استمع ذات مرة لشيلو في أمسية أدبية في القدس، كتب في يومياته ان أشعار شيلو "رائعة من الناحية الشعرية لكنها خبيثة وتسمم نفس القاريء الشاب من ناحية سياسية". وقد وصف عاموس عوز الذي استمر في كتابته المقدسية الى ايامنا بعد حرب الايام الستة فورا ايام القدس المقسمة باعتبارها "مدينة اجنبية" و"مؤصدة" و"شتائية"، ووصف سكانها بأنهم "شعب صموت، وشاعر بالمرارة وكأنه يكظم دائما خوفا داخليا، ووجدت شوارع مقسمة أصبحت أزقة مسدودة". وكتب عوز ايضا في "حديث المحاربين"، وهي مجموعة قصص له: "متاريس من اسمنت وأسلاك صدئة، إنها مدينة كلها أطراف... وهي مدينة محاطة بأصوات أجراس اجنبية في الليل، وروائح اجانب ومناظر متنكرة. أحاط سوار من القرى المعادية بالمدينة من ثلاث جهات: شعفاط ووادي الجوز، والعيسوية، وسلوان، والعيزرية، وصور باهر، وبيت صفافا... الآن". وبعد وقت قصير من توحيد المدينة كتب عوز "أصبحت المدينة الآن مختلفة، فقد أصبحت زوايا نائية عند أطرافها مركزا صارخا. وعبدت جرافات طرقا جديدة بين الأنقاض التي شبهتها بأنقاض عالم... وغمر كل شيء مشرقها... وكان مد في القدس".