خبر : ماذا نسينا؟المسؤولية عن اصلاح العالم/بقلم: يديديا شتيرن/يديعوت 17/4/2013

الأربعاء 17 أبريل 2013 12:56 م / بتوقيت القدس +2GMT
ماذا نسينا؟المسؤولية عن اصلاح العالم/بقلم: يديديا شتيرن/يديعوت  17/4/2013



هل دولة اسرائيل تحقق غايتها؟ الجانب الايجابي مليء: منذ قيامها ازداد عدد السكان اليهود في اسرائيل بأكثر من 1.000 في المائة – رؤيا أنبياء عودة صهيون تحققت واليوم باتت الجالية اليهودية الاكبر في العالم تعيش في الوطن التاريخي. العبرية، التي كانت لغة دينية وهامشية، تم احياؤها على نحو عجيب وهي تستخدم اليوم كلغة ام حية، منفلتة العقال وابداعية على لسان ملايين الاطفال. لقد أتاحت اقامة دولة اسرائيل لـ "شعب الروح" ان يثبت كفاءاته التنفيذية والابداعية الخاصة. وقد نجحنا في تغيير وجه الزراعة الحديثة، في اقامة شركة الادوية العضوية الاكبر في العالم، ان نصنف أنفسنا كأمة استحداثات علمية متطورة، ان نبني قوة عسكرية مثيرة للانطباع تشكل نموذجا للقدوة في العالم بأسره. اقتصادنا مستقر ومتطور رغم الازمة العالمية. ومؤخرا حقا، مع اكتشاف حقول الغاز الجديدة في البحر المتوسط، تسير اسرائيل نحو استقلالها من حيث الطاقة.  ولكن الى جانب النجاحات الموضوعية المثيرة للانطباع يجدر بنا الاعتراف بان أداء دولة اسرائيل حتى الان يفوت قسما مركزيا وجوهريا من مسؤوليتها وغايتها، وهكذا تضيع فرصة تاريخية كبرى.  على مدى الفي سنة من المنفى عاش اليهود في اطار شخصي، عائلي أو طائفي، ولكن ليس كجماعة تدير مجالا عاما. وفي غياب المسؤولية اليهودية عن سيادة ما، فان قسما هاما من الجوانب العامة من الحضارة اليهودية تعطل. هكذا مثلا لم نكن مطالبين بمواجهة تحدي السيطرة على جماعة اقلية قومية، ولهذا فان احدى المسائل الاكثر مركزية في التقاليد اليهودية – الموقف من "الساكن" والذي ليس سوى "الاخر" لم توضع قيد الاختبار العملي. لم نطور قضاءا عاما يصدح فيه صوت يهودي؛ لم نبلور وثيقة يهودية لحقوق الانسان وواجباته؛ لم نصمم سياسة اقتصادية – اجتماعية تعكس الحساسية اليهودية تجاه الاخر؛ لم ندع الاخلاق اليهودية تترك اثرها على طريقة استخدام القوة السيادية العنيفة في الجيش وفي الامن الداخلي وغيرها.  الكثيرون في البلاد وفي العالم يشعرون بعدم الراحة من أن دولة اسرائيل لم تتفرغ بعد لاداء دورها التاريخي في تطوير فكر وفعل عامين ذوي طابع يهودي مميز. ويثير الاهمال الطويل الشكوك في امكانية تموضع الفعل الصهيوني في التقاليد اليهودية الفاخرة المتعلقة بأخذ المسؤولية عن اصلاح العالم. ما هو سبب التأخير في ذلك؟  منذ حرب الايام الستة يعنى سوق الافكار الاسرائيلي بهوس في مسألة حدود الدولة ومقتضياتها. وثمة لذلك، بالطبع، اسباب وجيهة: الابقاء على السيطرة الاسرائيلية على شعب آخر – حتى حسب من وجهة نظر من يرى ذلك ضرورة أمنية – يمس سواء بالطابع اليهودي للدولة ام بطابعها الديمقراطي. ولكن تركيز الخطاب الاسرائيلي على هذه المسألة المنفردة اسقط اسرائيل في سبات من حيث الهولة. فالموقف من "النزاع" أصبح نقطة المنطلق والنهاية للحملة الاسرائيلية في جيلنا، كحامض يذيب كل شيء. ويا لها من مفارقة: بسبب الجدال على مكان حدود الدولة اهمل النقاش الاهم عن طبيعة الحياة الوطنية داخل هذه الحدود.  الانتخابات الاخيرة تلمح بامكانية تغيير الميل. فعلى خلفية الاحساس السائد بان النزاع غير قابل للحل في هذا الوقت، نشأ ائتلاف عناصره تختلف في شؤون سياسة الخارجية والامن، ولكنها مستعدة لان تتعاون في حث جدول أعمال مدني، بما في ذلك في مواضيع الهوية. وخلافا للمجموعات المتطرفة الاصولية، المعنية بان تؤدي باسرائيل الى تفضيل طابعها اليهودي أو طابعها الديمقراطي، يلوح في الكنيست الجديدة ميل يفضل خليط مركب بين الجانب الديمقراطي – الكوني وبين الجانب اليهودي – الفردي في الحياة الوطنية.  دولة اسرائيل خاصتي هي الحسناء الغافية. فعندما كانت ابنة 19، في العام 1967، غزت بابرة الخلاف على حدود الدولة وغرقت في سبات مدني. وفي اثناء هذه السنين تخلت عن المسؤولية لاصلاح العالم بتعابير سيادية. وفي يوم ميلادها الـ 65 ينبغي التمني لها في أن تكون الانتخابات مثابة قبلة اليقظة من السبات كي تحقق تحدي السيادة اليهودية.