في يوم واحد – اجتيز خطان هامان. مسؤولون كبار في جهاز الامن اشاروا أمس الى أن ايران تقترب بخطى واسعة نحو القنبلة النووية، من جهة، وان نظام بشار الاسد في سوريا يستخدم السلاح الكيميائي، من جهة اخرى. "بتقديرنا، يستخدم النظام في سوريا سلاحا كيميائيا، أغلب الظن غاز سارين"، هكذا قال أمس رئيس دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العميد ايتي بارون، في المؤتمر السنوي لمعهد بحوث الامن القومي. "في سوريا توجد ترسانة هائلة من السلاح الكيميائي"، اضاف بارون، و"مجرد استخدام السلاح الكيميائي دون رد مناسب من جانب العالم يمكن أن يؤشر بأن هذا شرعي". كما أشار بارون الى أنه "يجب أن نكون جد جد قلقين من امكانية أن يصل سلاح كيميائي الى جهات اقل مسؤولية لا تدير حسابات الربح والخسارة"."لا يوجد دليل قاطع"هذا وأدى التقدير الاستخباري الاسرائيلي الى حرج في أوساط الادارة الامريكية. وكما أوضح أمس في مقابلة مع القناة 2 رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "امان" الاسبق عاموس يدلين الذي ألقى خطابا هو الاخر في ذات المؤتمر: "الرئيس اوباما ايضا وحتى الروس اوضحوا للاسد بان استخدام السلاح الكيميائي ضد المدنيين هو خط أحمر". ومع ذلك، فقد ادعى وزير الخارجية الامريكي جون كيري في مؤتمر للناتو عقد في بروكسل بان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يؤكد التقدير حول استخدام السلاح الكيميائي في سوريا. وكشف كيري النقاب فقال: "تحدثت مع رئيس الوزراء هذا الصباح، وأعتقد أن من النزاهة بمكان من ناحيتي القول انه لم يكن في وضع يتيح له تأكيد هذا الامر في الحديث. هذا ليس المكان للخروج في تصريحات غير القول اني لا أعرف بعد ما هي الحقائق ولا أعتقد أن أحدا يعرف ما هي". واضاف كيري بان المعلومات التي لديه في هذه المرحلة لم تتأكد "ولكن بالتأكيد يجب التحقيق في الاتهامات حتى النهاية". وفي وقت لاحق من يوم أمس قال الناطق بلسان البيت الابيض، جي كارني ان الادارة تعتمد حاليا فقط على تقديراتها هي. "نحن نشارك بوسائل اخرى في الرقابة على نقل السلاح الكيميائي في سوريا"، قال كارني. "ولكن لا يمكنني أن أدخل في تفاصيل اخرى. نحن نبحث عن دليل قاطع، اذا كان مثل هذا الدليل قائما". ورفض كارني القول ماذا سيكون رد فعل الولايات المتحدة اذا ما تبين بالفعل ان سوريا استخدمت سلاحا كيميائيا: "أنا لا أدخل في التخمينات"."صدام محتم"خط آخر اجتيز هو الخط الذي وضعته اسرائيل لايران في كل ما يتعلق ببرنامجها النووي – هكذا يعتقد يدلين. "لكل غرض موضوعي، ايران اجتازت الخط الاحمر الجديد الذي وضعته اسرائيل"، قال. "في الصيف ستصل ايران الى مسافة شهر – شهرين من "القرار في القنبلة"، وهذا مدى اختراق قصير يجب من الصعب جدا وقف ايران".وسعى يدلين الى تحديد موعد انتخابات الرئاسة في ايران، التي ستجرى في 14 تموز، بانه النقطة الزمنية الحرجة. ""زمن الاختراق" الايراني يقف عند نحو شهرين، ونقطة البدء هي موعد الانتخابات. نحن يمكننا أن ننام بهدوء نحو شهرين آخرين حتى الانتخابات، وبعد ذلك برأيي سيتعين على الايرانيين ان يتخذوا قرارا غير بسيط". واضاف يقول ان الايرانيين سبق أن خصبوا الى مستوى 3.5 في المائة كمية يورانيوم تكفي لست قنابل والى مستوى 20 في المائة كمية تكفي الى قنبلة واحدة تقريبا: "وهم حذرون من اجتياز الخط الاحمر الذي وضعه رئيس الوزراء في خطابه في الامم المتحدة، ولكن ليس لهم اي مشكلة في أن يعيدوا ما أفرزوه ظاهرا الى الوقود النووي. في غضون اسبوع يمكن لهذا ان ينتقل ليصبح مادة نووية من أجل القنبلة. "الخط الاحمر" الجديد لاسرائيل – وهو تعريف اشكالي بحد ذاته – يسمح لايران ببناء بنية تحتية نووية واسعة دون اجتياز الخط. كما أشار يدلين الى أنه "دون تغيير كاسح في منظومة الضغط عليها ستواصل ايران "كسب الوقت" وتوسيع البرنامج النووي". وعلى حد قوله: "لن يكون اتفاق اذا لم يكن ثمن لعدم الوصول الى اتفاق. مصداقية الخيار العسكري الامريكي هو شرط لانجاح المفاوضات، ومثل هذه المصداقية تتحقق اذا ما اتجهت الولايات المتحدة نحو هجوم موضعي لوقف البرنامج النووي الايراني". ومع ذلك، شدد يدلين على أن اسرائيل يمكنها ان تهاجم وحدها في ايران بل وان تتصدى لاثار هذه الخطوة العسكرية.وعلى حد قوله فان "كل اللاعبين المركزيين الثلاثة سيجدون صعوبة في مواصلة الاستراتيجيات الحالية وسيضطرون الى اتخاذ قرارات بالتصعيد أو الاتفاق. وبالنسبة للزعماء الثلاثة، في ايران، في اسرائيل وفي الولايات المتحدة، الادعاء هو "انهم لا يخادعون". واذا ما تمسكوا بالفعل بالسياسة المعلنة، فان الصدام يبدو محتما".ضغط اقتصادي آخر؟ وفي هذه الاثناء تسعى اسرائيل الى فرض عقوبات جديدة على ايران قبل الانتخابات للرئاسة – هذا ما نشرته أمس صحيفة "لا فيغارو" الفرنسية، استنادا الى مصدر اسرائيلي رسمي. وكانت العقوبات النفطية التي فرضها الاتحاد الاوروبي على ايران قد تسببت بخسارة ايران 40 – 50 مليار دولار في المداخيل وساهمت في تخفيض قيمة العملة المحلية بـ 80 في المائة. ومع ذلك، فان البرنامج النووي لم يتوقف، والصحيفة الفرنسية تقدر بان الموعد الذي لا يكون فيه لاسرائيل خيار آخر غير الخيار العسكري – يقترب. وحسب ما نشر، فانه في اطار لقاء وزراء خارجية الكبار الثمانية في لندن في 11 نيسان طرحت المسألة الايرانية، وهناك اعترفوا بان المحادثات حتى الان بين القوى العظمى وايران فشلت وأن الوقت لايجاد حل دبلوماسي "محدود".وفي القدس يسعون الى استغلال هذا البيان لحث جولة عقوبات جديدة، ويقدرون بان الزمن حتى الانتخابات للرئاسة هو الموعد الذي يجب تشديد الضغط فيه على الايرانيين. واقتبس عن مصدر اسرائيلي رسمي زار باريس حيث عمل على جولة عقوبات جديدة قوله: "نؤمن بان الزمن الذي يكونون (الايرانيون) فيه اكثر هشاشة هو الموعد الذي يجب الضرب فيه. آخر شيء يريده علي خمينئي، الزعيم الروحي لايران هو أن يشهد حتى الانتخابات تخفيضا جديدا لقيمة العملة المحلية، ثورة في البازار أو مظاهرات شارع جماهيرية".السؤال الذي يطرح نفسه هو أي عقوبات جديدة ينبغي تبنيها. في القدس يريدون أن يضيف الاتحاد الاوروبي الى العقوبات القائمة ثلاث عقوبات جديدة: منع البنك المركزي الاوروبي الاستخدام لعملة اليورو في كل صفقة مع ايران، مقاطعة اقتصادية لشركة الطيران الايرانية التي تساعد في نقل السلاح لنظام الاسد، والضغط على الصين، الهند واليابان لوقف استيراد النفط من ايران.في اسرائيل راضون من الموقف الصلب من فرنسا ضد ايران، غير أن وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ أوضح بان لندن تعارض تبني عقوبات جديدة حتى الانتخابات.وفي واشنطن أيضا لا يتحمسون وزير الخارجية كيري دعا الكونغرس الى "ابداء الصبر" حتى الانتخابات.