غزة / سما / مع إغلاق باب التوبة أمام المتخابرين مع الاحتلال الخميس الماضي الموافق 11 نيسان (إبريل) تمضي وزارة الداخلية والأمن الوطني بحكومة غزة في مواصلة فعاليات "الحملة الوطنية لمواجهة التخابر مع العدو" التي أطلقتها في الثاني عشر من آذار / مارس الماضي. فاليوم أوصد باب التوبة في وجه العملاء الذين لم يستغلوا الفرصة الممنوحة لهم .. ففاتهم القطار وربما لن تتكرر مثل هذه الفرصة الثمينة بالنسبة لهم. إقبالاً وتأييداً فحملة مواجهة التخابر حرصت خلال الشهر الأول لها على دخول كل منزل فلسطيني وإيصال هدفها وغايتها لكل شريحة وفئة في المجتمع الفلسطيني حتى لاقت إقبالاً واسعاً وتأييداً كبيراً من مختلف شرائح المجتمع وأطيافه وألوانه السياسية والاجتماعية والثقافية فكانت حملة وطنية بامتياز. ويسلط "موقع الداخلية" الضوء على إنجازات الحملة خلال شهرها الأول وما حققته من نجاحات ملموسة على أرض الواقع من خلال الحوار التالي مع الأستاذ إبراهيم صلاح مدير عام العلاقات العامة والإعلام بوزارة الداخلية والأمن الوطني. وأكد صلاح أن الداخلية ركزت خلال حملة مواجهة التخابر على جميع الفئات التي حاول الاحتلال إسقاطها في وحل التخابر وتابعتها وفق محطات عمل للأجهزة الأمنية على مدار الساعة. وقال صلاح "في هذه الحملة نسجل الشكر للأجهزة الأمنية من فصائل المقاومة الفلسطينية والتي كان لها دور متميز بفرز عشرات المحاضرين الذين انطلقوا في عقد محاضرات مهمة وهادفة وتوعوية". وأشار إلى أن المحاضرات التوعوية استهدفت كل فئة حسب الوسائل التي استخدمها الاحتلال مع مختلف الشرائح من طلبة وعمال وصيادون ومقاومون ومرضى وطلبة الجامعات، موضحاً أن المحاضرات ستتواصل بعد انتهاء حملة مواجهة التخابر في الثاني عشر من مايو المقبل. وأضاف "الاحتلال يحاول دوماً أن يطور من وسائله والمقاومة والحكومة والأجهزة الأمنية تطور وتلاحق ونحن في معركة صراع الأدمغة مع الاحتلال حتى يزول عن أرضنا" . ولفت إلى أن الداخلية لاحظت من خلال الوسائل المتعددة التي يحاول الاحتلال استخدامها حاجتها الدائمة إلى الحنكة والتنبؤ بتلك الأساليب، مستطرداً "شعبنا أصبح لديه الخبرة الكافية في عدم التجاوب مع وسائل الاحتلال بشكل كبير" . وسائل مبتكرة واستدرك قائلاً "لكن على كل الأحوال والصعد وسائل الاحتلال المبتكرة والجديدة دائماً ما تكشف من قبل الأجهزة الأمنية وتلاحق أولاً بأول فالأجهزة الأمنية على يقظة تامة لرصد تلك الوسائل" . وتقدم مدير عام العلاقات العامة والإعلام في الداخلية بالشكر الجزيل للمجتمع الفلسطيني بكافة أطيافه وشرائح لما لمسناه من مساندة كبيرة خلال حملة مواجهة التخابر. ونوه إلى أن الحملة لاقت إجماعاً كاملاً من كل شرائح المجتمع الفلسطيني بنسبة 100% من فصائل المقاومة ومن حركة فتح قبل حماس ومن كافة القوى والمستقلين والمحايدين، مرجعاً السبب في ذلك إلى أن الحملة وطنية بامتياز تعمل على حفظ نسيج المجتمع الفلسطيني. وتابع "لاحظنا التأييد الكبير للحملة في الضفة وغزة والخارج وهذا يزيد من نجاح الحملة لذلك نوجه رسالة شكر لشعبنا وأمتنا ولكل الشرائح التي تحلت بالمسئولية الكاملة ووقفت مع الحملة بكل ما تستطيع". ونبه صلاح إلى أن العديد من شرائح المجتمع الفلسطيني دفعت مع الداخلية بكلتا يديها في إطار نجاح الحملة بالتبصير والاستعداد لنشر أفكار الحملة والتطمينات التي قدمناها . وأردف "نستطيع القول أن المقاومة ستتمكن بعد الحملة الحالية للعمل بأريحية أكبر على الأرض وهذا لا يعني أن لا تحافظ على سريتها وسرية أمنها ومعلوماتها لأننا في ظل احتلال مجرم" . رسائل للمتخابرين وفي رسالة أمنية وإنسانية وجهها صلاح للعملاء الذين لم يسلموا أنفسهم ، قال فيها "للعميل الذي لم يستغل الفرصة مهما كان مخطئاً إلا أنه بتسليم نفسه تكون العواقب والخسارة أقل بكثير من عدم تسليم نفسه" . وشدد على أنه في كل الأحوال لن تبقى قضية العملاء الذين تم اعتقالهم "سرية" لأن الأجهزة الأمنية كشفت ملفات عملاء مخضرمين يتخابرون مع الكيان منذ السبعينات "ونحن في مجتمع صغير وأمام أجهزة أمنية متيقظة وشعب مجاهد" . وزاد صلاح في حديثه "بالتالي لا مجال أمام العملاء إلا أن ينكشفوا والأجهزة الأمنية حتماً ستصل إليهم بعد انتهاء المدة الممنوحة لهم بإغلاق باب التوبة (..) فالمتخابر الذي أضاع الفرصة الممنوحة له فليتحمل عواقب ذلك" . وعلى صعيد البعد الإنساني، بين صلاح أن هذا الشخص الذي سقط هو ضحية للاحتلال "وقد فتحنا له باب التوبة ليعود لأحضان شعبه لكن إن واصل التخابر مع الاحتلال فإنه بذلك يدمر أسرته ومجتمعه" . وأشار إلى أن المتخابر الذي لم يستغل فرصة التوبة فلن يستغل أي فرصة أخرى، معلناً أن الأجهزة الأمنية باشرت بحملة اعتقالات الأسبوع الماضي في صفوف العملاء وستباشر بحملة أكبر . ونبه صلاح إلى أن الاحتلال حاول التشكيك في قدرات الأجهزة الأمنية والمقاومة في الوصول للعملاء والقبض عليهم لكن الأمن الداخلي أعد كشوفات بأسماء العملاء الذين لم يستغلوا فرصة التوبة والأيام القادمة ستشهد حملة أمنية لاعتقال هؤلاء وستكون مهمة على صعيد مكافحة التخابر" . وتابع "إن كل من اعتقلتهم الأجهزة الأمنية من المتخابرين في السنوات الأخيرة اعترفوا بارتباطهم بالاحتلال منذ اليوم الأول لاعتقالهم". وأكد صلاح أن الداخلية لا تعتقل أحداً إلا بعد تأكدها بشكل قاطع وبنسبة خطأ صفر في المائة وبعد أن نكون جهزنا ملف كامل للمتخابر. واستدرك قائلاً "الأجهزة الأمنية لن تقدم على اعتقال أحد بتهمة التخابر في إطار الشبهة أو الشك لأن هذا الملف لا يحتمل ذلك وطبيعة مجتمعنا التي ترفض هذه الآفة لا ترحم من يوهم بهذه الصفة حتى وإن كان ذلك في دائرة الشك فقط" .