المنطق يقول .. ليس من حق اي فلسطيني لوم كيري على طلبه من اردوغان عدم زيارة غزة ذلك ان كيري ليس امين عام جامعة الدول العربية وذات المنطق يقول .. ليس من واجب اردوغان الاصغاء لطلب كيري فاردوغان رئيس دولة اقليمية عظمى كاملة السيادة او هكذا يفترض. وذات المنطق يقول كذلك، ان زيارة اردوغان من عدمها لن تقدم ولن تؤخر في امر المصالحة ما دام الطرف المعني وهو الطرف الفلسطيني يتصيد حججا لعدم اتمامها " اي االمصالحة " بما في ذلك حجة الموقف من زيارة اردوغان المحتملة او المؤجلة او الملغاة. واضح اننا في وضع ينطبق علينا المنطق وعكسه، لماذا؟ الجواب البديهي البسيط يقول: لأننا من فتح ابوابنا للاخرين كي يتدخلوا، واكثر من ذلك كي يمارسوا وصاية علينا، تارة نسميها بالوساطة وتارة اخرى بالمساعي الاخوية، ودائما وعلى مدى سنوات طويلة كنا نعرف كيف نجوف الوساطات وكيف نفشل المساعي سواء جاءت من الاخوة او ابناء العمومة او الاصدقاء. ان المنطق البديهي يقول:- ان من يفتح ابوابه ونوافذه للريح عليه ان لا يتضايق منها ، وان لا يلوم الريح وغير الريح لو دخلت الى كل اجزاء البيت. فاذا كنا نتهم الامريكيين بانهم لا يريدون المصالحة فنحن من وفر لهم الفرص لتحقيق ما يريدون واذا كنا نرى في زيارة اردوغان معوقا للمصالحة فبوسعه هو ان يقول لنا وهل هنالك من يعوق المصالحة اكثر منكم ؟؟؟ اما اسرائيل حيث تتبارى كل الاطراف في ساحتنا على اتهام بعضها البعض بانها ترقص على ايقاعها، فاننا نحن ولا احد غيرنا من يمارس هذا النوع من الرقص المأساوي في اسوأ الاوقات واشدها حرجا علينا وعلى قضيتنا ؟؟؟ انني اشفق على شعارنا التاريخي الذي قدمنا الاف الشهداء من اجل تكريسه وهو القرار الوطني المستقل ، اين هو ؟ وكيف يمارس خارج النصوص الاذاعية والعناويين الخطابية والصحافية. انه لم يعد موجودا في الواقع، ودلونا على دولة او شخصية او حتى منظمة غير حكومية، لا تتدخل في ادق شؤوننا بدءا من عدد الايام التي يجب ان تقضيها الحكومة الانتقالية في العمل، وليس انتهاء بمن يزور او لا يزور اي مكان في بلدنا ، ناهيك عن ارتفاع الوصاية درجات الى الاعلى، حين نذهب او حتى لا نذهب الى قمة عربية، موضوعها نحن، اي ليس اهدافنا او حقوقنا او متطلبات كفاحنا ، بل المصالحة ومن يجلس مع من او اين يوضع الشرطي من حماس ومن يقابله من فتح. العالم كله يختلف فيما بين قواه وتياراته فهل سبق ان دعانا احد لحل اشكال داخلي في بلاده؟ لعلنا ما زلنا نصدق باننا القضية المركزية، ومن حق اي طرف عربي ان يتدخل تحت هذا العنوان ؟ فلو كان التدخل من اجل افضل السبل لدعم صمود الناس في القدس وتم توفير المستلزمات لذلك .. لقلنا هذا افضل انواع التدخل المرحب به.. اما ان يكون من اجل ان يتنازل هنية عن بعض صلاحياته في غزة ليحصل علىى بعض صلاحيات مقابلة في الضفة فهذا هو اشد انواع التدخل بؤسا ومهانة بل انه اكثر ما يخالف او يناقض ابسط بديهيات الامور فترتيب بيتنا الداخلي هو احد اهم خصوصياتنا، بل انه الاختبار المفصلي لمدى جدارتنا باقامة دولة وادارتها وجعل الشعب ينعم بحياة محترمة في ظلالها قد يقول احد عشاق التدخل الخارجي في شؤوننا اننا لم نصبح دولة بعد ؟ وهذا صحيح ولكن حين يكون وضعنا على هذه الشاكلة قبل ان نصبح دولة ، فكيف سيكون غدا او بعد غد؟؟؟ ان ابوابنا المشرعة تسمح لكل من يرغب بالدخول وتحقيق الاجندات اما نحن اصحاب الابواب فلم يعد لومنا للاخرين يحمل اي قدر من المصداقية فلنلم انفسنا اولا ولنخلّص قضيتنا وشؤوننا من سوق النخاسة السياسية مدفوعة الثمن .