مساء يوم الاحد، واحدا من الـ 12 جندي احتياط ارسلوا الى البؤرة الاستيطانية المجاورة لمستوطنة نجوهوت في غرب جبل الخليل، استغل المشهد الطبيعي لعشية العيد الثانية لمباراة كرة قدم. بملابس مدنية وبندقية ركل الكرة في الساحة الصغيرة في وسط البؤرة. بعد بضع دقائق يئس لانه لم يجد أحدا يشاركه اللعب؛ كل سكان البؤرة فضلوا قضاء العيد في مكان آخر، وكان الجنود يحرسون منازل فارغة – تلك المنازل التي يفترض بالجيش ان يهدمها. البؤرة الاستيطانية، المعروفة باسم "بؤرة البوستر"، تأسس في 2002 ويسكن فيها بضعة عزاب ونحو خمس عائلات في نحو عشر مبانٍ. وهذه هي بؤرة ملحقة بمستوطنة نجوهوت المجاورة. وتقع المستوطنة والبؤرة على تلتين، يسكن بينهما 30 من أبناء عائلة جار الله. وكل المنطقة محوطة بالقرى الفلسطينية بيت عوا، فيككس ودورا. الحركة شرقا، نحو بلدات المجلس الاقليمي جنوب جبل الخليل لا يسمح بها الا بمرافقة عسكرية. ونحو الغرب يمكن الخروج عبر جدار الفصل الى الاراضي الاسرائيلية. وتشكيل المستوطنة والبؤرة موقعا اسرائيليا في قلب منطقة فلسطينية واسعة. في 2003 صدرت بحق كل المباني في البؤرة أوامر هدم بتوقيع قائد المنطقة الوسطى. وحسب الامر، فان كل ما يوجد في المجال يمكن أن يهدم في كل لحظة معينة. في 2007 رفعت حركة "السلام الان" التماسا الى محكمة العدل العليا مطالبة بتنفيذ الامر العسكري بحق هذه البؤرة وخمس بؤر اخرى. وبعد تطورات عديدة، كان آخر موقف للدولة هو أن الحكومة الحالية ستدرس امكانية تسويغ المكان. ويتولى حماية المكان لواء يهودا. وفي الايام العشرة الاخيرة يرابط جنود احتياط في المكان الى جانب جنود من سلاح الجو يتواجدون في مهمة حماية البلدات. وفي الاسبوع الماضي لا يحمي الجنود احدا سوى أنفسهم. فكل سكان البؤرة الاستيطانية، على نمط الازواج المتدينين الشباب، فضلوا المكوث في العيد بعيدا عند أهاليهم، وتوجد البؤرة قفراء منذ اسبوع. ورغم ذلك، فقد استمرت مهمة الجنود: الان تجدهم يحرسون المنازل الفارغة، المنازل التي يفترض بالجيش أن يهدمها في إطار الامر العسكري الصادر عنه.