خبر : معهد "ابو كبير": ابوحمدية توفي بسبب السرطان.. وتقرير مفصل يوثق تفاصيل اصابته والايام الاخيرة له قبل استشهاده

الأربعاء 03 أبريل 2013 03:52 م / بتوقيت القدس +2GMT
معهد



القدس المحتلة / سما / اظهر تقرير معهد الطب الشرعي الاسرائيلي في ابو كبير، ان استشهاد الاسير ميسرة ابو حمدية، كان بسبب "اصابته بمضاعفات مرض السرطان". وقال الموقع الالكتروني لصحيفة "يديعوت احرونوت " الذي اورد الخبر، ان التشريح اظهر اوراماً في حلق الشهيد ومنطقة الاوتار الصوتية، ممتدة الى العنق والصدر والرئتان والكبد والعمود الفقري والاضلاع. واضاف الموقع ان نتيجة التشريح اظهرت ان سبب الوفاة هي الاصابة بمرض السرطان وليس لاي سبب آخر، حسب وزارة الصحة الاسرائيلية. الى ذلك نشر نادي الاسير، اليوم الاربعاء، تقريرا لمحامية النادي شرين ناصر، حول زيارتها الأخيرة للشهيد ميسرة أبو حمدية في سجن ايشل التي تمت يوم 17-3-2013 (قبل اسبوعين من استشهاده) يظهر كيف كانت بوادر المرض عنده بدأت تظهر في العام التالي لاعتقاله ( اي قبل نحو 9 اعوام)، ومماطلة ادارة السجون في تشخيص مرضه ومن ثم علاجه، ما ادى لتفاقم مرضه واستشهاده. ويظهر تقرير المحامية أن علاج الشهيد جاء متأخرا بحجة التأكد من تشخيص المرض، رغم أن وضعه الصحي كان يزداد سوءا، حيث خسر ما يقارب 15 كيلوغراما خلال شهر ونصف. ويشير التقرير الى أن ابو حمدية، الذي كان يعاني آلاماً في الحلق، اثناء تواجده في سجن رامون، حُول في شهر آب 2012، الى عيادة سجن الرملة، الا أنه تفاجأ بأن الموعد الذي تم ترتيبه له "كان مع اخصائي العيون، رغم ان آلمه في الحلق"!! ويضيف التقرير أنه في كانون ثاني الماضي فقط، تم الاعلان عن اكتشاف وجود خلايا سرطانية في الحلق، ضغطت على الاوتار إلى أن اختفى صوته نهائيا. ويتضح من التقرير أن الشهيد أبو حمدية، لحظة زيارته الاخيرة، بدا في حالة من الاعياء الشديد، وأن المحامية انتظرته نحو 45 دقيقة وانه حضر مع الاسير أمجد مصطفى "وجلس واضعا رأسه بين كفيه ويسنده على الزاوية التي أمامه، كأنه لا يقوى على حمل رأسه" حسب المحامية. ويذكر التقرير أن الشهيد أبو حمدية لم يكن يعاني، اي مشاكل صحية، قبل اعتقاله نهاية ايار العام 2002، الا أن بوادر المرض بدأت في العام التالي لاعتقاله، بألم في المعدة، تم تشخيصها على أنه قرحة عولجت لستة شهور، ثم ابلغ أن علاجه انتهى. وفي شباط 2007 نقل الى مستشفى سوروكا حيث ابلغه الاطباء أنه يعاني من ثلاثة جروح في الاثني عشر وعولج بـ (كلارين، انتبيوتك، اتروزنتك). وكان الاسير أبلغ المحامية، أنه يتبع حمية غذائية، ولا يتناول الا الخضروات المسلوقة (إما حبة: جزر أو كوسا أو يقطين)، ومرتين في الاسبوح لحم حبش أو دجاج أو كفتة مسلوقة. ويورد التقرير، حسب الاسير أمجد مصطفى، الذي رافق أبو حمديه خلال تلك الزيارة، أن الوضع الصحي للاسير ابو حمدية سيء جدا، ولا يتلقى أي علاجات سوى المسكنات، حيث ابلغ ابو حمدية المحامية أن المرض ينتشر في كافة انحاء جسده، وانتقل الالم من الاضلاع الى العضلات. وفيما يلي نص تقرير المحامية شرين ناصر، التي التقته في "قسم مستشفى الرملة 208"، وحصلت دوت كوم، على نسخة عنه: - كما اعلمتني الادارة، فإن الاسير (ابو حمدية) لا يستطيع الخروج للزيارة لوحده فاخذوا وقتا طويلا حتى حصلوا على موافقة ضابط الامن أن ينزل للزيارة مع ممثل الاسرى امجد مصطفى، وبالفعل بعد انتظار دام ما يزيد عن الساعة الا ربع دخلت لغرفة الزيارة، وكان الاسيران امجد مصطفى والاسير ميسرة ابو حمدية جالسين، وكان الاسير ميسرة يضع رأسه بين كفيه ويسنده على الزاوية التي امامه كأنه لا يقوى على حمله، وبعد ان طرحت السلام عليهما خرج صوت الاسير ميسرة ضعيفا جدا وغير مفهوم ابدا، واعلمني الممثل (امجد مصطفى) انه سيسمع منه ويخبرني ماذا يقول، وهكذا كانت الزيارة فكان الممثل يسمعه بصعوبة على الرغم من ان اذنه بجانب فمه ولكن صوته لا يكاد يكون مفهوما، وكان واضح ان التعب والمرض والاعياء يبدوان عليه وبشكل كبير وكان وجهه اصفر وضعيف. - قبل ان ابدأ بتفاصيل الوضع الحالي للاسير فيما يلي كامل تفاصيل الوضع الصحي السابق للاسير حيث كنت ازوره من السابق في مستشفى الرملة عام 2007 و 2008. - الاسير، عائلته، زوجته واولاده الاربعة موجودون خارج البلاد، وقد حضرت زوجته قبل اسبوع من عمان وزارته. الوضع الصحي للاسير كما في تقريرنا السابق:- - الاسير قبل اعتقاله كان بصحة جيدة، ولم يكن يعاني من مشاكل صحية. - الاسير اخبرني ان المرض بدأ معه في عسقلان سنة 2003 حيث بدأ يعاني من آلام شديدة في المعدة وقاموا بتصوير معدته واخبروه انه يعاني من قرحة في المعدة والتهابات، واعطوه علاج استمر لمدة 6 شهور بعدها قاموا بتصوير معدته واخبروه انهم لم يجدوا شيئا وان علاجه انتهى. - بعد ذلك كان الاسير باستمرار يشعر بآلام شديدة في معدته ولكنهم لم يهتموا بذلك حتى شهر 2/2007، أغمي عليه وبعد ذلك اخد يتقيء دما شديدا، وفورا نقلوه الى مستشفى سوروكا وهناك اجروا له تنظيف للمعدة واجروا له فحص (ناظور) واخبروه أن لديه 3 جروح في الاثنى عشر والنزيف بسبب هذه الجروح وقاموا بإعطائه علاج (كلارين، انتبيوتك، اتروزنتك) وبعدها بأسبوع عاد النزيف مرة أخرى واستمر ثلاثة ايام. - نتيجة للنزيف الذي عانى منه الاسير انخفض الهيمجلوبين في الدم 10/ 4 كما اخبرني الاسير، ومن شهر ونصف يعطونه حديد لرفع الهيمجلوبين والاسير يشعر أن وضعه الان أفضل من السابق. - الاسير اخبرني أنه يتبع حمية غذاية ولا يتناول الا الخضراوات المسلوقة (جزرة أو كوسا أو يقطينة) ومرتين بالاسبوع حبش أو دجاج أو كفتة مسلوقة.  - الاسير اخبرني أنه كان من المفترض أن يعود إلى نفحة بالامس إلا أن الطبي رفض حتى عمل فحص (ناظور) للمرة التانية ويتأكدوا من وضع معدته. - الاسير علم مؤخرا أن سبب النزيف هو جرثومة في المعدة لم تكشف من السابق والان في مستشفى الرملة يأخد "حديد" ودواء لالآم المعدة ويتبع الحمية الغذائية واسبوعيا يجري له فحص دم... إلى هنا في تقريرنا السابق... الوضع الصحي الحالي للاسير: - الوضع الصحي للاسير سيء جدا، كما قال الممثل امجد مصطفى، وهو طبيب، واعلمني الممثل ان المشكلة تكمن في ان الوضع الصحي للاسير ميسرة سيء ويتدهور بسرعة وهو لا يتلقى اي علاجات سوى المسكنات وهذه الفترة هي فترة فحوصات وانتظار، فمثلا من اليوم صباحا ينتظر حضور الطبيب ولم يحضر حتى ساعة الزيارة لرؤية الاسير المريض. - وبسؤال الاسير عن وضعه الصحي اجاب ان: الالام تنتشر في كل جسمي فانتقل الالم من الاضلاع الى العضلات وهذا الالم يزداد، والوهن والضعف يظهر على كل جسمي، ولا آخذ اي علاج سوى مسكن للالم وهذا المسكن قد يفيد ببعض الاحيان، وقد لا يفيد باغلب الاحيان. - الحالة بدأت عندي بالم في الحلق في شهر 8-2012 اثناء وجودي في سجن رمون، وبعد خروجي لطبيب العيادة قام بتحويلي الى مستشفى الرملة وهناك تفاجأت ان الموعد المحدد لي هو مع اخصائي عيون مع ان ألمي كان بالحلق، واستمر الوضع على هذا الحال دون علاج ودون اهتمام من البداية، وتلقيت علاجا حتى وصلت لهذه المرحلة. - وفي شهر 1-2013 تم اكتشاف وجود خلايا سرطانية ضمن تورم موجود في الحلق وهذه الخلايا ضغطت على الاوتار الصوتية، وبدأت اعاني من بحة في الصوت قبل ان يختفي صوتي نهائيا، وفي 24-1-2013 تم اخذ عينة من الخلايا في مستشفى سوروكا وتم ارسال العينة الى مستشفى تل هشومير لفحصها ومقارنتها كما قالوا، بعينات اخرى، وتم اجراء فحص طبقي في مستشفى تل هشومير لمنطقة الحلق والرقبة ونفس الفحص كان من السابق اجري لي في مستشفى سوروكا، وكل الفحوصات التي اجريت لي لم تكن كافية ليقرروا ان ما اعاني منه سرطان في الحلق وحتى الان لم يعطوني اي علاج سوى بعض المسكنات لانهم كما قالوا ينتظرون التأكد من تشخيص المرض. - هناك تأخير بتلقي العلاج بحجة التأكد من تشخيص المرض والوضع يزداد سوءا مع الوقت وفي خلال شهر ونصف انخفض وزني 15 كغم فأنا لا اتناول اي طعام سوى القليل من اللبن والتفاح المبشور لا اكثر وهذا سبب ضعف في الجسم واحتاج لمساعدة في القيام والجلوس وفي المشي، وبالدخول الى الحمام، ناهيك عن الآلام المستمرة والمتزايدة التي لا تجعلني أنام. - كما ان وجودي في سجن ايشل اعطى راحة لطبيب العيادة في سجن ايشل حيث انه لا يعالجني ولا يتابع حالتي ويقول لي انه غير مسؤول عن حالتي، وان الاخصائي المشرف على حالتي هو في مستشفى سوروكا، وهذا يؤخر العلاج بسبب اهمالهم الزائد وغير المبرر في تقديم العلاج لي. - وطبيب سجن ايشل غير معني بمساعدتي ابدا، وكان المفروض ان اخرج اليوم الى مستشفى سوروكا ولكن لم يتم اخراجي وطبيب السجن لا يوجد عنده اي بعد انساني. - الاسير وفي نهاية الزيارة قال لي انه وبالرغم من كل الالم الذي يعاني منه فالمعنويات والحمد لله عالية، وقال انه لن يصيبه الا ما كتب الله له.