خبر : ما زالوا يحلمون بالسلام/بقلم: ايتان هابر/يديعوت 15/4/2013

الإثنين 15 أبريل 2013 02:52 م / بتوقيت القدس +2GMT
ما زالوا يحلمون بالسلام/بقلم: ايتان هابر/يديعوت  15/4/2013



 إن وجود دولة اسرائيل مفهوم من تلقاء نفسه عند كثير من المواطنين من أبناء البلاد والمهاجرين الجدد في جميع الأزمان. ما معنى هذا؟ حاربنا هنا 65 سنة في جميع الحروب، وبنينا بيوتا وغرسنا أشجارا وحرثنا حقولا. وبنينا دولة فكيف لا يكون وجودها مفهوما من تلقاء نفسه؟. لو كنا مثل ميكرونيزيا أو سويسرا أو البرازيل لما خطر ببالنا ان نشك في امكانية استمرار وجود دولة اسرائيل. لكن الحقيقة هي انه حتى بعد 65 سنة بناء مكثف ونجاحات في جميع مجالات الحياة تقريبا، ما زال وجود دولة اسرائيل ليس مفهوما من تلقاء نفسه، ونحن نحارب كل يوم وطول اليوم عن وجودنا هنا. وبحسب علمنا لا توجد أية دولة في العالم يهدد وجودها بعد 65 سنة من اعلان استقلالها كدولة اسرائيل التي تحتفل باستقلالها هذا المساء. هذه السنة فقط بعد 65 سنة نشهد الجبل البركاني الذي يقذفنا بحممه من كل اتجاه: في سوريا المنتقضة، وفي مصر العاصفة، وفي لبنان الممزِقة والممزَقة، بل في الاردن الذي يلفظ السُم من بين أسنانه الصناعية. إن العالم الاسلامي حولنا ثائر عاصف ونحن متمسكون بالتصور العام الذي كان ملعونا في سبعينيات القرن الماضي وأفضى بنا الى مفاجأة حرب يوم الغفران. إن التصور الجديد الذي يغلب على أرفع الحلقات هو أنه ما بقي العالم العربي حولنا ممزقا ومنقسما يطلق فيه الانسان النار ويقتل أخاه فان هذا العالم المجنون سيدع دولة اسرائيل في حالها. قد يكون هذا وقد لا يكون، وقد يكون عكسه ايضا، وعلى كل حال فان العالم الاسلامي – الذي يزيد على مليار من أبناء دين اسماعيل – يرانا جزيرة في محيط ودارة في غابة ولا يفهم ولا يدرك كيف لم يثر بنا الى الآن للقضاء علينا. عندنا والحمد لله جيش قوي متقدم، ودولة اسرائيل في سنة استقلالها الـ 65 تستطيع ان تضرب جميع الجيوش العربية حولنا وتنتصر عليها، لكن من ذا يريد ان يحدث هذا؟. وفي سنتها الـ 65 ايضا يريد اليمينيون واليساريون والمتدينون والعلمانيون وناس "سلام الآن" وناس "ارض اسرائيل الكاملة" ايضا ان يعيشوا في هدوء وسكينة في خضم هذا المحيط المائج. فالناس هنا تعبوا من الحروب لكنهم قادرون على الانتصار في كل حرب. ويريد الناس هنا ان يعيشوا كما في سهوب استراليا، وشوارع نيوزلندة وأن ينجحوا مثل تجار هونغ كونغ وان يعودوا الى بيوتهم في سلام. إن دولة اسرائيل المقاتلة في سنتها الـ 65 ما زالت تحلم بالسلام. فليهب لنا صانع السلام في عُلاه السلام ولسائر اسرائيل وقولوا آمين.