دمشق / إن الملابس التي تتدلى من حبل الغسيل أشبه بديكور بسيط تمكن محمد الذي يبلغ من العمر 17 عاماَ من تزيين محله بها والذي اتخذه مقراً مؤقتاً للحلاقة في مدرسة الطيرة في دمر والتي يعتبرها الآن منزله. محمد واحد من آلاف اللاجئين الفلسطينيين الذين غادروا حي التضامن المجاور لمخيم اليرموك في سوريا عندما تصاعد القتال هناك في شهر كانون الأول الماضي حيث لجأ إلى مدرسة الطيرة للإناث التي تديرها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة و تشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في تدمر والتي أصبحت الآن مركزاً لإيواء الأشخاص اللاجئين المهجرين. ويتذكر محمد دوماً معاناته الكبيرة أثتاء العنف الذي حدث في نلك الفترة مما سبّب له حزناً وأسى. وفور وصوله إلى المدرسة بدأت الأمور بالنسبة إليه تتغير نحو الأفضل حيث تم تسجيله كلاجىء مهجّر وأعطي مرتبةً وبطانية. "أبدأ الآن حياة جديدة"يقول محمد: "وبعد أن أمضيت عدة أشهر في مركز إيواء الطيرة بدأت الآن حياة جديدة وأعلم أن هذا الأمر سيكون صعباً و لكنني راضٍ عن ذلك". ويضيف قائلاً: "لدي مهنة الحلاقة وسأبذل قصارى جهدي لمساعدة مجتمعي من اللاجئين". صنع محمد لنفسه دكاناً للحلاقة في مكانٍ صغير في باحة المدرسة وغالباً ما يقدم خدماته مجاناً لأنه يعلم بأن الكثيرين من المهجرين في مركز الإيواء لايستطيعون دفع أجور حلاقة شعرهم. يقول محمد: "إنني ممتنٌ للفرصة التي أتيحت لي لخدمة مجتمعي وشاكرٌ لمديرة المدرسة التي اشترت لي الأدوات اللازمة للحلاقة". رضا الزبائنيصف زبائن محمد بأنه "صادقٌ ومرحٌ وحلاقٌ ماهر". ويعرب أحد زبائنه عن ارتياحه قائلاً: "لقد قلت لمحمد بأنني واثقٌ بك تماماً ولك أن تفعل ماتشاء بشعري و حصلت على قصة شعرٍ رائعة ويساورني شعور أن محمداً يهتم بعمله كثيراً". ويقول زبون آخر عن محمد: "لقد أصبح أفراد أسرتي زبائناً دائمين عنده. إنه شخصٌ ودوٌد ومستعدٌ دوماً لمساعدة الآخرين". منزلٌ لمحمد بعيدٌ عن منزله الأصلي على الرغم من أن محمد يتطلع إلى اليوم الذي سيتمكن فيه من العودة إلى منزله في حي التضامن إلا أنه يشعر بالامتنان للمساعدة التي مايزال يتلقاها من الأونروا. ويقول والابتسامة تعلو وجهه :"أود أن أعرب عن شكري لكل فردٍ في الأونروا على جهودهم الدؤوبة في توفير احتياجاتنا الأساسية وتخفيف معاناتنا". تقوم الأونروا بمساعدة اللاجئين الفلسطينيين وذلك بنقلهم إلى مراكز الإيواء التي تم افتتاحها مؤخراً كما وتقدر الأونروا عدد المهجرين من اللاجئين الفلسطينيين الذين يقيمون في منشآتها في سوريا بما يقارب 8000 لاجئاً فلسطينياً مهجراً.