خبر : مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي: لا توجد أدلة قاطعة بأن الأسد استخدم الأسلحة الكيميائية

السبت 04 مايو 2013 12:37 ص / بتوقيت القدس +2GMT
مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي: لا توجد أدلة قاطعة بأن الأسد استخدم الأسلحة الكيميائية



القدس المحتلة سما ما زالت قضية الأسلحة الكيميائية السورية تتصدر الأجندة السياسية والأمنية والعسكرية في الدولة العبرية، علاوة على قيام مراكز الأبحاث الإستراتيجية الإسرائيلية على مختلف مشاربها بنشر أبحاث ودراسات عن القضية وتداعياتها وخطورتها وأبعادها على الدولة العبرية بشكلٍ خاصٍ، وعلى المنطقة بشكل عام.وفي هذا السياق، نقلت صحيفة ‘معاريف’ العبرية عن محفل في تل أبيب، وصفته بأنه رفيع المستوى، قوله إنه لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أدلة قاطعة تثبت بأن النظام السوري، بقيادة الرئيس د. بشار الأسد، استعمل الأسلحة الكيميائية ضد المعارضة المسلحة، على حد تعبيره.وزاد المصدر عينه قائلاً إن هناك مادة استخباراتية أولية من العيار الثقيل بشأن استخدام الجيش العربي السوري السلاح الكيميائي، وهي معروفة لكثير من الأجهزة الاستخباراتية في العالم. علاوة على ذلك، تطرق المسؤول الإسرائيلي إلى مستقبل ما أسماه بالحرب الأهلية الدائرة في سورية، مشددًا على أنه من المتوقع أنْ تستمر أعواما، لافتا إلى أن كل من يعول على أن تنتهي بسرعة فهو على خطأ، على حد قوله.وفي معرض رده على سؤال نفى المسؤول عينه التقارير الإعلامية التي قالت إن إسرائيل هاجمت مقر هيئة أركان السلاح الكيميائي في دمشق، مؤكداً أن إسرائيل غير معنية على الإطلاق بأن تحلق طائراتها في أجواء دمشق، وأن المعارضة المسلحة تبذل جهودًا كبيرة من أجل جر أطراف أُخرى إلى هذه الحرب. بالإضافة إلى ذلك، أكد المسؤول، بحسب ‘معاريف’ العبرية على أن إحدى المخاطر المركزية بالنسبة لدولة الاحتلال تكمن في احتمال انتقال السلاح الكيميائي الموجود في حيازة سورية إلى يد حزب الله في لبنان، وإمكان انتقاله أيضاً إلى تنظيمات أخرى وصفها بالإرهابية، تحاول الوصول إلى منطقة الحدود في هضبة الجولان العربية السورية المحتلة، لافتا إلى أن احتمال استيلاء هذه المنظمات على سلاح كيميائي أو تقليدي لم يكن في حيازتها قط، سينعكس بصورة سلبية على الدولة العبرية، على حد وصفه. وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن تصريحات المسؤول الإسرائيلي المذكور جاءت بعد أسبوع على تأكيد رئيس شعبة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية (أمان) الضابط العميد إيتاي برون، في سياق كلمة ألقاها أمام المؤتمر السنوي لمركز أبحاث الأمن القومي، التابع لجامعة تل أبيب، بأن نظام الرئيس السوري الأسد استخدم ضد المعارضة المسلحة سلاحاً كيميائياً يرجح أن يكون غاز السارين.وأشار برون إلى أنه وفقاً للمعلومات التي في حيازة الاستخبارات العسكرية، فإن النظام الحاكم استعمل المواد الكيميائية الفتاكة ضد المعارضة في عدة حالات، وعلى ما يبدو فإن الحديث يدور على غاز السارين، وشدد على أن احتمال انتقال مواد كهذه إلى جهات متطرفة يثير قلقاً شديداً لدى صناع القرار في تل أبيب. وأضاف برون أن استخدام السلاح الكيميائي تم في 19 آذار (مارس) الفائت، وجرى في أحداث أُخرى استخدام مواد كيميائية غير فتاكة، وكان هناك مؤشرات إلى ذلك، مثل خروج زبد من الفم وتضاؤل بؤبؤ العين، تدل على استخدام مواد قتالية كيميائية. وشدد على أن النظام السوري يستخدم السلاح الكيميائي، لكن العالم يميل إلى عدم التدخل ويستعمل وسائل متشددة في البحث عن إثباتات، الأمر الذي من شأنه أن يشجع هذا النظام على الاستمرار في استخدامه.على صلة بما سلف، قالت دراسة جديدة صادرة عن مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي إن سورية تمتلك مخزونًا كبيرًا من الأسلحة الكيميائية وفي مقدمتها غار (السارين) الذي يُعتبر فتاكًا جدًا، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن التقارير أكدت استعمال النظام السوري السلاح الكيميائي، فإن الأمور لم تؤكد من خلال فحص في المختبرات الخاصة، خاصة وأن هذا الغاز السام يؤدي إلى الموت الفوري، وشددت الدراسة على أن الشهادات التي تم جمعها من مكان إصابة المواطنين بالغاز لا توجد دلائل ومؤشرات تدُل على أن النظام السوري استخدم هذا السلاح الفتاك، علاوة على ذلك، قالت الدراسة إنه من غير المستبعد أنْ يكون قد تم استعمال مواد سامة أخرى تقليدية مثل الكلور الصناعي. كما أن الصور التي التقطت في المستشفيات السورية للمواطنين الذين زعموا أنهم تعرضوا للسلاح الكيميائي لا تقطع الشك باليقين بأنه تم استخدام غاز السارين ضدهم من قبل نظام الأسد. كما لاحظت الدراسة أن الفرق الطبية التي عالجت المصابين لم تكن مزودة بكمامات واقية من المواد السامة، بل كانوا يلبسون الكمامات العادية. كما أكدت الدراسة على أن الصور التي تم بثها عبر شاشات التلفزيون للمصابين لا تؤكد بشكل قاطع على أنهم تعرضوا لغاز السارين القاتل. كما ان الدراسة ساقت قائلةً إن المصابين لا تبدو عليهم الأعراض التي تلاءم الإصابة بغاز السارين، على حد تعبيرها.أما في ما يتعلق بتصريحات الضابط برون حول وجود أدلة قاطعة بأيدي إسرائيل حول استعمال الأسد لهذه المواد السامة، فقالت الدراسة إنه ما الهدف من قيام نظام د. بشار الأسد، من استخدام هذه الغازات السامة في هجوم على نقطة صغيرة جدًا في حلب، ذلك أن الهجوم الذي شنه الجيش العربي السوري، أضافت الدراسة، لم يحمل في طياته أبعادًا عملياتية.وتطرقت الدراسة أيضًا إلى احتمالات الرد من قبل الغرب على استخدام سورية لهذه الغازات، مؤكدة على أنه لا مفر من أجل تدمير مخازن الأسلحة الكيميائية إلا عن طريق دخول قوات برية، وهو الأمر الذي ترفضه الولايات المتحدة الأمريكية، على حد تعبيرها. وخلصت الدراسة إلى القول إنه إذا أراد المجتمع الدولي تدمير مخازن الأسلحة الكيميائية والبيولوجية السورية، فيتحتم عليه إعداد خطط كبيرة وحديثة ومتطورة للتخلص من هذا الخطر، وإذا لم يُقدم على فعل ذلك، فإن ترسانة الأسلحة السورية غير التقليدية ستبقى تُشكل خطرًا على دول المنطقة، بما فيها الدولة العبرية.