غزة ـمن اشرف الهور: كشف مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ‘الأونروا’ في قطاع غزة روبرت تيرنر، عن تشييد المنظمة الدولية لـ ‘غرفة آمنة’ في مقرها العام بمدينة غزة، لتكون ملجأ للعاملين وقت ‘الخطر الشديد’، قاصدا بذلك اندلاع حرب أو هجمات عنيفة، وقال انه لا يوجد مخططات لتقليص عمل ‘الأونروا’ في القطاع، وأن هناك اتصالات لحل قضايا اللاجئين الفلسطينيين الذين فروا من سورية لمصر.وقال تيرنر في لقائه الشهري الذي يعقده مع عدد من الصحافيين في غزة وبينهم مراسل ‘القدس العربي’ ان العمل يجري الآن لتشييد ‘مكان آمن’، ويوجد في الطابق الأرضي أسفل مكتبه الذي يتوسط مقر ‘الأونروا’ بمدينة غزة، لافتا إلى أن الغرض من بنائه هو توفير مكان يصلح للعمل في وقت الخطر، وكان يقصد اندلاع حرب جديدة في غزة، حيث عرض تيرنر وهو يتحدث عن المكان الآمن، شظية لصاروخ إسرائيلي، تطايرت لمقر ‘الأونروا’ من مكان القصف القريب.وأكد أن تشييد هذا المكان لا علاقة له بالمظاهرات التي يقتحم منظموها بين الحين والآخر مقرات ‘الأونروا’.وخلال الحربين الأخيرتين على غزة تضررت بعض مرافق الوكالة الدولية، وفي حرب ‘الرصاص المصبوب’ دمرت قذيفة مخزن كبير للأغذية يقع داخل أسوار مباني ‘الأونروا’.وتحدث تيرنر عن نشطات لامنهجية تنفذها ‘الأونروا’ لأطفال اللاجئين، مشيرا إلى رحلة يقوم بها الأطفال الآن للولايات المتحدة، لزيارة مقر المنظمة الدولية، نافيا أن يكون ضمن برنامج الرحلة زيارة لمتحف ‘الهولوكوست’ هناك.وأكد أيضا أن ‘الأونروا’ أنهت كل استعداداتها لإقامة ‘أسابيع المرح’ الموجهة للأطفال في عطلة الصيف، لكنه قال ان حجم الدعم المقدم لها هذا العام أقل بكثير من الأعوام الماضية، لافتا إلى أنها ستوفر آلاف فرص العمل المؤقت للشباب العاطلين عن العمل. إلى ذلك، أشار المسؤول الدولي إلى شروع ‘الأونروا’ وللمرة الأولى بتوزيع مبالغ مالية على مواطنين من قطاع غزة تضررت منازلهم خلال الحرب الأخيرة، بغرض بنائها، بعد الحصول على التمويل.وعن سبب التوجه لإعطاء المواطنين المبالغ المطلوبة للبناء، بدلا من تنفيذها من قبل مقاولين بإشراف ‘الأونروا’ كما جرت العادة، قال ان هذا الأمر يتطلب الحصول على موافقة إسرائيلية، لإدخال مواد البناء، وهو أمر يمكن أن يطول.وسئل السيد تيرنر عن مستقبل الخدمات المقدمة للاجئين، في ظل ما يتردد من أنباء عن نية ‘الأونروا ‘ تقليصها، خاصة بعد أن أوقفت مخصصات مالية كانت تدفع للأسر الفقيرة، قال ‘ظروف اللاجئين صعبة، وأي شيء نعمله لن يكون كفاية، لكننا نقوم بعمل ما نستطيع القيام به’، مشيرا إلى أن كل أعمال ‘الأونروا’ في هذا الوقت ينظر إليها بـ’عين ناقدة’.وتحدث عن قضية نقل موظفي أمن في المقر الرئيس بغزة، وقال ان إجراءات نقلهم كانت إدارية فقط، بحيث نقلت إدارتهم من عمان إلى غزة، لافتا إلى أنهم بقيوا في مكان عملهم دون تغيير سوى في إدارتهم، لكنه قال ان هذا التغيير ينظر له على أنه ‘جزء من المؤامرة والتقليصات’.ونفى في ذات الوقت أن يكون هناك ‘مؤامرة’ من المنظمة الدولية بخصوص قطع المساعدات عن اللاجئين، أو تقليص الخدمات لإنهاء مهامها في المستقبل، وأضاف ‘الأونروا ستبقى طالما بقيت مشكلة اللاجئين، وستنتهي حينما تحل هذه القضية بحل عادل’.وتحدث عن خطط ‘الأونروا’ المستقبلية، وقال لدينا إستراتيجية تقوم على أساس أن بدأ أي برنامج، يجب أن يسبقه بحث مفصل عن مدى ديمومته في المستقبل.وبخصوص اللاجئين الذين فروا من سورية إلى مصر، أوضح أنه لا يوجد في القاهرة مكان لعمليات ‘الأونروا’، وأن ما هو موجود مكتب تمثيلي، وتابع ‘هناك اتفاق مع المفوضية العليا اللاجئين على تقديم الخدمات لأي لاجئ يتواجد خارج أماكن عملياتنا الخمس′.وأضاف ‘تحدثنا معهم ‘المفوضية’، ومع حكومة مصر لتقديم الدعم لهم قدر الإمكان’.ولجأت أعداد كبيرة من الفلسطينيين المقيمين في سورية إلى مصر، بعد اشتداد القتال بين المعارضة وقوات النظام، خاصة بعد أن وصلت عمليات الموت لمخيمات اللاجئين هناك، ويعاني هؤلاء كثيرا في مصر في ظل عدم وجود جهة ترعاهم.