القدس المحتلة / سما / يرى العديد من المحللين الإسرائيليين أن الأجواء الإيجابية التي سادت بعد عملية عامود السحاب قطاع غزة والخاصة بين حركة حماس المسيطرة على القطاع والجماعات المسلحة الصغيرة سمحت لتلك الجماعات بتجديد موقفها إزاء إطلاق الصواريخ تجاه "إسرائيل" في أي فرصة قادمة. ووفقاً لما نقله موقع "واللا" الإخباري تحليل نشرته صحيفة "هآرتس" لمراسلها لشئون الشرق الأوسط "آفي سخاروف" والذي جاء تحت عنوان "حماس لم تعد تخشى تهديدات إسرائيل" فإن وفاة الأسير ميسرة أبو حمدية كانت الشرارة التي ينطلق منها الأحزاب الصغيرة والجماعات المسلحة من أجل إطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية. وكان وزير الجيش الإسرائيلي "موشيه يعالون" قد هدد حركة حماس في تصريحات له صباح اليوم أثناء زيارته للمناطق الحدودية مع سوريا، قائلاً "إن إسرائيل لن تقبل إطلاقا متقطعا للصواريخ من غزة". كما أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي "يواف مردخاي" هذا التهديد حين قال: "إن حماس تدرك جيدا نتائج وأبعاد استمرار إطلاق الصواريخ وهذه تهديدات واضحة وقوية لكن المشكلة تكمن في عدم سرعة غزة بفهم واستيعاب هذه التهديدات وبشكل خاص حين يتعلق الأمر بمجموعات إيديولوجية متطرفة تسعى إلى خلق حالة من عدم الاستقرار في مواجهة إسرائيل". وتشير الصحيفة نقلاً عن "سخاروف" إلى أن مجموعة جديدة باسم مجلس شورى المجاهدين كانت قد تبنت مسؤولية إطلاق قذائف الهاون يوم أمس لكن لم تتحمل أي منظمة أخرى مسؤولية إطلاق صاروخ قسام باتجاه "سديروت" ولكن يمكننا التخمين بان إطلاق الصاروخ أيضا جرى على يد إحدى المجموعات السلفية العاملة في قطاع غزة تلك المجموعات التي لا تنظر بعين الرضا لاتفاق وقف إطلاق النار الساري بين حماس و"إسرائيل"، على حد تعبيره، لكنها ومع عدم رضاها حافظت على الهدوء المطلق منذ نهاية عملية "عامود السحاب" نهاية نوفمبر الماضي. ويعتقد المحلل لشئون الشرق الأوسط أن تجدد إطلاق الصواريخ جاء بسببين اثنين الأول يعود إلى تساهل حماس مع مطلقي الصواريخ يأتي من باب احتجاجها وغضبها على إغلاق الأنفاق من المصريين ومحاولة منها للضغط على مصر بإلزام إسرائيل ببنود اتفاق صفقة شاليط بحق الأسرى أما السبب الثاني فيعود لاعتقاد المنظمات التي تطلق الصواريخ بان هذه العمليات ستمنحها نقاطا ايجابيا لدى الجمهور الفلسطيني خاصة بعد استشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية وبالتالي ستحرج حماس وتمنعها من اتخاذ إجراءات ضدها. وبحسب رأي "سخاروف" فان حماس وإسرائيل حاليا في ذروة التخبط إذ تدرك حماس التي انتخبت الأسبوع الماضي مشعل رئيسا لمكتبها السياسي للمرة الثانية على التوالي بأنها ملزمة بالعمل وبشدة ضد المجموعات والمنظمات السلفية وان لم تقم بهذا فإنها تخاطر بجر غزة لجولة جديدة من التصعيد ليس لحماس مصلحة فيها، إضافة إلى الانتقادات القوية التي ستواجهها حماس لدى الجمهور الفلسطيني إذا قامت بالعمل ضد هذه المجموعات وبكل تأكيد في الأيام التي تلت استشهاد الأسير أبو حمدية. في حين يرى المحلل أن إسرائيل تدرك جيداً مدى أهمية اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ يوم 22/ 11 يتآكل بشكل يومي وان عمليات إطلاق الصواريخ القليلة التي تقع حاليا ستزداد جدة وقوة إذا لم تواجه برد إسرائيلي قوي لكنها تدرك أيضا بان ردا قويا في هذه المرحلة سيجبر حماس على الرد وبالتالي جر الطرفين إلى مواجهة عسكرية أخيرة، وبهذا يمكننا التخمين بان المصلحة المشتركة للطرفين "حماس وإسرائيل" ستنتصر وكعادتهم سيهرع رجال المخابرات المصرية إلى تهدئة الأوضاع حتى عملية الإطلاق القادمة.