خبر : الرئيس والقوات المسلحة المصرية ...مكرم محمد احمد

الخميس 18 أبريل 2013 08:41 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الرئيس والقوات المسلحة المصرية  ...مكرم محمد احمد



لن يتدخل الجيش المصري طالما بقي الصراع الداخلي في حدود الخلاف السياسي لعل أوضح الحقائق التي ظهرت في الاجتماع الذي عقده الرئيس محمد مرسي مع المجلس العسكري قبل عدة ايام‏,‏ هي الرغبة المشتركة لدي الرئيس واعضاء المجلس في إزالة أسباب الالتباس وسوء الفهم‏. اللذين يدفعان بعض قوي المعارضة الي الذهاب بعيدا الي حد استدعاء القوات المسلحة الي النزول الي الشارع, كي تكون طرفا في لعبة الصراع السياسي! أوضح الرئيس مرسي علي نحو قاطع أنه لا مجال للحديث عن اي نوع من التفريط في حبة رملة واحدة علي اي من حدود مصر الجنوبية والشرقية بعد اللغط الشديد حول شلاتين وحلايب إثر رحلته الاخيرة للسودان, واكد ان مشروع تنمية محور قناة السويس ينبغي ان يطوع نفسه لشروط الامن القومي المصري, بحيث لا يخل بحق القوات المسلحة في الحفاظ علي المساحات الضرورية اللازمة لاعمال الدفاع والتعبئة في هذا المحور طبقا لما تقرره قيادة القوات المسلحة, الامر الذي يعني ان القوات المسلحة باتت تملك بحكم وجودها علي الحدود ومسئولياتها الوطنية حق الفيتو علي اي قرار او تصرف يمس شبرا من حدود مصر, او يخل بشروط امنها الوطني..,ثم جاء قسم الفريق عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع في الاجتماع بان القوات المسلحة منذ25 يناير لم تقتل ولم تأمر بالقتل, ولم تخن ولم تأمر بالخيانة, ولم تغدر أو تأمر بالغدر ليقطع جهيزة كل قول يتحدث عن أزمة عميقة بين الرئاسة والقوات المسلحة يصعب تجاوزها, خاصة ان الرئيس اكد ثقته في كل اعضاء المجلس العسكري ورفضه لاية اهانة للقوات المسلحة مهما يكن مصدرها. ولست أعرف ان كانت التوضيحات التي صدرت عن هذا الاجتماع سوف تكفي كي يتوقف الذين يطالبون القوات المسلحة بالنزول الي الشارع لحسم الصراع السياسي عن مطالبهم, لان هذه المهمة لا يمكن ان تكون مهمة القوات المسلحة, طالما بقي الصراع بين المعارضة والحكم في حدود الخلاف السياسي لا يهدد او يعكر صفو السلم العام او يقود الي صدام اهلي واسع, وهي في جميع الاحوال مهمة المعارضة المدنية التي تحتم عليها الظروف الراهنة ان تكون اكثر واقعية واكثر تواصلا مع الشارع, واكثر اعتمادا علي جماهير الشعب, تقوم بمسئوليتها وواجبها وسط الناس في إطار الالتزام بسلمية الحراك السياسي إلي ان تتمكن من تحقيق اهدافها عبر تغيير قناعات الجماهير, وهو هدف جد ممكن وجد متاح بسبب اخطاء الحكم والجماعة, بدلا من الالحاح علي اهداف غير واقعية يترتب علي عدم تحقيقها المزيد من الاحباط واليأس.