خبر : عبدالمنعم سعيد :«إخوان مصر» متشبّثون بالسلطة

الأربعاء 17 أبريل 2013 12:59 ص / بتوقيت القدس +2GMT
عبدالمنعم سعيد  :«إخوان مصر» متشبّثون بالسلطة



القاهرة وكالات اعتبر الرئيس السابق لمجلس إدارة مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية والرئيس الحالي لمجلس إدارة المصري اليوم د.عبدالمنعم سعيد، أن التغيير الذي شهدته السلطة بمصر عقب ثورة 25 يناير قد يكون «الأخير»، ما يعني بقاء حكم الإخوان المسلمين، مُبرراً ذلك برغبة الجماعة في الاستمرار في الحكم بديلاً لنظام مبارك ورغبتها في السيطرة والتمكين، مشيراً في السياق ذاته إلى أن شعبية الإسلاميين تتآكل وكذلك شعبية المُعارضة، لكنه أكد في حواره مع «البيان» على توقّعاته الشخصية بعدم نجاح الإسلاميين في الانتخابات المقبلة بالحصول على نفس نسبتهم في البرلمان السابق.وتاليا نص الحوار الذي اشار فيه سعيد إلى إشكاليات ثلاث رئيسية تواجه المشهد المصري بشكل عام أبرزها إشكالية العلاقة بين الدين والدولة، مؤكداً في سياق آخر على أن النظام المصري الآن يغفل أن سياساته هي المسؤولة..بداية، كيف ترى الأوضاع في مصر حالياً وسبل الخروج من الأزمات السياسية الراهنة؟تمر مصر حالياً بفترات صعبة للغاية بشكل عام، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي وغيرهما من الأصعدة، وهي الأزمات التي تُحاصر كل خطوات الإصلاح بالمجتمع المصري الآن، والتغلب على تلك الإشكاليات يتوجب معه وجود «نخبة جديدة» تتبنى فكراً جديداً، وتحاول أن تُجمع الشعب، ليسير وراءها؛ لبدء عصر جديد من خلال تبنيها لحلول وسطية ترضي الناس وتجمعهم لا تفرقهم، فمصر تتقاذفها جملة من الإشكاليات الصعبة والخطيرة، والتي ما إن استمرت فسوف يكون الوضع كارثيًا للغاية.. وقد فشل النظام الحالي (نظام جماعة الإخوان المسلمين) في تحقيق ذلك، وبدت خطواته مُفرقة للمجتمع المصري.اشكاليات رئيسيةوما أبرز تلك الإشكاليات من وجهة نظركم؟هناك ثلاث إشكاليات رئيسية أو أساسية في هذا الصدد، أولها: إشكالية العلاقة بين الدين والدولة.. وثانيها: إشكالية دور الدولة في المجتمع.. وثالث تلك الإشكاليات مُتعلق بطبيعة الدور الخارجي الذي تلعبه مصر خلال الفترة الحالية بما يتماشى مع ظروفها الداخلية.بالنسبة للإشكالية الأولى المتعلقة بعلاقة الدين بالدولة.. ألا تعتقد أنها إشكالية «تاريخية» دائماً ما يواجهها المصريون؟المصريون بطبيعتهم شعب مُتدين، لكنهم في الوقت ذاته من أنصار نظرية أن «ما لله لله وما لقيصر لقيصر» وأن «الناس أعلم بشؤون دنياهم»، وهذا الموقف الوسطي للمصريين لا يرضي بطبيعة الحال مجموعة المتشددين والفصائل الإسلامية المتشددة، كما أنه في الوقت ذاته لا يُرضي أيضاً المجموعة الأخرى التي تتطلع لأن تكون مصر نموذجاً لدول غربية نحت الدين جانباً ورأت مكانه في المسجد أو الكنيسة فقط.. وأرى أن التغلب على هذه الإشكالية وحسمها بصورة واضحة هو أولى ملامح وخطوات الحل الجذري للأزمة وخاصة أنها تحمل في طياتها الكثير من التطرف والهجوم والعنف، وتُعد إشكالية الإشكاليات وقد تعمقت مع صعود الإسلاميين وبرزوهم بالمشهد المصري.دور الدولةوما الدور الذي من المفترض أن تلعبه الدولة حالياً في ظل تنامي الضغوط على النظام؟الإشكالية الثانية التي تواجه المجتمع المصري حالياً هي إشكالية دور الدولة، فالمصريون اعتادوا منذ عهد الفراعنة أن الدولة هي المُنظم لحياتهم وشؤون دنياهم، لكن مثل ذلك لم يعد يتواءم مع الحياة الحديثة، والتي أعطت لكل إنسان إمكانية أن يكون محطة إعلامية في حد ذاته من خلال شبكة الانترنت مثلاً.. ومن ثم لابد من تغيير تلك المنظومة الثقافية المتعلقة بدور الدولة وحسم تلك الإشكالية وفق مقتضيات العصر، وخاصة أن المجتمع الدولي الآن يعمل وفق منظومة مبادئ الحرية الفردية للمواطنين في الحياة السياسية والفكر وما إلى ذلك.البعض يرى أن هذه الإشكاليات وهذا العنف الذي يحدث أمر طبيعي بعد الثورات.. كيف ترى الأمر؟حقيقي أن الثورات يصاحبها هذه الحالة، لكن لا أحد يعرف ما الذي حدث في مصر.. فمن الممكن بالفعل أن تُفرز الثورة أعمال عنف داخلية أو خارجية.. فالثورة الأميركية لم يصاحبها أعمال عنف داخلية وصاحبها أعمال عنف داخلية تجاه الإنجليز، أما الثورة الفرنسية فكانت أعمال العنف داخلياً وخارجياً أيضاً.. لكن الفرق بينهما وبين ما يحدث في مصر هو أن كل الثورات الناجحة في العالم أفرزت نموذجاً جديداً حل محل النموذج السابق.. أما ثورة يناير 2011 بمصر فلم تعمل على إيجاد نموذج بديل ليحل محل نموذج النظام السابق.في ظل تآكل شعبية الإسلاميين في مصر الآن، ما توقعاتك لنسبتهم في الانتخابات البرلمانية المقبلة؟ذلك الأمر متوقف على حسب الفترة من الآن للانتخابات البرلمانية وماذا سوف تحمل من أحداث وتطورات.. ويجب أن نعلم أنه مع تآكل شعبية الإخوان المسلمين والتيار الإسلامي بصفة عامة، فإن شعبية المعارضة نفسها أيضاً تتآكل رغم أنه من المفترض أن تتناغم عكسياً مع شعبية النظام.. وعموماً أتوقّع أن تكون النسبة أقل بكل المقاييس من النسبة التي حصلوا عليها في البرلمان السابق، وكان من الممكن أن يكون التراجع ساحقًا لو أن المعارضة كانت أكثر نشاطاً وأوجدت نموذجاً سياسياً واضحاً يلتف حوله الشارع ويؤمن به.آخر تغييرهل تؤيد خيار تبكير الانتخابات الرئاسية؟لا؛ لأن ذلك الخيار سوف يخلق انشقاقات كثيرة جداً ويجعل الشارع المصري يدفع ضرائب باهظة.. وعموماً أرى أنه لو أن الانتخابات البرلمانية تمت بشكل طبيعي وبطريقة نزيهة وسليمة ولو تراجع الإخوان عن مساعيهم للاستحواذ فإن ذلك يفتح الباب أمام انتخابات رئاسية نزيهة تفتح الباب أمام تداول حقيقي للسلطة.. المشكلة الأكبر أن هناك احتمالات أن تكون ثورة يناير آخر تغيير في السلطة في مصر؛ لأن نظام جماعة الإخوان المسلمين لديه رغبة في الاستمرارية خلفاً لنظام مبارك وعدم التنازل.. لكن لو ثبت العكس فإن ذلك يفتح الباب أمام تداول حقيقي للسلطة. مشروع غامضاعتبر رئيس مجلس إدارة المصري اليوم د.عبدالمنعم سعيد مشروع الإخوان المسلمين المعروف بـ«مشروع النهضة» «غامض» وقال انه لم يتم إعلانه بشكل واضح حتى الآن.. مضيفا وحتى لو كان مشروع الخلافة الإسلامية أو (ثورة الخلافة) فلم نر شيئاً في هذا الصدد، كما أن كثيرًا من رموز الإخوان ومسؤوليهم يتنكرون لذلك المشروع وينفونه، ولا يمكن اعتبار مشروع يتنكر منه أصحابه نموذجاً جديداً بعد الثورة». --