خبر : خطابات الايام الوطنية أسد في الشتاء/بقلم: تمار هيرمان/يديعوت 18/4/2013

الخميس 18 أبريل 2013 03:16 م / بتوقيت القدس +2GMT
خطابات الايام الوطنية أسد في الشتاء/بقلم: تمار هيرمان/يديعوت  18/4/2013



المنظمات القوية وذات الدعم الجماهيري الواسع والمتماسك، مثل الاسود الكبيرة في ذروة قوتهم، لا يحتاجون الى الاستعراضات. تكفي همهمة صوت او زئير قصير في أحيان بعيدة لتذكير من نسي ولو للحظة من هو رب البيت الحقيقي في المجال. وعلى سبيل النقيض، فان من تضعف مكانتهم او تضعف في فترة معينة، مثل الاسود الشائخة او الحكام الذين تقف كراسيهم مترنحة، يشعرون بالحاجة الى اطلاق صوت اعلى في احيان متواترة لخلق أو للابقاء على صورة القوة والحضور.  هذا المنطق الاجتماعي غاب كثيرا عن عيون العديد من الاسرائيليين، حيث أن مواطني الدولة الصغيرة التي توجد تحت تهديد وجودي – حقيقي أو وهمي – لا يفهمون طبيعة التفكير ورد الفعل البطيء للقوى العظمى التي تطل على العالم من رأس سلم القوة ولا تحتاج الى الزئير كي توضح نواياها وقدراتها. وهذا هو الحكم بالنسبة للساحات السياسية – الاجتماعية في داخل الدول. فضعف اللاعبين السياسيين والاجتماعيين يترافق غير مرة واستعراضات وخطابات ملتهبة، تجعل بعض المشاهدين بل وأحيانا اللاعبين انفسهم يصدقون بالخطأ بان هذه هي قوة حقيقية.  احداث يوم الذكرى ويوم الاستقلال هما مثال ممتاز على هذا الوهم. حتى لو لم يكن الحديث يدور عن جديد جوهري فمنذ سنوات لم نشهد مثل هذه الحقنة العالية من الهذر الوطني اليهودي، الى جانب التجاهل الفظ بهذا القدر للجانب الرسمي، والذي يقضي بان جزءا هاما من مواطني اسرائيل ليسوا يهودا وعلى الرغم من ذلك يفترض ان يكونوا ذوي مكانة في الدولة التي تعرف نفسها ايضا كديمقراطية. فضلا عن ذلك، منذ سنين والجيش الاسرائيلي والموضوع الامني لم يلعبا دور النجم هكذا من الصباح وحتى المساء حين حرص رئيس الاركان في خطابه في يوم الذكرى على تحذير الجمهور من مغبة التراخي لا سمح الله امام الهدوء الامني في السنوات الاخيرة، ووعد بان الذراع الطويلة للجيش الاسرائيلي يمكنها أن تصل الى كل مكان، في تلميح واضح لايران البعيدة.  ولكن في حقيقة الامر لا يدور الحديث عن تعزيز قوة النزعة القوية او النزعة الكفاحية الاسرائيلية – اليهودية. العكس هو الصحيح: هذه نتيجة تخوف عميق يعشعش في قلب محافل اليمين والمؤسسات الامنية من ضعف مكانتهم الجماهيرية حين تكون الاداة التي تبدو لهم اكثر ملاءمة لاعادة الجاذبية اليهم هي تصفية ذاك "الهدوء" الخطير على مكانتهم وتسريب المخاوف الوجودية من النوع القديم والمعروف.  ومثل باحثين كثيرين يعنون بالمجتمع الاسرائيلي، واضح لهم تماما بان التيار المركزي في الجمهور يغير في السنوات الاخيرة مواقفه، والامر يجد تعبيرا ممتازا له في نتائج الانتخابات الاخيرة حين كانت الاجندة المدنية، ذات التشديد الاجتماعي – الاقتصادي، والتي عكسها جيدا وسرعها احتجاج صيف 2011، هي التي نالت الانجازات الاكبر بينما حملة علم التفسير المتطرف الوطني والامني لم يجتازوا حتى نسبة الحسم، وفقد الليكود واسرائيل بيتنا كثيرا من قوتهما البرلمانية. للناطقين بلسان المؤسسات الامنية معروف جيدا بانه طرأ تآكل تدريجي ولكن منهاجي في الاستعداد الجماهيري للتأييد بلا تردد لمطالب زيادة ميزانيات الدفاع ودعم الاستثمارات في المستوطنات على حساب الاستثمارات في التعليم، الطب والمخصصات للمحتاجين، ناهيك عن أن الخدمة العسكرية تفقد مكانتها كمسوغة للمواطن الاسرائيلي – اليهودي الطيب.  هكذا بحيث أن لكل الفرحين من جهة واليائسين من جهة اخرى يجب أن نوضح بان تلك الدعوة التي سمعناها في كل الاحتفالت للعودة الى الانطواء تحت العلم الازرق – الابيض والتراث اليهودي – والذي بشكل يتعارض وجوهر تاريخ الشعب اليهودي، رسم هنا يلبس الخاكي ويمسك بالفولاذ وليس بالكتاب – ليست صرخة انتصار للقومية الاسرائيلية – اليهودية المتجددة، بل زئير أسد شائخ في الشتاء.