خبر : طاهر المصري: الأيام المقبلة ستشهد تحولات متسارعة على الحدود الاردنية مع سورية

الإثنين 22 أبريل 2013 12:43 ص / بتوقيت القدس +2GMT
طاهر المصري: الأيام المقبلة ستشهد تحولات متسارعة على الحدود الاردنية مع سورية



عمان ـ يو بي آي: قال رئيس مجلس الأعيان الاردني طاهر المصري إن الأيام المقبلة ستشهد تطورات وتحولات متسارعة على الحدود الشمالية مع سورية، ودعا إلى أخذ الإحتياطات والإستعدادات اللازمة للتعامل مع أي تطورات محتملة لحماية المملكة .ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية ( بترا ) الأحد عن المصري خلال لقاء حواري عقد في مدينة إربد شمال البلاد مساء أمس قوله إن ‘الأيام المقبلة مرشحة لحدوث تطورات وتحولات متسارعة على حدودنا الشمالية (مع سورية) تبعا لتطور الاحداث في هذا البلد والمرهونة بتشدد أطراف النزاع بمواقفهم’.وأوضح أن الأردن ‘قادر على المرور من عنق الزجاجة وتجاوز التحديات رغم الظروف المحيطة داخليا واقليميا والخروج منها بأقل الخسائر الممكنة والتخفيف قدر الإمكان من ارتداداتها على مجمل الأوضاع السياسية والإقتصادية والإجتماعية’.وشدد على أن تضاؤل فرص الحل السلمي في سورية ‘يحتم علينا أخذ الإحتياطات والإستعدادات اللازمة للتعامل مع اي تطورات محتملة لحماية الأردن وامتصاص تلك التطورات بحكمة واقتدار’.وأشار رئيس مجلس الأعيان الأردني إلى أن ‘التاريخ يشهد على قدرة الأردن في التعامل المرن مع الأحداث والظروف المحيطة ‘.ورجح أن يشهد وجه المنطقة التي تشهد فترة عصيبة فرضها واقع الأزمة السورية ‘تغيرا كبيرا يدخلها في حسابات جديدة يجب التحوط لها والتعاطي معها بحكمة وبعد نظر’، لافتا إلى أن ‘المصالحة الإسرائيلية ــ التركية لها ارتباط وثيق بالوضع القائم في سورية’.وأوضح المصري أن ‘الربيع العربي احدث تغييرا جذريا في العقلية العربية في الوقوف بوجه الاستبداد والديكتاتورية والفساد وتخطي حاجز الخوف في مواجهة الانظمة التي تصر على الإستمرار بهذا النهج وهو ما يشكل نقطة تحول كبيرة في التعاطي مع الأزمات ومطالب الشعوب والتوصل الى توافقات عامة حول هذه المطالب بما لا يتعارض مع المصالح العامة والعليا للوطن وللأغلبية’.وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية قال المصري أن ‘فضاءها ضيق والسير به صعب جدا أمام الإشتراطات الإسرائيلية والأمريكية التي لا تلبي الحد الأدنى من طموحات وتطلعات وآمال الشعب الفلسطيني والامة العربية بحل عادل للقضية الفلسطينية’.وأرجع المصري ذلك بالدرجة الاولى لـ ‘عدم تجاوز السقف الأمريكي للسقف الإسرائيلي الذي يمثله سقف (بنيامين) نتنياهو المتشدد والذي يزداد تشددا مع قوة ونمو الاقتصاد الإسرائيلي الذي يوشك على انتاج كميات هائلة من الغاز في المنطقة التي يسيطر عليها من البحر الميت (جنوب) والذي يحررها من القيود في هذا الجانب’.ولفت إلى أنه ‘لا يرى تغييرا جوهريا في الموقفين الإسرائيلي والأمريكي وهو ما يسهم إلى جانب تفكك الانظمة العربية الواقعة تحت ضغوط جديدة والإنقسامات والخلافات الحاصلة داخل البيت الفلسطيني بإبقاء الأفق السياسي للقضية الفلسطينية منغلقا امام تنازل اسرائيلي لا يتجاوز 11 بالمئة من مساحة فلسطين تحت حكم محلي منقوص بالسيطرة الاسرائيلية عليه’.جاء ذلك فيما قرر مجلس الوزراء الاردني الاحد توجيه رسالة الى مجلس الامن الدولي كي يتحمل اعباء استمرار تدفق الاف اللاجئين السوريين للمملكة وما يشكله ذلك من ‘تهديد للامن الوطني الاردني’، حسبما افاد مصدر رسمي اردني.وقالت وكالة الانباء الاردنية ان ‘مجلس الوزراء قرر في جلسته التي عقدها صباح الاحد برئاسة رئيس الوزراء عبد الله النسور التوجه الى مجلس الامن الدولي في الامم المتحدة برسالة لشرح العبء والوضع الانساني الصعب الذي يتحمله الاردن جراء تزايد تدفق اللاجئين السوريين، وما يشكله ذلك من تهديد للامن الوطني الاردني’.واضافت ان ‘مندوب الاردن الدائم لدى الامم المتحدة الامير زيد بن رعد سيقوم بتقديم هذه الرسالة التي تعرض التداعيات الجسيمة المترتبة على استضافة الاردن للاعداد المتزايدة من اللاجئين السوريين’.واوضحت الوكالة ان الرسالة ستتطرق الى ان ‘عدد اللاجئين السوريين وصل الى نحو نصف مليون لاجىء منذ بداية الازمة السورية (في اذار/مارس 2011) وبمعدل يصل الى 1500 الى 2000 لاجىء يوميا والتأكيد على ان استمرار هذه الازمة دون تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته ودون تقديم الدعم المالي الكافي للاردن لتحمل هذه الاعباء من شأنه تهديد الامن الوطني الاردني ويشكل في نفس الوقت تهديدا للاستقرار والسلم الدوليين’.وكان النسور اكد في البيان الوزاري لحكومته الذي تلاه امام مجلس النواب مساء الاحد الماضي ان ‘التبعات التي يتحملها الاردن جراء استمرار المأساة التي تمر بها سورية الشقيقة لعظيمة وملحة، وتتمثل في بعض من جوانبها بالمخاطر المتشعبة والكبيرة’.واشار الى ان ذلك ‘رتب ضغوطا اقتصادية واجتماعية وعلى البنية التحتية والنظام الصحي والتعليمي وعلى البيئة والسكن ومعدلات البطالة والفقر’.واضاف ‘لنضع العالم أمام مسوولياته الامنية والانسانية ونبلور توجها دوليا واضحا للتعامل مع أزمة اللاجئين السوريين’، مشيرا الى ان ‘ما يزيد الامر خطورة التوقعات التي تشير الى أن الازمة في سورية مرشحة للاستمرار الامر الذي سيضاعف انعكاساتها على الاردن على مدى الاشهر القادمة’.وقال آندرو هاربر، ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة، في الاردن، الاثنين الماضي ان ‘المملكة تؤوي الآن 500 الف لاجىء سوري بينهم 400 الف مسجلين لدى المفوضية’.وناشد وزير الخارجية الاردني ناصر جودة الاحد الماضي العالم بأن ‘يشارك الاردن في تحمل هذا العبء الانساني’.وتتوقع الامم المتحدة ان يصل عدد اللاجئين في الاردن الى 1.2 مليون سوري بنهاية العام الحالي.وفي الاجمال فان نحو 1,3 مليون سوري فروا من بلادهم الى الدول المجاورة منذ بداية النزاع الذي اسفر حتى الان عن مقتل اكثر من 70 الف شخص، بحسب الامم المتحدة.