خبر : ربط الإرهاب بالإسلام ...أحمد المنصوري

الأربعاء 24 أبريل 2013 12:01 م / بتوقيت القدس +2GMT
ربط الإرهاب بالإسلام ...أحمد المنصوري



في أي حادثة إرهابية تستهدف قتل المدنيين في الدول الغربية، يتم مباشرة تسليط الضوء على الجماعات المتطرفة المنتسبة للإسلام. وأول المشتبهين الذين تحوم حولهم شكوك أجهزة الأمن وكذلك الإعلام، هم العرب والمسلمون. وفي تفجير بوسطن بالولايات المتحدة الأسبوع الماضي ألقت سلطات الأمن في الولاية القبض على طالب سعودي كان موجوداً في موقع الحادث للاشتباه في ضلوعه بالتفجيرات.. وما إن تسرب خبر القبض على هذا السعودي حتى سارعت قنوات التلفزة الأميركية في إعادة الأسطوانة المعتادة حول علاقة الإسلام والإرهاب، ما حدا بأوباما إلى الإشارة في أول خطاب له إلى ضرورة عدم الإسراع في إصدار الأحكام قبل أن تأخذ التحقيقات مجراها. ولكن بعض القنوات والصحف والمعلقين الأميركيين المعروفين باتجاهاتهم المعادية للإسلام ألقوا بالأحكام والتعليقات جزافاً ضد العرب والسعوديين تحديداً، مكررين الأخطاء نفسها السابقة باتهام العرب عند وقوع الأحداث الإرهابية، ثم تثبت التحقيقات أن المنفذين هم أصلاً منهم وفيهم. وعندما قامت أجهزة الأمن الأميركية بملاحقة الشقيقين الأميركيين من أصل شيشاني والمشتبه بهما في تنفيذ التفجيرات تركت وسائل الإعلام كل الأسباب المحتملة والدوافع الممكنة لهاذين الشابين لارتكاب فعلهما المشين، وركزت على كونهما فقط مسلمين. وكأن هناك علاقة ارتباطية بين الإسلام والإرهاب! وهذا الربط لا يحصل إطلاقاً عندما يكون الإرهابي من غير ذوي أتباع الدين الإسلامي أو من أصل عربي.. فالإرهابيون الذين ارتكبوا جرائم القتل الجماعي في حوادث إطلاق النار بالمدارس الأميركية، أو في مراكز التسوق وأزهقوا أرواح العشرات بدم بارد لم يتم التطرق إلى دينهم، وإنما تتم الإشارة إلى أنهم مختلون عقلياً ومتأزمون نفسياً! ومن حق الإعلام والشعب الأميركي أن يتساءل لماذا يستهدفهم الإرهابيون أياً كانوا، وما هي دوافعهم، ومن يقف خلفهم وكيف وصل الأمر بهاذين الشقيقين من أفراد يعيشون بينهم، وينتسبون إلى نفس مجتمعهم بأن يقرروا في لحظة ما ارتكاب هذه الجريمة النكراء بحق مدنيين آمنين؟ لكننا نرفض ربط أي ممارسة من هذا النوع بأنه يعكس تعاليم الإسلام، أو أن القائمين بهذه الجرائم يمثلون عقيدة مليار ونصف المليار مسلم. ومن واجبنا ألا نترك المجال للجماعات المتطرفة والمتشددين الذين اختطفوا الإسلام وارتكبوا الجرائم باسمه لتشويه صورة الدين الحنيف وربطه بالإرهاب. فالحاصل أن مجموعة متطرفة من المسلمين لجأت إلى الإرهاب تحت ذرائع الظلم الذي يمارسه الغرب ضد بعض المسلمين، وفي الجهة الأخرى يتلقى الإعلام الغربي الذي يتبنى الأصل موقفاً غير منصف تجاه القضايا العربية والإسلامية مثل هذا الخطاب، ويروج له على أن هذه هي أفكار وممارسات أتباع رسالة محمد، صلى الله عليه وسلم! إن على المنظمات والجمعيات الإسلامية في الغرب أن تقوم بزيادة التواصل مع مؤسسات المجتمع ووسائل الإعلام، وكذلك من خلال الحضور الفاعل في الأنشطة الثقافية والاجتماعية والسياسية. ومن شأن هذا الحضور أن يعمل على تجسير الهوة التي يحاول المتطرفون من الجهتين تعميقها بين المسلمين والغرب، خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001. إن على دوائر صنع القرار والإدارات المؤثرة في السياسة الغربية أن توقن بأنه طالما اتسمت سياساتها تجاه العالم العربي والإسلامي بظلم الشعوب والانحياز لإسرائيل وتقديم المصالح الاقتصادية على الاعتبارات الإنسانية، فإن هذه الممارسات تشكل وقوداً يغذي الإرهاب الذي يلجأ إليه المتطرفون الذين يتخذون ذلك مبرراً لاستهداف المدنيين الأبرياء.