خبر : الطائرة الإيرانية.. المجهولة والرسالة لإسرائيل ...عبد الناصر النجار

السبت 27 أبريل 2013 09:05 م / بتوقيت القدس +2GMT
الطائرة الإيرانية.. المجهولة والرسالة لإسرائيل ...عبد الناصر النجار



الحرب الباردة المتصاعدة بين إسرائيل وإيران لم تتوقف خلال السنتين الماضيتين، فهي تتصاعد في محطات معينة لتعود إلى البرودة في فترات محدودة، حتى نسمع تصريحاً من هنا أو هناك، أو موقفاً سياسياً أو عسكرياً، يُعيد الكرّة إلى ملعب المواجهة الإيراني ـ الإسرائيلي.المواجهة التي بدأت تأخذ طابعاً إقليمياً من خلال محورين أساسيين تبلورا في المشرق العربي بعد الحراك العربي خاصةً في مصر وليبيا وتونس واليمن، فيما تظل الأحداث في سورية رهناً لمحورين؛ الأوّل، تمثله تركيا ودول الخليج العربي، والثاني، تمثله إيران وما يدور في فلكها، وخاصة النظام السوري و"حزب الله" اللبناني بشكل أساسي والأحزاب والقوى العراقية الشيعية التي كانت مدعومةً من طهران قبل الاحتلال الأميركي الغربي لبغداد. الصراع الإسرائيلي ـ الإيراني في أساسه قائم على الهيمنة على المنطقة، والرؤية الإسرائيلية واضحة منذ عقود، فهي قائمة على رفض فكرة دولة قوية عسكرية قادرة على الهيمنة على المنطقة باستثنائها، ورفض فكرة التوازن الإستراتيجي التي حاول الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي تحقيقها دون جدوى، في ظل الدعم العسكري الأميركي والغربي اللامتناهي لإسرائيل. وبناءً على مفهوم المصالح، فإن إسرائيل كانت تعمل دائماً على ضرب أي نظام سياسي في منطقة الشرق الأوسط يحاول الاقتراب من السلاح النووي أو أسلحة الدمار الشامل.وقد جاء ضرب المفاعل النووي العراقي (تموز) وتدميره على قاعدة الضربة الاستباقية، وعدم إعطاء أي فرصة لأي دولة في المنطقة ترغب في إحداث اختراق في هذا المجال، كما جاء ضرب المفاعل النووي السوري قبل أكثر من سنتين ضمن هذه الرؤية الإستراتيجية. القضية الأخرى هي أن إسرائيل لا يمكن لها أن تواصل تفوقها دون أن تواصل خلق عدو داخلي وخارجي، لأن فكرة وجود العدو هي التي تؤدي إلى تحريك مياهها العسكرية باستمرار، ودون ذلك ربما ستبرز التناقضات الداخلية في المجتمع الإسرائيلي وهي كثيرة، ومنها الطائفية التي لا تزال على صفيح ساخن بين "الأشكناز" (اليهود الغربيين) و"السفارديم" (اليهود الشرقيين)، أو بين العلمانيين والمتدينين، أو بين اليهود الروس الذين تؤكد الإحصاءات أن نسبة عالية منهم ليسوا يهوداً وإنما مهاجرون باحثون عن فرص اقتصادية ليس إلاّ.إذن فكرة العدو الداخلي قائمة على أساس أن الفلسطينيين هم الأعداء، وربما هذا أحد الأسباب في التأخير المتعمّد لمسيرة السلام. والعدو الخارجي يجب أن يُخلق دائماً... . وبعد انهيار العراق واستكانة الخليج العربي، أصبح النظام الإيراني بمفهومه الإسلاموي هو العدو، وتصاعدت فكرة العداوة مع بدء إيران تخصيب الوقود النووي، ومخاوف تل أبيب من أن تلحق طهران بنادي الدول النووية... . بالنسبة لإيران النووية، لم تكن إسرائيل هي العدو الحقيقي بقدر كونها محاولة لتدجين الخليج العربي ومدّ الثورة (الإسلامية الفارسية) إلى دول الجوار بأي ثمن كان.. وقد سجلت طهران بعض النجاحات في هذا المجال وتمكنت من خلق محاور مناصرة لها مكونة من سورية و"حزب الله" والأحزاب الشيعية في العراق والبحرين والدول الإسلامية المجاورة، إضافة إلى حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في فلسطين. الدول والأحزاب والقوى المشاركة في هذا المحور لم تحصل على الدعم المالي والعسكري الإيراني بلا ثمن، وليس الثمن تحت ادعاء تحرير القدس أو فلسطين. قد يكون هذا شعاراً إلا أنه في أدنى الأولويات الحقيقية لطهران.إيران النووية، أيضاً، هي تهديد حقيقي للخليج العربي وتركيا التي تحاول أن تتسيّد زعامة المنطقة، بعد أن فرضت في السنوات الثلاثة الأخيرة نفسها كلاعب أساسي إقليمي، وربما أهم اللاعبين على مستوى المنطقة أو المستوى الدولي.وعلى هذه القاعدة تتواصل المناوشات بين طهران وتل أبيب وتتصاعد الحرب الباردة بكافة أشكالها إسرائيلياً من خلال تفجيرات يقوم بها عملاء الموساد في العديد من المناطق الإيرانية الحسّاسة أو سلسلة الاغتيالات لعلماء يشاركون في البرنامج النووي.. أما بالنسبة لإيران فمن خلال استخدام الذراع الطويلة والقوية لـ "حزب الله" سواء على الحدود الشمالية أو في أماكن متفرقة من العالم. أما من حيث الرغبة الإسرائيلية، فمن المفترض أن الضربة العسكرية لإيران قد وجهت منذ أشهر طويلة، إلاّ أن التردد الغربي والأميركي هو الذي يؤجل هذه الضربة.. إيران حتى تتفادى أو تؤخّر هذه الضربة تقوم بمجموعة من الخطوات من بينها المناورات العسكرية المتتالية التي يصاحبها إعلام قوي أو الإعلان عن إدخال أسلحة جديدة إلى منظومتها العسكرية، وخاصة منظومة الصواريخ أو الطائرة الخفية التي لا تكتشفها الرادارات أو إرسال الطائرات بلا طيار، وهي المرة الثانية التي تدخل فيها مثل هذه الطائرات المجال الجوي الإسرائيلي.. والسؤال المطروح: هل تكون رسالة الطائرة التي أسقطت في سماء حيفا واضحة المعالم لإسرائيل، أم أنها ستعجّل الضربة الإسرائيلية بموافقة ومساعدة أميركية وبشكل أسرع مما يتوقع المحلّلون والخبراء.abnajjarquds@gmail.com