خبر : غدا بدء محادثات المصالحة مع تركيا – خلاف حول حجم التعويض الاسرائيلي لعائلات قتلى "مرمرة"../ اسرائيل تقترح على تركيا صواريخ مقابل استخدام قاعدة حيال ايران../معاريف

الأحد 21 أبريل 2013 03:28 م / بتوقيت القدس +2GMT
غدا بدء محادثات المصالحة مع تركيا – خلاف حول حجم التعويض الاسرائيلي لعائلات قتلى "مرمرة"../ اسرائيل تقترح على تركيا صواريخ مقابل استخدام قاعدة حيال ايران../معاريف



تبدأ اسرائيل غدا في محادثات هدفها مرابطة قوة هجومية استراتيجية على الاراضي التركية قبل المواجهة العسكرية مع ايران بسبب برنامجها النووي. وقد جاءت هذه الخطوة في أعقاب المصالحة بين الدولتين والتي تمت بوساطة الرئيس اوباما. ويصل يعقوب عميدرور، رئيس قيادة الامن القومي الى أنقرة  كي يجمل تفاصيل المصالحة وأن يقترح على الاتراك، القلقين هم ايضا من النووي الايراني، منظومات صواريخ متطورة وتكنولوجيا للمتابعة مقابل القاعدة ومنشآت التدريب في قاعدة سلاح الجو اكنتشي، في الشمال الشرقي من أنقرة. ومهامة عميدرور هي الاتفاق على التعويض لعائلات التسعة المواطنين الاتراك الذين قتلوا في السيطرة على مرمرة في أيار  2010، في حدث أدى الى شرخ بين الدولتين. والتعليمات التي تلقاها عميدرور هي محاولة احياء الاتفاق بين تركيا واسرائيل في العام 1996، والذي سمح في اطاره  لسلاح الجو الاسرائيلي بالتدرب في المجال الجوي التركي واستخدام قاعدة أكنتشي مقابل تدرب طيارين اتراك في المنشآت الاسرائيلية في النقب. ومن أجل تحقيق ذلك سيستعين عميدرور ببعض من اصدقائه القدامى في تركيا. ورغم القطيعة الدبلوماسية والعسكرية بين الدولتين، حافظ سلاح الجو الاسرائيلي على خط اتصال مفتوح مع الاتراك لمنع سوء التفاهم في حالة اصطدام الطيارين من الطرفين الواحد بالاخر فوق البحر المتوسط. ويصل عميدرور الى أنقرة مع سلة كبيرة من الامتيازات العسكرية التي هدفها تهدئة الاتراك من التهديدات من جانب ايران والصواريخ من جانب سوريا. وترغب أنقرة في أن تتسلل منظومة حيتس ضد الصواريخ ومعنية بشراء تكنولوجيات طورتها "الـ اوف" الاسرائيلية، بما فيها منظومة متطورة تسمح للطيارين القتاليين بتمشيط مناطق واسعة بينما يحلقون بسرعة عالية، من خلال كاميرات وخيال حراري. وتخلق المنظومة صورة دقيقة في مدى نحو 150كم، في النهار وفي الليل، وحتى في الظروف الجوية القاسية. وقد بحثت صفقة البيع على مدى سنين بين جهات امنية من الدولتين ووقعت في 2008 ولكنها الغيت في نهاية 2011. وسيعرض عميدرور على الاتراك منظومة قتال الكتروني متطورة من انتاج "التا" الشركة الفرعية للصناعة الجوية. وقد ارسلت المنظومتان الى تركيا لاغراض التجربة على طائرات التجسس، قبل الازمة في العلاقات. تركيا تخاف من الوضع في سوريا وكانت اسرائيل في الماضي طورت دبابات تركية وزودت الدولة بطائرات بدون طيار من نوع "هارون 1" استخدمتها تركيا على مدى 30 سنة في صراعها ضد الثوار الاتراك. وبعض من الحاجة المستمرة لتركيا لتطوير القوة الجوية ينبع من التدهور في الوضع الامني في سوريا، والتي باتت الحرب الاهلية فيها عنيفة اكثر ومتوقعة اقل.  كما تشارك تركيا في شكوك اسرائيل والغرب تجاه البرنامج النووي الايراني، رغم أن طهران تصر على أنه معد للاستخدام المدني فقط. وقال مصدر امني اسرائيلي ان "المؤسسة الامنية الاسرائيلية استخدمت لوبي قوي كي يجد السياسيون السبيل الى الاعتذار واعادة الحلف الاسرائيلي التركي ضد سوريا وايران الى سابق عهده. تركيا قلقة بسبب تطلعات ايران في موضوع الصواريخ والتصدي لذلك بشكل مستقل سيستغرقها سنوات. اما مع العلم الاسرائيلي، المستند الى الصاروخ البالستي "يريحو" فان هذا الاطار الزمني سيقصر".  وكانت تركيا وقعت على ميثاق الرقابة على تكنولوجيا الصواريخ، وهو ميثاق طوعي بين 34 دولة يفترض أن يمنع نشر الصواريخ ذات القدرة النووية في مدى لا يقل عن 500 كم. "حتى الازمة الاخيرة، كانت تركيا حاملة الطائرات الاكبر لنا"، يقول مصدر عسكري اسرائيلي. "استخدام قواعد سلاح الجو التركي يمكنه أن يحقق الفرق بين النجاح والفشل حين يحين موعد العملية في ايران".  الفوارق لا تزال واسعة يصل عميدرور الى تركيا مع يوسف تشخنوبر، مبعوث رئيس الوزراء، كي يؤدي الى سحب دعاوى عائلات قتلى مرمرة ضد اسرائيل واعادة السفيرين. وسيلتقيان بنائب وزير الخارجية فريدون سنرليولو ومع نائب رئيس الوزراء بولنت ارنتش.  وفي هذه الاثناء بقيت الفوارق كبيرة بين الطرفين: فاسرائيل مستعدة لان تدفع حتى 100 الف دولار لعائلة القتيل، أما الاتراك فيطالبون بمليون دولار لكل عائلة. وأمس عقدت عائلات القتلى مؤتمرا صحفيا على خلفية مرمرة وشددت على أنها لن تسحب دعاواها. واشار مصدر اسرائيلي الى أن المال لن يشكل مشكلة وانه يمكن الوصول الى اتفاق.  وبالتوازي توجد احداث سياسية ايضا مع الخصم الشديد لتركيا – قبرص. نيكوس انستسيادس، رئيس قبرص، قرر على نحو مفاجيء الوصول الى اسرائيل هذا الشهر. وتعكس زيارته قلقا شديدا في الحكم القبرصي من اتفاق المصالحة بين اسرائيل وتركيا، والذي قد يأتي على حساب تعاون اسرائيل وقبرص. ولهذا السبب جاءت زيارة وزيري الخارجية والصناعة القبرصيين الى اسرائيل قبل نحو اسبوعين. وفي القدس شرحوا بان هدف الزيارة كان الاظهار بان العلاقات مستمرة كالمعتاد، رغم المصالحة.  بعد الانتخابات في اسرائيل هنأ الرئيس القبرصي نتنياهو على اعادة انتخابه وأعرب عن تخوفه من المصاعب بين الدولتين في ضوء استنئاف العلاقات مع تركيا. ويتركز القلق القبرصي في وقف التعاون في مجال الغاز الطبيعي. فقبرص معنية بشراء الغاز الطبيعي من حقل تمار، وحث تصدير الغاز بشكل مشترك عبر قبرص الى اوروبا والشرق الاقصى، واقامة منشأة مشتركة لتحويل الغاز الى سائل.  اسرائيل، قبرص وتركيا تتقاسم حدودا بحرية مشتركة. بين قبرص وتركيا يدور صراع على السيطرة على الحقول الواقعة في مناطق موضع خلاف وقبرص طلبت تأييد اسرائيل في هذا الموضوع. وبالفعل، فان قسما هاما من زيارة الرئيس ستكرس لهذا الجانب. وهو سيطلب ايضا بالحفاظ على التعاون الامني وسيزور الصناعات الامنية في اسرائيل.  زخم في العلاقات مع قبرص ونالت العلاقات بين اسرائيل وقبرص زخما خاصا – الامر الذي وجد تعبيره في السياحة وفي الاقتصاد، بالتوازي مع تدهور العلاقات مع تركيا.  وسعى وزير الطاقة وتنمية النقب والجليل سلفان شالوم الى تهدئة مخاوف قبرص من المصالحة وقال: "العلاقات المتطورة مع دولة ثالثة لن تأتي على حساب قبرص التي هي حليف مخلص. يدور الحديث عن زيارة هامة لرئيس دولة صديقة لنا معها حدود بحرية مشتركة تسمح لها ايضا بحدود مشتركة مع الاتحاد الاوروبي. اسرائيل وقبرص تتقاسمان مصالح مشتركة عديدة. سنواصل العمل بنشاط كي نخرجها الى حيز التنفيذ، وأولا وقبل كل شيء في مجال الغاز الطاقة".